هل العالم الغربي مسيحي؟

by tone | 1 فبراير, 2012 2:18 ص

[1]

مهما اختلفت المفاهيم فإن اعتقاداً واحداً يشمل كافة فروع المسيحية :هو الايمان بأن يسوع المسيح هو المخلص الذي وهب حياته حباً لإخوانه في الخليقة ,فكان المسيح بطل المحبة,وكان بطلاً بغير سلطة ولا يستخدم القوة ولا يريد أن يحكم أو يملك شيئاً ,أي بطل للعطاء والمشاركة.

–    تجاوب مع تلك الصفات فقراء الإمبراطورية الرومانية وأغنياؤها الذين كانوا يختنقون بأنانيتهم,والمسيح وجد مكاناً عزيزاً في قلوب الشعب ,فقد كسب الإيمان ببطل المحبة مئات الآلاف من المريدين ,وغيَّر كثير منهم ممارساتهم الحياتية,وأصبحوا أنفسهم شهداء,لقد كان البطل المسيحي هو الشهيد, حيث أسمى ما يستطيع المرء تحقيقه , وهو أن يهب حياته من أجل الله ,ومن أجل رفاقه.

–     والشهيد المسيحي هذا هو النموذج العكسي تماماً للبطل الوثني كما يتجسد من أبطال الإغريق والجرمان حيث كان غاية ما يصبو إليه هذا النوع الأخير من الأبطال هو أن يغزو وينتصر وأن يدمِّر وينهب ويسرق,كان تحقيق الحياة عندهم هو الغرور والتكبر والأبهة والسلطة والشهرة والتفوق في القدرة على القتل وسفك الدماء,كانت قيمة البطل الوثني هي براعته في الاستيلاء على السلطة والتشبث بها ,وهو يموت سعيداً في ساحة القتال لحظة النصر.

–    وإلياذة هوميروس هي وصف شاعري رائع للغزاة واللصوص الممجدين . إن السمات المميزة للشهيد هي العطاء والمشاركة, بينما سمات البطل الوثني هي الاستغلال والقهر.

–         والسؤال: أي من هذين النموذجين المتعارضين لا يزال سائداً في العالم الغربي؟

–    لو أمعنا النظر في سلوك أغلبية الناس وفي القادة السياسيين لرأينا بيقين أن البطل الوثني هو النموذج الذي يعتبر حسناً  والذي يعتبر أن له قيمة.فالتاريخ الأوربي والأمريكي الشمالي على الرغم من اعتناقه المسيحية ليس إلا تاريخ الغزو والأبهة والتكبر والجشع وأعظم قيمه هو أن يكون أقوى من الآخرين وأن يغزوهم ويقهرهم ويستغلهم.

–    فليس الرجل رجلاً إلا من كان قادراً على القتال والغزو والاستغلال والقوة والإخضاع والقهر , ولا يستثنى لا طبقة ولا جنس ولا توجد جريمة إلا ارتكبت بما في ذلك عمليات الابادة الجماعية بأسرها مثلما حدث للهنود الحمر وحتى الحروب الصليبية التي جعلت من الدين شعاراً لها لم تكن استثناء.

–    فهل كان الدافع لهذا السلوك اقتصادياً أو سياسيا ًفقط ؟ هل تجار العبيد وحكام الهند وقتلة الهنود الحمر وتجار الأفيون ومثيرو حربين عالميتين وأولئك  الذين يحضِّرون لحرب عالمية ثالثة…… هل هؤلاء مسيحيون مؤمنون حقاً؟؟؟

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/AFANDI_00181-copy-320x200.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/354