الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

طقوس الولادة والموت في كفربهم في الماضي وسر السعادة

الولادة كانت الداية هي التي تشرف على حال المرأة في فترة الحمل,وترافقها أثناء المخاض, وعند الولادة هي التي تقطع الحبل السري للمولود, وتغسل المولود وتطمئن على حال المولود وأمه, ومعظم الولادات لا تأخذ الداية أجراً ,وإذا أخذت عبارة عن (تحلاية) صفط راحة,أو تأخذ لوحين من الصابون وغيره. وتكون المباركة والضيافة (الراحة)
وكانت النظرة إيجابية للمرأة الولود, وكلما أنجبت المرأة ذكوراً وبناتاً وخاصة الذكور ينظر إليها بعين الإكبار والاعتداد , ومن تقاليد الحمل والولادة،هناك لهفة لمعرفة جنس المولود ,كانوا يعرفون جنس المولود من خلال مرور الأفعى: فالأفعى التي تقف أمام الحامل هذا يعني أن معها ذكر ,وإذا مشت الأفعى وتابعت طريقها هذا يعني أن المرأة تحمل أنثى, كان الاعتقاد أن تُسقى الولادة النبيذ لكي تسترد الدم الذي ذهب منها في الولادة.وأن رائحة الخبز والتنور يضرها.‏
وأما في تسمية المولود كان الالتزام بالأسماء العربية أو أسماء القديسين,حيث يحضر الكاهن لتسمية المولود الذي اختاره الأهل.‏
الوفاة والدفن‏
بعد دق جرس الكنيسة دقات متقطعة تعلن عن وفاة شخص يتناقل خبر النعوت شفوياً ,ويجتمع كل أهل القرية في دار المتوفى. ويُحمل الميت على السحلية وهي صندوق خشبي مستطيل لا يتجاوز المترين,و له يدان من الأمام ويدان من الخلف, وبعد الصلاة على الميت في الكنيسة يحمل الميت إلى المقبرة ,ويكون القبر قد جُهّز وجُهّزت الشطايح الحجرية المستطيلة لتغطية القبر ويردم القبر.‏
ومن طقوس الحزن في الماضي نسمع أن رجال الأسرة تخلع العقال لمدة أكثر من سنة عند وفاة شخص في الأسرة.و يربي الحزين المفجوع ذقنه فترة طويلة.و طيلة فترة الحزن لا يأكل المفجوع اللحم والكبة والأطعمة الدسمة , و بعد سنة من الوفاة يقوم الأقارب والأصحاب بتلبيس المفجوع العقال وإبعاد طقوس الحزن عن العائلة. و فترة الحداد على المتوفى قد تصل إلى ثلاث سنوات إذا المتوفى من الشباب.‏
سر السعادة‏
أما سر السعادة وبعد الضغط النفسي عن الناس على الرغم من وجود الفقر المادي يظهر في الأسباب الآتية:‏
أولها: التواصل الاجتماعي المبني على العفوية والغايات النبيلة والبعيد عن المصالح الشخصية والأنانية , تدعمه المحبة ويشمخ به التعاون, هذا التواصل الذي يزرع السعادة عند الجار والقريب, ويزرع الفرح في المكان ويحمل راية التواضع وعدم التكلّف , في التواصل الحميم يجتمع الأهل والمعارف في جلسة عنوانها المعرفة والمودة والاحترام والشعور بمشكلة الآخر ومساعدة المحتاج.‏
والأمر الثاني في دعامة الفرح الحقيقي يكون في الاكتفاء الذاتي الذي جمّل حياتهم , صحيح أن الإنسان في الماضي يتعب في تأمين الخبز عبر الطحن والعجن وصولاً إلى استقبال الرغيف وصحيح أنه يتعب وهو يربي الأبقار والمواشي لتأمين مشتقات الحليب وتأمين اللحم, وصحيح أنه يتعب عندما يربي الطيور وصحيح أنه يتعب وهو يزرع ويحصد الحبوب المختلفة, ولكنه يصنع بذلك الاكتفاء الذاتي ويأتي الغذاء من مصدر أمين ومعروف وهو بعيد عن الغش يقف في وجه المرض ولا يحمل معه المرض.‏
والأمر الثالث الذي يحقق الفرح الحقيقي هو عدم وجود الضجيج أو التوتر النفسي , إنك في الماضي تسمع زقزقة الطيور وأصوات البهائم وحفيف الشجر أما اليوم تجد الضجيج يحيط بك في كل مكان هنا السيارات والدراجات وزماميرها وهناك المعامل والمنشآت الصناعية وصوت محركاتها وفي البيت الأصوات الصادرة من الهاتف وجرس الباب وصوت التلفاز وغيرها من الآلات الكهربائية وهذا بحد ذاته يولّد التوتر.‏
ونتمنى أن تحل السعادة, ولا يدمر العالم كل شيء جميل في حياتنا ويحل السلام والأمن والبيئة النظيفة, وتكون هناك واحات خضراء تتجلّى بين الناس حيث تجد من يزرع الخير والمحبة والجمال في دروب البشر وفي ربوع الوطن لهؤلاء أرفع راية الحب والتقدير مدى الدهر.‏
ـــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *