أم الطفل الذي صار شهيداً
أنا في البنفسج غبطة
فرحت بها الأوتار
ناحبة على باب المدينة
كي ترى:
قمراً يصلي في الضياء
لعله يحنو على ولدي
سياج المقبرةْ.
ـ 2 ـ
أودعت سري في الهتاف
فرتّلت نجوى ضميري صرختي.
حام الظلام على كلامي
كاويا صوتي
بموج جحيمه وخرابه
طلع الصباح على جناح
من أمومته
يحنّ إلى اخضرار في حديقتها
إلى فرح يهلّ على ملاعبها
ويمنح سرَّ بهجته لركض صغارها
يتراكضون مردّدين نشيدهم
وأصيح: مهلاً يا صغار
أخاف عثرتهم
فأطلع من خرابي في أغانيهم
وزيتون الحياة يردّ نسياني
بزهر غصونه
فأعدّ أسماء الذين مضوا
وكانوا في بساط العمر
وشي بهائه
حَملوا الزهور
إلى جرار ربيعهم
كتبوا على فخارها:
كانت مجرد مجزرةْ.
ـ 3 ـ
مرت على صوتي
فلول من مغول
كيف أحكي قصتي لصغيرها
وأهدهد الكلمات كي يغفو
وديعاً هانئاً كأميرها
ـ نمْ يا صغيري، لا تخفْ
عما قريب يرحلون
فندفن القتلى،
ونسحب ما تبقّى
من وداعة عمرنا
سرق الوحوش ورود ضحكته
وغطاها هدير مجنزرةْ.
ـ 4 ـ
رتبتُ ما ترك الصغير
بساحة الأحلام
من لعب ملونةٍ
ففاضت في يدي أصواتها
هذي مواكب من بساتين المودة
تفرش الأيام طيّبةً
وتملأ كرمتي بضيائها
ويدي تهز سريرها
حتى يحنّ حديده
بوعودها وحنانها
ـ نَمْ يا صغيري برهة
أخفيك في صدري
وأهرب من معابرهم
إلى “مصر” التي هزت سرير نجومها
في “نيلها”
وروت حكايات
فكم أخفت صغاراً قبلنا
بظلالها ونخيلها
حتى يضيء الله ظلمة قدسنا
ويفيض نور الحق
يجلو معبرهْ.
القصيدة قالها الدكتور راتب سكر في الطفل الشهيد محمد الدرة ..
تحية محبة:
نرحب بالسيد سامي خياط وبالنسبة للقصيدة وماتفضلت به صحيحا” , وبالنسبة لنا قد وضعنا صورة أم الشهيد ساري سعود , كصورة تعبيرية فقط , وشكرا” لك …