الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

هل العالم الغربي مسيحي؟

مهما اختلفت المفاهيم فإن اعتقاداً واحداً يشمل كافة فروع المسيحية :هو الايمان بأن يسوع المسيح هو المخلص الذي وهب حياته حباً لإخوانه في الخليقة ,فكان المسيح بطل المحبة,وكان بطلاً بغير سلطة ولا يستخدم القوة ولا يريد أن يحكم أو يملك شيئاً ,أي بطل للعطاء والمشاركة.

–    تجاوب مع تلك الصفات فقراء الإمبراطورية الرومانية وأغنياؤها الذين كانوا يختنقون بأنانيتهم,والمسيح وجد مكاناً عزيزاً في قلوب الشعب ,فقد كسب الإيمان ببطل المحبة مئات الآلاف من المريدين ,وغيَّر كثير منهم ممارساتهم الحياتية,وأصبحوا أنفسهم شهداء,لقد كان البطل المسيحي هو الشهيد, حيث أسمى ما يستطيع المرء تحقيقه , وهو أن يهب حياته من أجل الله ,ومن أجل رفاقه.

–     والشهيد المسيحي هذا هو النموذج العكسي تماماً للبطل الوثني كما يتجسد من أبطال الإغريق والجرمان حيث كان غاية ما يصبو إليه هذا النوع الأخير من الأبطال هو أن يغزو وينتصر وأن يدمِّر وينهب ويسرق,كان تحقيق الحياة عندهم هو الغرور والتكبر والأبهة والسلطة والشهرة والتفوق في القدرة على القتل وسفك الدماء,كانت قيمة البطل الوثني هي براعته في الاستيلاء على السلطة والتشبث بها ,وهو يموت سعيداً في ساحة القتال لحظة النصر.

–    وإلياذة هوميروس هي وصف شاعري رائع للغزاة واللصوص الممجدين . إن السمات المميزة للشهيد هي العطاء والمشاركة, بينما سمات البطل الوثني هي الاستغلال والقهر.

–         والسؤال: أي من هذين النموذجين المتعارضين لا يزال سائداً في العالم الغربي؟

–    لو أمعنا النظر في سلوك أغلبية الناس وفي القادة السياسيين لرأينا بيقين أن البطل الوثني هو النموذج الذي يعتبر حسناً  والذي يعتبر أن له قيمة.فالتاريخ الأوربي والأمريكي الشمالي على الرغم من اعتناقه المسيحية ليس إلا تاريخ الغزو والأبهة والتكبر والجشع وأعظم قيمه هو أن يكون أقوى من الآخرين وأن يغزوهم ويقهرهم ويستغلهم.

–    فليس الرجل رجلاً إلا من كان قادراً على القتال والغزو والاستغلال والقوة والإخضاع والقهر , ولا يستثنى لا طبقة ولا جنس ولا توجد جريمة إلا ارتكبت بما في ذلك عمليات الابادة الجماعية بأسرها مثلما حدث للهنود الحمر وحتى الحروب الصليبية التي جعلت من الدين شعاراً لها لم تكن استثناء.

–    فهل كان الدافع لهذا السلوك اقتصادياً أو سياسيا ًفقط ؟ هل تجار العبيد وحكام الهند وقتلة الهنود الحمر وتجار الأفيون ومثيرو حربين عالميتين وأولئك  الذين يحضِّرون لحرب عالمية ثالثة…… هل هؤلاء مسيحيون مؤمنون حقاً؟؟؟

التعليقات: 6

  • يقول إيهاب النوري:

    مما لاشك فيه بأن مسيحو الغرب كغيرهم من الأباطرة الذين تركوا أثرا” سلبيا” وهدموا أسسا” كثيرة في حياة البشرية ولكنني أتسائل ماذا قدم مسيحيو الشرق لوطنهم الأم ؟؟؟ وعذرا” فنحن لا نهمش الشرقيين …
    شكرا” دكتور للمقالة وأرجو من القائمين عدم حذف أي كلمة من التعليق

  • يقول شحود اليازجي:

    سيد ايهاب أنا لااعرفك بشكلٍ شخصي . لكنني استطعت ان أكون عنك فكرة ؛ مفادها بأنك قارء ؛ وأتمنى أن لاأكون مخطأً ؛ وهذا يسرني جداً 0 أولاً أنا لست صاحب المقال . لكن بما ان السؤال الذي طرحته متعلق بالمسيحيين وما قدموه سأسمح لنفسي بالتدخل والإجابة .( وعلى فكرة أنا لست ذلك المتدين )
    ياسيدي إن المسيحيين عبر التاريخ قديمه وحديثه كانوا وما زالوا حملة مشعل حرية وتحرر .وذوات مواقف وطنية يفاخر بها الأبناء فالحروب الصليبية التي قادها صلاح الدين المسلم الكردي بأصله كان يقودها معه عيسى ابن العوام المسيحي العربي الشرقي . لكن السؤال الذي يطرح نفسه اجابةً لما تقول تجد اجابة جزئيه عنه في المادة الثالثه من الدستور السوري القديم الجديد ,ااكد لك على الصعيد الوطني إنهم سباقون كبشر وناس وليس كدين كي لانتهم الآخرين . وفي باقي المجالات أأكد لك أنهم ليسوا أقل من غيرهم . وهم متمسكون بالأرض التي ارتضوها وطناً وارتضتهم انصاف مواطنين . ولي في دستورنا مثال . وفي مصر مثال آخر وبالعراق أمثلة متعددة . والمعذرة من صديقي الدكتور الباس . وهذا توقيعي أنا شحود اليازجي .

  • يقول شحود اليازجي:

    سيد ايهاب عدنا والعود أحمدُ ……رجعت لأخبرك أنهم يغنون للأوطان أيضاً ولو قرأت مقالتي التي هي بعنوان عيدٌ للحب لعرفت ذلك 0

  • يقول إيهاب النوري:

    الأستاذ شحود تحية عربية لك وللدكتور الياس واسمح لي أن أتقدم بكامل شكري لردك على التساؤلات التي طرحتها …

    مسيحيو الشرق كانوا ومازالوا شعلة من العطاء ولم أقل ………..بل مسيحيو الشرق عامة وأنا معك بالنسبة للدستور والمادة الثالثة وغيرها من الأمور , وأقصد بطرحي أن اوضح لكاتب المقالة الدكتور الياس بأن الغربيين ليسوا بهذه الصورة فحسب بل أفظع والسؤال هنا : هل مسيحيو الغرب راضين عن تصرف أنظمتها ؟؟؟ وهل نستطيع القول بأن أنظمة الغرب تمثل المسيحية أم بالفعل أنظمة مدنية ؟؟

    أشكر تعاونكم معي وأتوجه بشكر الكاتب شحود والدكتور الياس مع تمناتي لمجلتكم بالنجاح والتوفيق

  • يقول Rosica:

    Just what the doctor orreded, thankity you!

  • يقول متابع:

    قال السيد المسيح “مملكتي ليست من هذا العالم”, فمن يعمل من أجل متاع هذا العالم فهو الى هذا العالم ينتمي و من يعمل ليدخر له رصيدا في (السماء) فهو الى السماء ينتمي ,و في هذا الصدد أشار الكتاب المقدس الى قلة عدد الذين سيدخلون الملكوت, لذلك فانه ليس كل من قال أنا مسيحي فهو بالفعل كذلك……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *