الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حوار مع الأب الياس ندرة لويس في كفربو 2012

سألني أحد أصدقائي (و هو الآن كاهن) في دورة الموسيقى البيزنطية في دير القديس جاور جيوس –الحميراء بقوله : هل تنصحني بأن أصبح كاهن؟ فكان جوابي له بأن  يكتشف دعوته أولا” ثم يقرأ كتاب (الكهنوت و الزواج و الرسائل إلى أولمبيا) للقديس يوحنا الذهبي الفم  فإذا كنت قادرا” على تطبيق مهام الكاهن بمحبة و دون كلل أو ملل فاذهب للمطران لكي يرسمك كاهنا” , و إذا وجدت بأن الحمل ثقيل , أنصحك بأن لا تحمّل نفسك ثقلا” أكثر من التي تحمله0

الكهنوت هو دعوة من الله , فلعظمة هذا السر أعطاه الله سلطان  لكي يغفر الخطايا و يشفي المرضى و يعمل العجائب … بإسم المسيح له المجد…

يسر أسرة مجلة كفربو الثقافية أن تلتقي الأب الكاهن الياس ندرة  لويس, الذي خدم بلدتنا العزيزة لمدة /16/ عاما” ترك خلالها كل المحبة و الإحترام في نفس كل شخص من أبناء رعيته الموقرة … فأهلا” بك يا أبونا في بيتك و بلدك.

1-حبذا لو نتعرف عن البطاقة الشخصية ؟

ندرة عبد المسيح لويس , من مواليد حمص –  القصير 1953 , درست في معهد كرم سدة في لبنان ( دير مار يعقوب المقّطع ) في لبنان , وبدأت الدراسة عام / 1984- 1985/ , وأنهيتها /1987- 1988/

, تزوجت من السيدة سهام ممدوح لويس من مدينة حماه سنة 1986م ,  و ارتسمت شماسا” إنجيليا”  في

8 نيسان 1988 , وكاهن بنعمة المسيح 13- 8- 1988 وأخذت إسم الياس بإسم الكهنوت  , ورزقت بطفلتي الأولى مريم في 14 أيار 1989

–          ريتا مواليد 1991 

–          عبد المسيح 1994

–          جاكلين 2000

–          يوسف 2001

– تم تعييني في بلدة كفربو برعية النبي إيليا للروم الكاثوليك في 4 – 12 – 1988 م  , وبقيت اخدم الرعية بنعمة المسيح حتى 24- 10 – 2004 م  أي /16سنة خدمة/ , وبعدها انتقلت إلى رعية النبي الياس في القصير ومازلت حتى الآن …

 2 – ما هي أهم الأعمال التي قمت بها في كفربو ؟

أول شيء قمت به هو التشجيع على الصلاة وحضور القداس أيام الآحاد والأعياد , لأن العائلة التي تصلي هي التي تُسمى عائلة مسيحية  , وأشكر الله على ذلك فقد تركت الرعية وفيها أشخاص وعائلات مصلية ومواظبة على الصلاة ..

أهم الأعمال:

– قمت مع الخورية بتأسيس أخوية السيدات في الكنيسة …

– تم في عهدي تأسيس الجوقة التي تسبح الله بأصواتها الجميلة , وأدخلت العبادة لأمنا مريم  العذراء في شهر أيار , مع أنها غير بيزنطية , فقط من أجل التشجيع على الصلاة والعبادة ..

– حاربت في حياتي ومازلت أحارب كلمة ( روم – كاثوليك ) لأن الأصل هو مسيحي , وعندما نتكلم بالفرع نترك الاسم ..

وأشكر الله عندما كنت في هذه البلدة العامرة شاركت مع قدس  الأب الياس والأب جورج محفوض والأب غيفارا شموط , في دورة الباعوث التي كانت مشتركة للرعيتين( رعية النبي الياس – رعية العظيم في الشهداء جاورجيوس المظفر ) …

– بالنسبة للتعليم المسيحي لم أفرق بين أحد , حتى أسرة التعليم كانت مشتركة والبناء ( الصرح المعماري ) تم في فترة وجودي ( الصالة والتعليم وبيت الكاهن  ) و كذلك الايقونصطاس ( حامل الأيقونات )..

عندما كنت أقيم في الصلوات ويأتي حضرات الآباء إلى كنيسة النبي الياس , كنت أصر على أن يلبس الكاهن البذلة الكهنوتية بالنسبة لإخوتي الكهنة , وأن يقرأ الإنجيل المقدس في الأفراح والأحزان , وفي المعمودية عندما كان يأتي الأهل ويطلبوا مني أن أعمد أولادهم وهم من الطائفة الشقيقة , كنت أصر على أن يكون المعّمد هو قدس الآب الياس تريكة ., وأثناء الصلاة في الأكاليل و العمادات كنت أرفض أن أبدأ بالعماد أو الإكليل حتى يكون الصمت كاملا” في الكنيسة…

-ومن خلال عظاتي في الكنيسة لم أترك أي شيء ديني أو إجتماعي ولم أتكلم عنه , حتى في  فترة الحصاد , كنت أطلب من الأهالي أن يتواجدوا في حقولهم,لتجنب أي كارثة ربما أن تحصل…

وفي عهدي وعندما جاءت الكنيسة الإنجيلية بادرت بتنبيه المؤمنين من خطرهم , مع شرح الأمور التي تعارض الإيمان الكاثوليكي أو الأرثوذكسي ..

وفي عهدي تم سيامة الأبوين ( الأب غدير إبراهيم – الأب نبيل نادر الذين شجعتهم بكل قوة حتى رسامتهم ) وعندما بدأ الأب الياس سعادة في مرحلة الدراسة قمت بتشجيعه , وفي عهدي لبست الثوب الرهباني فتاتين هما : ( مجدولين إبراهيم – مارلين صياح ) ..

——-

3 – ماذا تقول عن غطاء المرأة في الكنيسة ؟

ليته يعود إلى سيداتنا وفتياتنا , ويعود اللباس المحتشم بما فيه غطاء الرأس إلى كنائسنا المباركة.

فالكتاب المقدس يقول : (( إن أجسادكم هي هياكل للروح القدس )) فجسدنا يجب أن يكون مستورا” ..

4 – ما رأيك بلجنة الوقف ؟

أشخاص نذروا أنفسهم من أجل خدمة المؤمنين , والعمل على إظهار جمال بيت الله وليساعدوا الكاهن في خدمته ..

5 – ماذا تحدثنا عن عيد الفصح وفكرة توحيده في كفربو ؟

أمنية ليتها تتحقق لأننا نصلي كل عام في إسبوع يسمى إسبوع الوحدة ( وحدة الكنيسة ) لأن رأسنا واحد هو المسيح … ولايوجد أي مشكلة في توحيد العيد بين الطائفتين في كفربو, مع رجائي أن يتوحد العيد في  المسكونة بأكملها ..

6 – ما هو رأيك بالأب الروحي ؟

قال أحد القديسين : الكاهن لايخلص بنفسه ولايهلك بنفسه , إما أن يخلص ويخلّص المؤمنين, وإما أن يهلك ويُهلك مع أشخاص من رعيته ..

فالأب الروحي ضروري للفرد والعائلة والمجتمع …

7 – ماذا تحدثنا عن موضوع التبشير والزيارات الرعوية ؟

في حياتي الكهنوتية كنت أتابع أي موضوع ديني أو إحتماعي يتعلق بالمؤمنين, إن كان في مذبح الرب أومن خلال زياراتي لأبناء الرعية , أو إلى أي إنسان يقول لي تفضل يا أبونا, فكانت المواضيع كلها دينية أو إجتماعية  , فكنت أزور العائلات في المنازل من ( 4- 5 ) مرات  في العام , غير مناسبات الأعياد والتكريس ..

8 – عبر مسيرة طويلة من العطاء في كفربو ,  ماهو الأثر الذي تركه أهالي كفربو فيك ؟

أهل هذه البلدة طيبون وكرماء , يحترمون الكاهن ويجلونه , ولكن للأسف المحبة بين بعضهم قليلة مع أن الخلافات التي بينهم بسيطة , فالحزن يجمع العائلة وفي الفرح تجد أشخاص من ضمن العائلة غير موجودين , وبالنسبة لي ككاهن لم يتركوني إن كان في الأفراح أو الأتراح , حتى عندما إنتقلت من كفربو ومنذ خمسة أشهر توفي أخي, أراد عدد كبير من أهالي كفربو أن يذهبوا للتعزية , فرجوتهم أن لا يأتوا إلى مدينة القصير , لأن الوضع كان سيئا” , وخفت على حياتهم ..

حتى عندما عدت إلى هذه البلدة خوفا” من الأحداث في مدينة القصير لم يتركني الأحباء في كفربو خصوصا” جيراني الأحباء علما” أنني  لم أعرفهم من سابق ..

9 – ماهي الصعوبات التي عانيت منها في كفربو وماهو الحلم الذي كنت تتمناه ولم يتحقق ؟

خلال عملي في هذه البلدة حاولت في الكنيسة أن أجعل القداس الإلهي يومي , لأنني ككاهن ملزم أن أقوم بالقداس الإلهي يوميا” ولكنني فشلت بسبب عدم إلتزام الرعية بذلك ..

10 – مارأيك بتسمية كنيسة مارالياس للروم الأرثوذكس بهذا الاسم دون سواه من أسماء القديسين ؟

كنت أتمنى أن تُسمى بإسم أي قديس أو نبي حتى لايقال كنيسة مارالياس الكاثوليك وكنيسة مارالياس للروم الأرثوذكس , لأن النبي إالياس هو واحد والأصل السيد المسيح واحد ..

11 – مارأيك ببيع الأراضي في   كفربو ؟

حاربت ذلك كثيرا” من خلال عظاتي و زياراتي للرعية, حيث أذكر أن هذه البلدة عندما كان عدد سكانها لايتجاوز ( 3000 ن ) كانت أراضيها تمتد إلى حدود القرى المجاورة , وكان  بهذا العدد القليل وبالطرق البدائية للزراعة , كانت تُزرع كل هذه  الدونمات ويُجني ثمارها , لأن العائلة كانت يدا” واحدة , وأيضا” أهالي كفربو يدا” واحدة , ولكن عندما اهتموا بالمظاهر الباطلة, بُيعت الأرض وأصبح العمل في الأرض عارا” خصوصا” للسيدات والأولاد, وحتى أن عدد كبير باع أرضه من أجل تذهيب أو عرس إبنته ( على سبيل المثال ) , وهذا ما كنت وما أزال أرفضه …

12 – سوريا تمر بظروف صعبة , ماذا تعلمنا الكنيسة حول ذلك ؟

يوحنا الإنجيلي يصف الله بكلمة واحدة وهي : (( الله محبة )) وإن هذا الذي يحدث في وطننا هو ضد المحبة فأنا ككاهن أصلي من أجل السلام في وطني , وأن تنتهي  هذه الأزمة , وأطلب من جميع العائلات الصلاة من أجل هذه النية , كي تبقى سورية واحدة موحدة …

13- هل هناك سؤال كنت تود أن نطرحه عليك ولم نطرحه ؟

خدمت في هذه الرعية ستة عشرة عاما” وعندما تركتها بعد حوالي عام إشتريت قطعة أرض لمحبتي بأهلها الطيبين , وإنشاء الله سوف أسكن فيها …

14- عذرا” أبونا  ما هو رأيك بمجلة كفربو الثقافية؟ و ما هي مقترحاتك لنا من أجل تطورها ؟

إن الكمبيوتر هو مكتبة تحتوي كافة العلوم والآداب وهذه المجلة خطوة جريئة ومهمة , وأتمنى لها الازدهار والتقدم , وأرى أن تركزوا على العادات التي ورثناها عن الأجداد والتي كادت أن تندثر في وقتنا الحالي , ورجائي من إدارة المجلة المتابعة في هذا النهج من المقالات والمواضيع المختارة في صفحتكم …

15- لماذا لا يوجد طبعة كاثوليكية للإنجيل المقدس؟

يوجد طبعة كاثوليكية للإنجيل المقدس وهي الطبعة التي طُبعت في بداية القرن الماضي والتي نقحها وترجمها البستاني …

16- قال السيد المسيح : إن أردت أن تصنع صدقة” فلا تعرف يمينك ماذا تفعل شمالك … فلماذا نضع أسماء المتبرعون للكنيسة على الأيقونات و الثريات… فهل يجوز هذا ؟ و إن أصر المتبرع على ذلك … فلماذا لا نوضح له أن ذلك يخالف وصايا الله … و نحن خدام لله …!!!

يوجد أشخاص يتبرعون ويقدموا للكنائس ويطلبون أن لايُذكروا أبدا” , وكذلك يوجد أشخاص يطلبوا منا أن نذكر تقدمتهم فنذكرهم بكلام السيد المسيح له المجد , ولكنهم يصرون على ذكر الإسم في الثريات أو التقدمات , التي يقدمونها , فيكون كما يريدون , فالكنائس عندما تُبنى يكون بنائها على التبرعات عن روح الأموات …

17- ماذا تحدثنا عن المشاريع الخيرية ( المشفى – دار الأيتام – دار المسنين – الجمعيات الخيرية…) هل حاولت طرح ذلك؟

من خلال وجودي في هذه البلدة المباركة شجعت وخصوصا” الأطباء على أن يبنوا مستشفى في كفربو , والمشفى ضروري للبلدة ..

 

أما بالنسبة لدار الأيتام ودار المسنين فهم صروح حضارية أتمنى أن يتواجدوا , والجمعيات الخيرية هي عمل متمم للإيمان وهي تهتم بالمسيح الفقير بيننا وكنت بداية كل صوم أذكر بعظاتي بأخي الفقير والمحتاج وكنت قبل عيد الشعانين نوزع المساعدات على العائلات المستورة في كفربو …

 

18- التعليم الديني هو عماد الكنيسة, ماذا تحدثنا عن ذلك,تربويا” و اجتماعيا” و كنسيا”؟و ما هي الأعمار التي تعلموهم في التعليم الديني؟

إن التعليم المسيحي الصحيح هو التعليم الذي يعلم ماذا يقول المسيح من خلال الإنجيل المقدس والتقليد المسيحي فالطفل يجب أن يوجه بما يرضي الله , وأن يحترم الأكبر منه ويعطي الأصغر منه , وان يترافق هذا التعليم مع تربية الأهل ولايتعارض معهم , وكان لدينا أطفال من سن الثلاث سنوات ومافوق …

كلمة ختام :

أشكر هذه البلدة بكهنتها وشعبها على محبتهم , وصلاتي من اجلهم لكي يظهروا محبتهم لبعضهم البعض أكثر , وكل إنسان يبدأ بالمحبة من ذاته ولا ينظر للآخر ,  فتكون الصورة قد اكتملت في المبادرة لمحبة الآخرين , فحيث لا توجد المحبة على ما أظن لا يوجد المسيح , وليبارك الله هذه البلدة ويحمي شعبها وعائلاتها من كل أذى وليباركهم الله …

الشكر الكبير لأبونا الياس على تكرمه بإعطائنا هذا اللقاء القيّم متمنين له كل الخير و التوفيق في ربوع بلدته كفربو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *