الحب العليل”في الأغنيةالعربية (1من3)

by tone | 31 يناير, 2013 1:52 ص

[1]

 

I)- الحـب : المفاهيم والأشكال

إن مفهوم الحب هو في الأصل مفهوم ميتافيزيقي يختلف، من حيث التصور، من زوج من العشاق إلى زوج آخر نتيجة اختلاف العلاقة التفاعلية بين الحبيبين:

1- حب عادي (صوفي، عذري، بيولوجي…)
2- حب مازوكي/ سادي.
3- حب مصلحي، مادي.

هذه الحلقات الثلاث تتقاطع وتتفاعل فيما بينها إنما النوع المهيمن على العلاقة الغرامية هو الذي يحتكر اسم تلك العلاقة. لكن بما أن ” العادة” هي القاعدة عند معظم الثقافات الإنسانية، فقد كان “الحب العادي” هو القاعدة في كل أنواع الحب بينما همش النوعان الآخران …

II )– “الحـب العادي”:

الحب، من حيث كونه نضجا عاطفيا وعقلانيا علائقيا ومهاريا، هو” القانون” عند كل الأحياء:

” المرء يحب لأن الحب يكسبه بهجة ونضجا”
ليو فليكس
-” الحب”-
تعريب: فؤاد شاكر
القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي،1989

الحب محاولة جبارة يقوم بها الفرد ليبدع صورة لمن يحب:

صورة خيالي في عيونه كيفاش يمكن يمحيها
(أغنية مغربية)

الحب عملية إنتاج صورة مثالية لشخص واقعي. وبذلك يتحول الحب من حب الشخص الواقعي الماثل أمام العين إلى حب الصورة المثالية المكونة عنه. الحب إذن يحيا على الوهم الجميل .فما هي بهجة العاشق العربي في مرآة الأغنية العربية ؟ وما هي الصور التي رسمتها الأغنية العربية للحبيب (ة) العربي (ة) ؟…

III )– لمـــاذا تتغنى الأغنية العربية بالحبيب الذكر علىأنه حبيبة أنثى؟

ثمة حكمة بليغة منسوبة ل ف.س. كابريو :
” التنقيب في اللاشعور يعادل الأكل من الشجرة المحرمة”
إن الكنوز التي حيكت حولها الأساطير والروايات والقصص لم تكن موجودة في “مركز” من مراكز هذا العالم، بل في” الهوامش”: أدغال، أعماق البحار، جزر نائية… ولكنها كنوز وكلفتها، أحيانا،”العمر” . لذلك كان النبش في المنسى، في اللاشعور، في المهمش غالبا ما يتوج بالكنز كجائزة. والرحلة في طريق الكنز تبدأ بخطوة، وقد تبدأ بسؤال، بمجرد سؤال كتالي:

” لماذا الأمور هكذا؟”

وبما أن الحب في الأغنية العربية هو موضوعنا، يمكننا إعادة طرح السؤال على الشكل التالي:

” لماذا يتغنى العرب إناثا وذكورا بالحبيب الذكر محل الأنثى أو كصورة لها ؟ ”

IV )– “الحبيبة” في الأغنية العربية :

الكلمات التالية من لغات لاتينية وجرمانية وأنجلو-سكسونية مختلفة، القاسم المشترك بينها هو غياب التمييز الجنسي (gender distinction) بين ” الحبيبة” و “الحبيب”:

-Mon amour
-Mi amor
-Mein Liebe
-My Love…

وإذا كانت اللغة العربية تختلف عن اللغات الأوروبية في كونها لغة تميز بين “الحبيب” الذكر و”الحبيبة” الأنثى فمن البديهي أن يحدو المتكلم باللغة العربية حدو لغته لكنه يفضل السباحة ضد تيار لغته ليخيب أفق انتظارنا جميعا مشغلا الصيغة الذكورية”الحبيب” كشكل وحيد من أشكال الوجود اللغوي للحب. ولعل مقاربة الأمر في سياقه الغنائي العربي سيبرز الشذوذ بشكل أصرخ وأفظع.

V)-” الحبيبة” في الأغنية الإنسانية :

الأغنية العربية لا تعشق سوى الرجل/ الذكر سواء كان المغني رجلا (فريد الأطرش) أو امرأة (أم كلثوم( :

أ)- نماذج من أغاني فريد الأطرش:

– أنا وأنت لوحدنا
– ما لو الحلو ما لو
– عش أنت
– يا بو ضحكة جنان
– أنا وأنت وبس
– هو بس هو
– جميل جمال
– حبيب العمر
– حبيبي…

ب)- نماذج من أغاني أم كلثوم:

– أمل حياتي
– أنت الحب
– أنساك
– أنت عمري
– هجرتك
– بتفكر في مين
– يا مسهرني
– أسأل روحك…

بنظرة سريعة على لائحتي الأغاني التي بها ذاع صيت هذين القطبين للأغنية العذرية (Platonic Love Song)، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

1- الأغاني المدرجة أعلاه معتمدة على زجل وليس عن قصائد.
2- تغني الأنثى بالذكر وهو أمر طبيعي ومشروع.
3- تغني الذكر بالذكر وهو ينوي التغني بالأنثى أمر شاذ ويحتاج بالتالي لوقفة تحليلية.
المقال مأخوذ عن موقع ياهو

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/صضثقص.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/3155