الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حتى لا نضل الطريق …

جميل أن يسعى الانسان الى هدفه و يخلص في سبيله و يستفيد مما منحه الله من مواهب و يكرسها في الوصول الى مبتغاه, فالانسان الذي لا هدف له هو انسان جامد يعيش في كل يوم كما الذي سبقه فلا تقدم و لا استمراية لهكذ اانسان.

 

 

و لكن في سيرورة بعض الناس الى أهدافهم تراهم و قد أباحوا لأنفسهم الالتفاف على القوانين “الأزلية” بحكم اعتقادهم الخاطئ بالوصول الى مرحلة تبيح لهم النقاش و الجدل في تلك القوانين و تراهم اعتنقوا ما اعتقدوه وباشروا في التنفيذ و حاولوا التعميم و التبشير بما اعتقدو و عدّلوا و أسقطوا, فكل واحد قرأ كتابا أو كتابين لأحد الفلاسفة المعلمين القدماء أو أحرز تفوقا في احدى “الشهادات الوقتية” بات يشكك و يجادل في وجود الله, و كل مطلع على الحضارة المادية الجديدة التي تجتاح العالم بأفكار مختلفة كليا و عادات متجددة منها الصالح و منها الطالح بات يتنكر لعاداته و بات يرفضها بالاجمال لا بل يتمرد عليها دون دراسة و دون وعي لما يمكن أن يبقى و ما يمكن أن يزول و ما يمكن أن يعدل و ما لا يمكن تعديله و هنا يقع في الخطأ أو الخطيئة التي من أهم مميزاتها أنها تتشعب و تنمو بشكل تراكمي فهي كحريق في غابة سببه عود ثقاب صغير رماه شخص في لحظة تخلف أو غفلة أو ضعف بشري أو غرور أحمق أو عن قصد مدروس, هذا العود يحرق غصنا أو ورقة يابسة و تلك تمتد لغيرها وصولا الى أن تحرق الأخضر و اليابس و هذا هو حال تفشي الفكرة الخاطئة و المدخلات الخاطئة الى أي مجتمع تنطلق من أن يقبل الشيطان على رمي شعلة الخطيئة “الجذابة” في قلب يابس لأحد أفراد المجتمع ليقوم بدوره و بعد اكتوائه بنارها بنقلها الى أمثاله لتتكرس مع مرور الوقت كحالة اعتيادية يتداولها الجميع و يسمرؤون اعتناقها و الانجراف فيها لا بل التفنن و التباهي بها و اختلاق ألوان جديدة منها, و عندما تصل الى ما تصل من دون رادع أو رقيب فانه لا ينفع لاطفاء الحريق الكبير سوى طوفان بحجمه يطفؤ النار و يطهر الأرض و يبعث الحياة الجديدة….و عندها ندرك أنه “طوبى لمن آمن ولم يرى”.
من المؤسف أن التميز و الشهرة تمنح للممعنين في الشر و الخطيئة (بمختلف أنواعها) كما للممعنين في الخير و الفضيلة (بمختلف أنواعها) و هيهات بين الاثنتين, يكفي أن تمارس ما لا يمارسه الاخرين أو أن تحقق ما لا يستطيع الكثير تحقيقه و بشكل مقنع “و القناعة متلونة” و احترافي حتى تفتح لك أبواب الشهرة و التميز ” و ان اختلفت المستويات”. و من المؤسف أيضا أن نجد أن البشر أصبحوا منبهرين بالأضواء التي يصدرها حريق الخطيئة أكثر بكثير من الواحات الخضراء للفضيلة وهنا أسأل للتوضيح: لمن يهلل معظم الناس في عصرنا لعالم أو أديب أو شاعر أم “لنجمة” سينمائية – معنى مجازي يشمل الكثير الكثير– تملؤ الشاشات بعريها “ليس بالضرورة الجسدي” تحت اسم الفن الذي هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف…!؟ و منعا للاصطياد في الماء العكر أقول “اني أعشق الفن بكل فروعه و لكني أعرف ما أعشق”… و من هنا يظهر أن الانبهار بحد ذاته ليس المشكلة لا بل خلط المفاهيم و الاعجاب بالخطيئة و الاعتقاد بصوابيتها اذ أنها أتت بنتائج مادية لأناس كثيرين و ليتهم يعرفون “ما معنى مادية”….و ليتهم يعرفون أن اليهود ظنو أنهم تخلصو من المسيح بصلبه, و كان نجاحهم هذا زائف وقتي انتهى بمجد قيامته… و ليتهم يعلمون أن (الأشرار كالدخان الذي يرتفع و يتسع رقعته و في كل ذلك يتبدد) يقول القديس أوغسطينس…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *