الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

ق المواويل عبر جلسة حوارية مع السيد عبدالله جرجس العايق 2014/4/5

 

نعيد نشر الحوار الذي أجراه موقع مجلة كفربو الثقافية مع الراحل عبدالله جرجس العايق بتاريخ 2014/4/5 حاوره سلوم درغام سلوم واليوم رحل في تاريخ 24-6-2019
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عشق المواويل عبر جلسة حوارية مع السيد عبدالله جرجس العايق

عاشق للتراث الغنائي رجل له آفاق من التجارب في الحياة فقد قام بتربية عشرة أولاد , فكانت جلسة النغم عامرة تنسجم مع حالة الفرح يطرب جليسه , و يتمسك بأشرطة الكاسيت فهي صدى الفرح في حياته , لقاؤنا مع العم السيد عبدالله جرجس العايق أبو جورج راح يتحدث بعفوية وأنا أدون على لوحة المفاتيح بما سالت الأفكار والذكريات تابعوا معنا هذا الحوار الرائع:

*البطاقة الشخصية المهنية

**عبدالله جرجس العايق من مواليد 1944 بلدة كفربو –حماه سورية , كنت في مجال الوظيفة ثم انتقلت للتجارة.

*حول السعي من أجل لقمة العيش ما تحدثنا؟

**رغيف الخبز لا يأتي هكذا ،هناك ناس يموتون للحصول عليه وهناك حكايات منها: كان هناك إنسان مات ثلاث موتات للحصول عليها , فقد كان أحد الناس العوام نازلاً إلى المدينة وشاهد عبد الملك يحمل منسفاً وقال :يا من ملأ بطنه من هذا المنسف ومات ,راح العبد إلى الملك وقص عليه الأمر ,فقال له هات هذا الرجل ,فقال له لقد متُّ ثلاث موتات للحصول عليه , كنت إنساناً حرامياً ذهبت لأسرق الغنم فشعرت العشيرة بي وألقوا القبض علي وحفروا لي حفرة في الصحراء ,وتركوا رأسي وأيدي مكشوفتين وبعد منتصف الليل أتى علي وحش ليأكلني فعند المحاولة أمسكت بذيله وانتشلني من الحفرة ,فذهبت في برية الله الواسعة وإذ براعي غنم بقيت معه إلى فترة الليل, فأدخلني إلى المغارة أنا والغنم وإذ هناك عفريت, فخشيت وقمت ألبس جلد خاروف بعد ذبحه فخفت منه حتى لا يأكلني وكان أعور بعين واحدة فوجدت قطعة حديد فضربته في عينه الصحيحة, فأصبح أعمى وفي الصباح فتح باب المغارة ليرعى الغنم فخرجت مع باقي الغنم وذهبت إلى قرية قريبة وتزوجت من أهل هذه القرية ,وبقيت فترة مع امرأتي وتعرضت لأعراض مختلفة وماتت المرأة، ومن نظام هذه القرية اذا ماتت المرأة يدفن زوجها معها وبالعكس ٍ فأعطوني ثلاثة أرغفة وأنزلوني مع المرأة البئر وصرت أكل بضع لقمات من الخبز،و في إحدى الليالي وإذا بحركة في هذا البئر وذهبت لهذه الحركة وإذ بوحش أمسكت في ذيله وأخرجني فطلعت خارج البئر فطلعت وذهبت إلى بلاد الله الواسعة ووجَّهني الله إلى عين ماء ,وعلى هذه العين شجرة كبيرة واذ بملك هذه المدينة ذاهب إلى العين ٍفخفت منه وصعدت إلى الشجرة وعندما رآني سلَّ سيفه وهمَّ بقتلي بعد محاولات قتلت الملك ولبست ثيابه وركبت حصانه وذهب بي إلى المملكة وكان الوقت ليلاً فاستقبلني العبيد وصعدوا بي إلى الملكة فصارحت الملكة بما حدث ومتُّ كذا موتة حتى حصلت على هذا المنسف.
المغزى أن لقمة العيش تحتج إلى سعي وجد .
ـــــــــــــــ

*ماذا تتذكر من ذكريات الطفولة؟

**أتذكر أنني كنت أعاشر أهل الرأي والحكمة ، وأتذكر لعب الدحل ،ورمي القواميع, وحمل الحملات من باب التحدي، وكان عندي الطموح لبناء عائلة .

*ماذا في عهد الشباب ؟

**كنت طموحاً وتوظفت عام 1975 في المطاحن, وأتذكر أن راتبي لا يتجاوز250ل.س ومع الوظيفة كنت أذهب للعمل في المقلع , أما مسألة تكوين العائلة كانت من ارتباطي مع السيدة آميليا طعمة حيث تعرفت عليها في ظروف الجيرة كونها كانت تسكن في حينا .وكان الزواج ناجحاً لأن الاختيار لهذه الفتاة التي تملك العقل الراجح والجمال لعب دوراً في النجاح ,وكان العرس ثلاثة أيام مع الطبل والزمر. ومن طقوس العرس قطع الجهاز واستحضار الطبالة من حماه ,منهم أبو ملحو وحكمت وأبو خضر وحسن أبو صبحي الزمار ,وكانت المعازيم تتجاوز ثمانين بالمئة من أهل القرية , الاحتفال ثلاثة أيام نذهب الأحد للكنيسة لمراسيم الزواج.

*حدثني عن الأولاد ماذا عنهم؟

**عندي عشرة أولاد أربعة ذكور:
جورج: مهندس مدني ,رينيه: تجارة سيارات,ساهر: هندسة عمارة،ساري: معهد هندسي.
وعندي ست بنات:رويدة و هويدة وجويدة ومنار لورين ( درسن للبكالوريا) وسهير(أدب انكليزي) ٍعندما كبرت العائلة تركت الوظيفة وعملت في التجارة تجارة الصوف والسجاد.

كيف يكون النجاح في الحياة؟

في تربية الأولاد من خلال المعاملة الجيدة واللين والديمقراطية والبعد القسوة ,وفي التجارة عندما حاولت أن أنطلق وفق التعلم التجاري من تجار حلب حيث بقيت عشرة أيام في سوق القطن لأتعلم التجارة وكيفية العملية التجارية ,وتحضير الصوف للتسويق بعد أن تعلمت تصفيف الصوف ,وبدأت في التجارة وكنت صريحاً مع المشتري وصادقاً وكنت أذهب بلباس أنيق وأسوق تجارتي عند ناس محترمين وصادقين والصدق في المعاملة هي التي أوصلتني إلى نجاحي في التجارة .

*كفربو كما تراها؟

**ثلاثين سنةٍ من غربتي في عملي التجاري داخل سورية وجدت كفربو بلداً خيراً واجتماعياً بكل معنى الكلمة و وشعباً كريماً.

*ما المزعج في هذه البلدة؟

**شباب غير مسؤولين وغير مبالين من خلال الإدمان على الانترنيت, وهناك ميول أيضاً وأنا مع الكتاب الورقي ٍ والحل عند رب العائلة (الأب والأم)وهما الأساس .

ما سبب تراجع حزم الأهل؟

**السبب يرجع للأم وعليها الجلوس مع أطفالها وأولادها نصف ساعة على الأقل توجههم للطريق الصحيح .

*ماذا عن العادات الاجتماعية؟
**السلبية:
مثال: أرسلت لك دعوة عرس فأنت ترسل ولدك مكانك هذه العادة غير محببة .
مثال آخر :ابنك أسرع على الدراجة واتصلت بك وأخبرتك وهنا تكذب الأمر وتدافع عن ابنك
الايجابية :
اجتماع أكثر من شخص ينبغي الحديث عن القيم بالقول والفعل وهناك حساسية للعمل عندما أقرأ وجهك ينبغي أن أعرف ما الكلمة التي تسرك

*ماذا يطلب المتقاعدون من كفربو؟

**- الذي ربى أولاده على القيم لا مشكلة عنده أما الذي ربى أولاده على غير ذلك هناك مشكلة الإهمال وعدم الاهتمام بهذا الوالد المتقاعد وأنصح الشباب التوجه إلى نادي الثقافة المركز الثقافي ونادي الرياضي من أجل بناء العقل في المركز الثقافي وبناء بنية الجسم في النادي الرياضيٍ..

*من تجاربك وسفرك في التجارة ماذا تقول؟

**أنصح المجتمع أن الإنسان الذي يشرب كأس فرح أن لا يكون وحده ويكون هناك ندماء ,مما أتذكر في تجارتي بعت بيعة مسائية وهي الأخيرة وبعد وصولي إلى البيت تبين معي من تسجيلاتي أن هناك ألف ليرة زائدة في قرية كورين ريف ادلب قرب أريحا ٍفتحدثت مع مختار القرية وأخبرته عن امرأة اشترت مني وبقي لها معي ألف ليرة زائدة فقلت له اذهب إلى تلك المرأة وادفع لها المبلغ فقال لي : إن هذه المرأة هي ابنة عمي .

*ما كلمتك للمغتربين؟

**أقول : مهما تغربتم فرجوعكم إلى كفربو, ونتمنى لكم التوفيق والنجاح والسعادة في عملهم لأن هناك سر الهي بين المغترب وأرض كفربو.

*ما رصيدك من الأحبة والأصدقاء ؟

**الحمد لله أملك رصيداً اجتماعياً وهذا عائد لأنني حتى مع عدوي لا أقطع الخيط الذي يربطني به (أسامح) .

*ما علاقتك بالتراث الشعبي؟

**التراث أعشقه وأحافظ علية ومازال عندي أشرطة كاسيت من شعراء ومطربين شعبيين وأحب العتابا و النايل والمواويل واللالا والدلعونة وكل أهل بلدي يتداولون شريطا للفنان الشعبي الراحل حكمت أبو محمد الذي سجل في بيتي وهذا الشريط انتشر في سورية وتم تسجيله عام 1976م وخاصة تلك اللا الحموية التي صدح بها المطرب.

*ماذا تقول في الفن الشعبي؟

**تحية لشعرائنا الشعبيين هليل وهواش موسى رحمهما الله
وأقول: الذي يستمع إلى وديع الصافي يعشق القيم ومحبة الناس
وأنا من الذين يسلطنون في عالم الدبكة وخاصة الزمر وعندي أشرطة في ذلك ويرافقها الهناهين من النساء .

ومن يسمع الموسيقى التراثية ولو كان ميتاً من الجوع لا يمد يد على الحرام .وفي حفلة العرس ترى فنوناً ترتاح لها بارك الله بسعيكم .

——————————-
لنا كلمة :

صدى الحوار يدل على أن من نحاوره له حس تراثي رائع , وعنده رهافة حس عميقة من خلال التفاعل مع موسيقا التراث فأهلا به صديقاً لموقع المجلة ومرحبا” بطلته الغالية …

دمتم بخير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسرة المجلة اليوم: رحم الله الراحل وأسكنه فسيح الجنان وليكن ذكره مؤبدا

————

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *