أم الطفل الذي صار شهيداً

by tone | 1 فبراير, 2012 1:58 ص

[1]

أنا في البنفسج غبطة‏
فرحت بها الأوتار‏
ناحبة على باب المدينة‏
كي ترى:‏
قمراً يصلي في الضياء‏
لعله يحنو على ولدي‏
سياج المقبرةْ.‏
ـ 2 ـ‏
أودعت سري في الهتاف‏
فرتّلت نجوى ضميري صرختي.‏
حام الظلام على كلامي‏
كاويا صوتي‏
بموج جحيمه وخرابه‏
طلع الصباح على جناح‏
من أمومته‏
يحنّ إلى اخضرار في حديقتها‏
إلى فرح يهلّ على ملاعبها‏
ويمنح سرَّ بهجته لركض صغارها‏
يتراكضون مردّدين نشيدهم‏
وأصيح: مهلاً يا صغار‏
أخاف عثرتهم‏
فأطلع من خرابي في أغانيهم‏
وزيتون الحياة يردّ نسياني‏
بزهر غصونه‏
فأعدّ أسماء الذين مضوا‏
وكانوا في بساط العمر‏
وشي بهائه‏
حَملوا الزهور‏
إلى جرار ربيعهم‏
كتبوا على فخارها:‏
كانت مجرد مجزرةْ.
ـ 3 ـ‏
مرت على صوتي‏
فلول من مغول‏
كيف أحكي قصتي لصغيرها‏
وأهدهد الكلمات كي يغفو‏
وديعاً هانئاً كأميرها‏
ـ نمْ يا صغيري، لا تخفْ‏
عما قريب يرحلون‏
فندفن القتلى،‏
ونسحب ما تبقّى‏
من وداعة عمرنا‏
سرق الوحوش ورود ضحكته‏
وغطاها هدير مجنزرةْ.‏
ـ 4 ـ‏
رتبتُ ما ترك الصغير‏
بساحة الأحلام‏
من لعب ملونةٍ‏
ففاضت في يدي أصواتها‏
هذي مواكب من بساتين المودة‏
تفرش الأيام طيّبةً‏
وتملأ كرمتي بضيائها‏
ويدي تهز سريرها‏
حتى يحنّ حديده‏
بوعودها وحنانها‏
ـ نَمْ يا صغيري برهة‏
أخفيك في صدري‏
وأهرب من معابرهم‏
إلى “مصر” التي هزت سرير نجومها‏
في “نيلها”‏
وروت حكايات‏
فكم أخفت صغاراً قبلنا‏
بظلالها ونخيلها‏
حتى يضيء الله ظلمة قدسنا‏
ويفيض نور الحق‏
يجلو معبرهْ.‏

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/الطفل-ساري20120127-2121050نسخ-320x200.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/276