أسئلة وإجابات حول هذا الجيل والتعليم والواقع الاجتماعي

by tone | 2 ديسمبر, 2012 12:06 م

[1]

 الدكتور خليل كيف ترى واقع هذا الجيل؟

*—-  أما واقع الجيل : شتان بين أجيال اليوم وأجيال الأمس وعلى الرغم من تطور الحياة وازدهار البنى المعرفية في هذا الزمن إلا أن شباب هذا اليوم بشكل عام هم ليسوا على مستوى المسؤولية, تجاه أنفسهم, أولياء الأمور لهؤلاء الشباب يحاولون قدر المستطاع توفير كل الاحتياجات المادية لأبنائهم  وهم يظنون أن هذا يساعد في بناء شخصيتهم, ولكن الواقع يؤكد أن هذا الأمر قد  يلعب دوراً سلبياً في صنع إنسان يُفترض أنه سيواجه الحياة لوحده ذات يوم.

و كيف يواجه الإنسان الحياة وما  طريقة التربية والتعليم المناسبة ؟

**- التعليم يقوم عندنا على التلقين والتحفيظ النظري ليس إلا, والأصح أن يكون مبنياً على الحوار وعدم التعجيز, وهذا يرتبط بالمناهج وبعوامل متعددة تدخل في العملية التربوية والتعليمية.

التربية ليست بالأمر السهل, التربية هي التي تصنع الإنسان الذي يواجه الحياة ,وليس بالضرورة الاعتماد على ذلك المستند الذي نسميه (شهادة) جميل أن يحصل الإنسان على شهادة ما, ولكن عليه أن يعلم أن تكوين الإنسان في هذا الزمن لا يقتصر على هذه الشهادة , إذ إن هنالك أموراً ومزايا كثيرة يجب أن يمتلكها الشباب ليتمكنوا من إيجاد ذواتهم  في خضم الحياة.

و كيف ترى واقع  كفربو الاجتماعي سلبياً وايجابياً؟

 

 

***- نصادف في قاموس الحياة اللغوي كثيراً من المفردات الاصطلاحية التي تحمل المعاني المتعددة الألوان ولو بشكل ظاهري, منها الحياة الاجتماعية, ولست مخطئاً إذا قلت: إن هذه العبارة لها معادلاتها في كل مجتمع من المجتمعات,لأن لكل مجتمع أفكاره وعاداته وتقاليده, وأرى أن الوضع في البلدة ليس في حالة صحية لأننا عندما نتأمل مسارها وحيثياتها وما يجري نؤكد صحة ذلك,إذ إن بعضهم يفهم الحياة الاجتماعية بالسهر بالمقاهي والمنتجعات وحضور الحفلات وجلسات المجادلات!.

– كل كلمة مما تقدّم يمكن أن تمثّل محور حديث في إطار عبارة الحياة الاجتماعية ونحن نختزل الكثير, العلاقات الاجتماعية التي لا تؤدي إلى تطوّر المجتمع وازدهاره ضمن مكوناته يمكن أن نصفها بالحركات العشوائية ويمكن أن نسقط عليها أبعاد العبارة التي تقول: جعجعة بلا طحين.

– والمؤسف أن كثيراً من الأفراد يصفون أنفسهم بالانفتاح والانطلاق والعصرية و(الحياة الاجتماعية) دون أن يعرفوا حقيقة أنفسهم في ذلك,  جميل أن نلتقي في كل المناسبات مناسبات الأفراح والأتراح لأن اللقاءات تولد المحبة والألفة وكما يقال البعد جفاء,لكن الأجمل أن تكون أوقات  اللقاءات فرصاً, لإثارة المسائل والمشاكل التي تهم البلدة في كافة النواحي,وما أكثر هذه المسائل وهذه المشاكل! إذ أنه عندما نتأمل شارع الحياة, فالإنسان العادي إذا كان ذا بصيرة فإنه يطرح الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي تبحث عن إجابة. فكيف الإنسان المتنور الذي يملك الفكر ليس بالادعاء,والفكر ليس بكلام عشوائي, وليس مجرد كلمات متراصة دون معنى إنما ذاك الذي يستمد أفكاره من الواقع ليطرح بها مشاكل هذا الواقع ,ومن ثم إيجاد الحلول بالشكل العملي والفعلي ,وليس بالكلام النظري.

     – وبالواقع عندما تتقاطع أفكار الأفراد الذين يملكون الوعي والحكمة في مناقشة مسألة معينة  تهمُّ المجتمع ,فلابد أنهم واصلون إلى حلها بالشكل الفعلي وبالشكل الصحيح , ومن السهل أن نسمي فرداً من الأفراد في مجال معين تسمية معينة(رئيس بلدية.. مدير مدرسة.. مدير دائرة ….إلخ ولكن ليس بالضرورة أن يكون كفئاً بل بالعكس إذا لم يكن على مستوى المسؤولية فإنه يمثّل حجر عثرة في حل مشاكل المجتمع.

– الحياة الاجتماعية جميلة, ولكن عندما تفهم بالمعنى الصحيح,ونجسدها بالمعنى الأصح, لا كما يحلو للبعض أن يفسرها ويطرب بتفسيره لها,ويدهشني أحياناً أن الكثير من الأفراد يفهمون الحياة الاجتماعية على أنها التواجد مع الآخر باستمرار! ولكن يحضر لذهني الآن رهين المحبسين أبو العلاء المعري ألم يكن اجتماعياً؟! وبعد أكثر من ألف سنة مازالت ذكراه عابقة.أرجو من الذين لا يعرفون أنفسهم في فهم المصطلحات أن يدربوا ذواتهم على فهم الأمور,وفهم المفردات بالشكل الصحيح.

ملاحظة:(هذه قطوف من حوار مع الدكتور خليل جرجس حاوره رئيس التحرير منذ سنوات )

ـــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/101_7619-copy-320x2001.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/2516