حوار مع الشاعرة الأردنية زليخة أبو ريشة

by tone | 1 مارس, 2013 1:39 م

[1]

 

 

من الأردن الشقيق أطلت الشاعرة زليخة أبو ريشة على جمهور المهرجان الشعري التاسع و

العشرين لرابطة الخريجين الجامعيين و ألقت عدداً من القصائد منها : »من تراتيل الكاهنة و وصايا الريش« و »سمك غارق في الأرخبيل« و »فينوس« و »للمزاج العالي« , و أخيراً »أزرق تشطره نحلة« أو »الأربعيني«‏

التقيت الشاعرة زليخة أبو ريشة التي أكدت بأنها بدأت رحلة البوح منذ الطفولة إلا أن النشر في مجموعات شعرية حدث متأخراً لظروف و التباسات اجتماعية كثيرة مشيرة إلى أن النساء المبدعات يتعرضن لبعض الضغوط المجتمعية لهذا يتأخرن بنشر إبداعهن .‏

بدأت نشر شعري في مجموعات عام 1998 حيث صدرت أول مجموعة لي عام 1998 بعنوان »تراشق الخفاء« ثم تلتها »تراتيل كاهنة« عام 2000 ثم »غجر الماء« 1999 ثم »كلام منحى« عام 2005 , و»للمزاج العالي« عام 2005 أيضاً .‏

و عندي ثلاثة دواوين تحت الطبع هي »جوى« و »أزرق تشطره نحلة« و »في ثناء الجميل« .. كما أن لدي تجارب إبداعية أخرى بعيداً عن الشعر و هي مجموعة قصص للأطفال , و دراسة في اللغة إضافة إلى عدد كبير من الدراسات و المقالات التي كتبتها حول المرأة و النقد الأدبي و النقد الفني .

في قصائدك نلمس جرأة الأنثى المثقفة …. الأنثى التي تحمل في إبداعها نزوعاً إلى الحرية من خلال فضائها الشعري … و ما سمعناه اليوم يؤكد أنك تعملين في مشغلك الإبداعي قصيدة تعبر عن هواجس البشر .. هل استقرائي صحيح ?‏

** قيل لي في المهرجان إن بوحك جميل …. أنا أعترض على كلمة بوح …. لأنني لا أسمي شعري بوحاً … فالبوح يولد في مرحلة مبكرة من مراحل التجارب الشعرية ….. أعني أن البوح يكون في البدايات …. في المحاولات الأولى … أما الآن فأنا أشتغل فناً و شعراً باحتراف … و الشعر الذي أكتبه لا يعبر بالضرورة عن مشاعري الشخصية , و إنما عن هواجس البشر عموماً , و هواجس النساء خصوصاً … وعما يقلقني من ارتطام روحي بالوجود لذلك فالموضوعات التي أطرحها في شعري ذات أهمية كبيرة لأنها تمثل قضايا الوجود الإنساني و الهم البشري … لذلك أرفض كلمة بوح مرة أخرى .‏

أنت تكتبين قصيدة النثر بفنية عالية و الدليل على ذلك قصيدتك »امرأة غويا العارية« ماذا تقولين في قصيدة النثر ?‏

** قصيدة النثر هي شعر حقيقي … و من الخطأ تسميتها بالنثر …. أعني أن هناك خللا في المصطلح لا في القصيدة …. هي شعر حقيقي لأن المعيار الجمالي في القصيدة شعريتها و ليس شرط الموسيقا الخارجية أو الوزن .. فأنا أمزج أحياناً ما بين التفعيلة أو ما يسمى بالنثر ….. ففي القصيدة أحياناً تجدين عندي وزناً ثم يذهب الوزن … و أنا لا أعتبر الفضاء مفتوحاً أمام قصيدة النثر أكثر من قصيدة التفعيلة لأن القصيدة المشغولة بتقنية و فنية عالية دائماً يرافقها إيقاعها و موسيقاها اللذان يضفيان عليها جمالاً يدخل إلى روح المتلقي فيشعر بالإنتشاء .‏

شعرت من خلال قصائدك أن المرأة تشغل حيزاً كبيراً في شعرك , و أن حريتها هي هاجسك … هل ما أراه صحيحاً ?‏

** لقد شغلت المرأة مساحة كبيرة في شعري , و كان لقضاياها إهتمام كبير من قبلي و خصوصاً الحرية ….. الحرية التي لا تستطيع أن تبدع بدونها … أو أن تجد نفسها في مجتمع محاصر بالعادات و التقاليد … لذلك من يقرأ شعري يشعر أني أنادي دائماً بحريتها … لأن حرية المرأة هاجسي الدائم فإن تحققت هذه الحرية تحققت الكرامة الإنسانية و وجدت كثير من القضايا طريقها إلى الحل .‏

في قصيدتك »فينوس« شعر الجمهور بجرأة الطرح … و ظن الجميع أنك تتحدثين عن نفسك ماذا تقول زليخة أبو ريشة في ذلك ?‏

** قصيدة »فينوس« اخترتها من ديواني »المزاج العالي« حيث أنطقت التمثال الشهير فينوس المقطوع اليدين بضمير المتكلم لذلك ظن بعض المتلقين أني أتحدث عن نفسي … و الحقيقة لا مانع لدي من أن أتحدث عن نفسي , و ما قلته ليس غزلاً بجسد الأنثى فالأنثى لا يمكن أن تتغزل بالأنثى .‏

هل أعطتك مفردات البيئة الأردنية زخماً شعرياً , و استطاعت أن تطل بشكل واضح في شعرك ?‏

** إن مفردات البيئة الأردنية واضحة في دواويني و خصوصاً في شعري الذي لم أجمعه بعد لكني قرأته سابقاً في المنتديات الأدبية و الشعرية و قد اتسم بالطابع الصحراوي أما حالياً فإن أسفاري و ترحالي و تأثري ببيئات مختلفة قد انعكس بشكل جديد على معجمي الشعري و هذا الشيء يلاحظه متابعو إبداعي …. و هذه حالة صحية في الشعر فالشاعر دائماً يحاول أن يقدم شيئاً جديداً و بلغة أكثر إشراقاً و رقة مستفيداً من مفردات البيئات التي يدخل إليها أو التي يعيش فيها

(الحوار منشور في جريدة العروبة الحمصية بتاريخ   الاحد 12/8/2007)

ــــــــــــــــــــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/7777777.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/3504