أشرق هذا الديوان بخيوطه الذهبية صباحاً وقرأنا على أشعته بعضاً من شعر دكتورتنا الشاعرة مادليت :

بعض الأحاسيس كالنيران مستعر
وبعضها برد ثلج الموت في الكفن
صورة ابداعية نادرة وفريدة :
إني أراك المسيح الخبز أطعمني
إن الخيانة من يوضاس تقتلني
– بصورة لا شعورية وجدت نفسي أنساق في قراءة الديوان كاملا كانت نظراتي تتطاير بين شطوره وقوافيه البلاغية العميقة .
– من خزينة عقل الدكتورة وثقافتها العميقة تفجر هذا الديوان مواهبا وشعرا ساحرا واحاسيس دافقة بشعور يعبر عن محبة وود لما يمور في داخلها ويجيش .
– أراك زهورا تفوح بعطري
– شذاك البلاغة زبد الكلام
– أراك بوحا لهمس دجاك
– برجع الأنام وحلو الشآم
*كلماتها سلسلة تتبلور فيها شخصيتها الفذة العملاقة في كتابتها تختلف عن بعض كتابات الشعراء المتصلبة الخشبية .
أبيات القصيدة متماسكة وإلا انهارت ,فهي تنتقل من حالة التبلور إلى حالة السمو والترفع والإنسانية والصدق مبتعدة عن الترهات:
– تواضع تحل بكنز الوئام
– فإنك دود سريع العطب
– وإنك غصن لدوح الربيع
– يباساً يصير ويغدو حطب
وتسير قصائدها ورودا في بساتين الشعر مزهوة بجمال تعابيرها وكناياتها لأنها واثقة من نفسها وقوة إبحارها في البلاغة وإيغالها في الثقافة الأدبية :
– أطفئ دخانك لو تسمح
– فنور عيونك يكفيني
– ونسمة ثغرك تنعشني
– تنفخ في روحي لتحيني
صور جميلة ملونة من مخيلة الشاعرة ولوحات فنية ناطقة معبرة ابداعية تستمد شعرها من الواقع والحياة ومن تجاربها وميولها الأدبية المتأصلة بها .. وهي اهتمت بالأدب والشعر وأنا مهما درست أبقى بالنسبة للدكتورة طفلاً على شاطئ الأدب والشعر .
ورسالتنا أن نسلط الضوء على روائع وابداعات شعراء بلدنا أمثال ) الشاعرة الدكتورة مادلين طنوس والشاعرة ميلينا عيسى والشاعرة ليندا السعد وعاشقة الحروف فاديا شربوكه وشاعر الزجل ميخائيل تامر والشاعر جميل عنقة والشاعر الأديب سلوم درغام سلوم .
بوح الشجر بعيد عن التكلف منسوج باللغة الفصحى فهو عصري حضاري معبر وهادف وفيه روح التفاؤل تقول :
– على جمر نار أراها تجري
– كاني لديها أخبّئ عمري
– بلادي أحب وقد حار أمري
– إذا هي بالنار تسعى لطهري
– دموعي عليها ينابيع خوف
– وقلبي يهفو إليها ويسري
هنيئاً لك سيدتي الشاعرة وإلى مزيد من الإنتاج والإبداع