by tone | 1 يناير, 2013 12:24 م
[1]
إن الشعر كله مدح فإذا مدح الشاعر النساء و الفتيات يكون غرضه غزلاً و إذا مدح الشاعر الميت نسمي هذا
الغرض رثاء و إذا مدح الشاعر نفسه فهذا الغرض يسمى فخراً و إذا مدح الأشياء الجامدة يسمى هذا الغرض وصفاً و إذا مدح الأشخاص الأحياء نسمي هذا الغرض مديحاً و الغرض الأخير هو المقصود في موضوعنا.
إن الشاعر قد يكون متكسباً و ينال على قصيدته العطاء و الهدايا أو يكون غير متكسب و يرفض أن يأخذ شيئاً لأنه ميسور الحال و الشاعر عندما يمدح شخصاً فهذا يعني أن هذا الشخص له موقف أو عمل مميز يستحق هذا المدح كما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى عندما هزه صنيع هرم بن سنان و الحارث بن عوف حيث ساهما في وضع أوزار الحرب و نشر السلام بين قبيلتي عبس و ذبيان في الجاهلية،يقول الشاعر:
يميناً لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل و مبرم
تداركتما عبساً و ذبيان بعدما تفانوا و دقوا بينهم عطر منشم
و في القصيدة وصف السيدين بالحكمة والنبل والكرم.
و في عصر صدر الإسلام بعد انتشار الدعوة الإسلامية اشتدت الخصوصية بين مؤيد و معارض لها فانبرى الشعراء المؤيدون و على رأسهم شاعر الرسول حسان بن ثابت و في عام الفتح انبرى أبو سفيان لهجاء النبي (ص) فتصدى له الشاعر حسان بقصيدة يمدح الرسول (ص) و يرد على أبي سفيان و يقدم الصفات الحميدة للرسول فيقول:
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شيمته الوفاء
أتهجوه و لست له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
و يستمر المدح في الشعر و يطل العصر العباسي و يتمثل العرب ثقافات الأمم من منطق اليونان و حكمة الهند.
و هذا المتنبي الذي ارتبط بصداقة مع سيف الدولة الحمداني و كانا في سن متقاربة فقربه إليه و أصبح من أخلص خلصائه فأنشد الشاعر قصيدة في مدحه بعد غزوة للأمير سيف الدولة يقول الشاعر:
قاد الجياد إلى الطعّان ولم يقد إلا إلى العادات و الأوطان
في جحفل ستر العيون غباره فكأنما يبصرن بالآذان
رفعت بك العرب العماد،وصيّرت قمم الملوك مواقد النيران
و هنا وصف شجاعة سيف الدولة و قوته و كرمه و فكره السديد.
و هكذا يظهر غرض المديح حباً للممدوح و إعجاباً بخصاله الحميدة و يترك أثراً في حياة الشاعر وقد يخلد الممدوح بفضل قصيدة الشاعر.
ـــــــ
Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/2824
Copyright ©2024 مجلة كفربو الثقافية unless otherwise noted.