الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

لم التهجم على المغتربين ؟!!

 

 

بات شائعا بين الفينة و الأخرى أن نرى ونسمع هجوما كلاميا و اعلاميا على المغتربين و ملخصه أنهم كثيروا الكلام والنصح و التنظير و هم كما يقال “أيديهم و رجليهم بمي بارده”, و يبرحون بدعوتهم للعودة للوطن حتى يذوقوا ويلات الحرب الدائرة و يشاطروا الناس معاناتهم ليس بالكلام و ابداء التعاطف وهم قابعون -كما يدعي أغلب المتهجمين- في شققهم الفخمة و سياراتهم الفارهة و يرتادون المولات الضخمة التي فيها كل ما يطيب للعين و النفس. حتى وصلت المسألة الى انشاء صفحات خاصة على الفيس بوك و غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي يتم فيها التحريض على المغتربين و حضهم على السكوت و عدم ابداء رأيهم في ما “لا يمسهم و لا يعنيهم”…..!!! و هنا أود أن أوضح قبل أن أبدي رأيي في هذا الموضع و أبوب حججي التي أراها منطقية أن أشير الى أنني لا أتوجه الى أحد بعينه و لا ألوم أحد بعينه على رأيه في هذا الموضوع و انما الكلام بشكل عام و موجه للجميع:
. الهجرة بمفهوهما العام هي انتقال الانسان داخل بلده “هجرة داخلية” أو الى خارج بلده “هجرة خارجية” سعيا وراء حياة أفضل لم يستطع نظرا لظروف موضوعية أو غير موضوعية تحقيقها ضمن البيئة التي ينتمي اليها. و عندما نقول حياة أفضل فاننا نعني اتجاهات عدة تختلف بحسب الشخص فمنهم مثلا يهاجر بهدف الحصول على شهادة من جامعات مرموقة تحقق له طموحه العلمي و منهم من يهاجر بهدف الحصول على عمل لم يستطع الحصول عليه في بلده أو بيئته و منهم من يسعى لتحسين ظروفه المادية أو الاجتماعية ….الخ فالسعي لحياة أفضل حق من حقوق الانسان لا يمكن لأحد انكاره لمجرد أنه لم يوفق في تحقيق هذا الهدف! أفينكره على الاخرين؟!
.يخبرنا التاريخ بحالات هجرة قام بها أنبياء و نوابغ و أشخاص مميزون قدموا للعالم انجازات و مفاهيم ارتقت ببني البشر و كانت تلك الهجرات عاملا مهما و مفصليا في انتاج ما قدموه للبشرية و لمجتمعاتهم قبل كل شيء .
. لماذا هذا المفهوم السائد و الفكرة الراسخة في أذهان الناس أن المغترب هو انسان سعيد و أنه ينعم بالرفاه و راحة البال و الطمأنينة على مستقبله و على مستقبل أولاده ؟ ألا يعلم هؤلاء أن الانسان مهما سافر و الى اي بلد رحل فسوف يواجه مشكلات ان لم تكن مادية فهي معنوية على الأقل , أمن السهل أن يبتعد الانسان عن وطنه ؟! بالطبع لا فالحنين يقتل المغتربين في كل يوم الى لحظات عاشوها على أرض الوطن و الى لحظة الرجوع الى الوطن, الا قلة قليلة استطاعت التجرد من المشاعر و استطاعوا تجاوز انسانيتهم و حبهم لمسقط رأسهم و أي مصير هذا عندما يفقد المرء انسانيته و انتمائه…..!
لمال عامل مهم”كوسيلة” لتحقيق الانجازات الحضارية و الانسانية و النهوض بالمجتمع نحو تحقيق أهدافه و من ينكر هذا فهو خارج عن الواقع ليس المحلي بل العالمي أيضا, و هنا اسأل للتوضيح أنستطيع بناء كنيسة أو جامع أو مستشفى أو دار عجزة ….الخ بأن نجلس مكتوفي الأيدي و نتمنى لو أننا نستطيع؟! فنصير مثلنا كمثل الذي يبني قصورا من أوهام ! بالطبع لا فنحن نحتاج الى المال و كلنا يعلم أن المغتربين كانوا و ما زالوا و سوف يبقون مصدرا مهما لتمويل هكذا مشاريع تفيد الانسان و ترتقي به , و هنا بالطبع لن أدخل بموضوع أهمية التحويلات المالية التي يقوم بها المغتربين و أهميتها في دعم قيمة و استقرار العملة الوطنية, و المشاريع الواعدة التي لا قدرة لغيرهم على انجازها و التي ستحسن مستوى معيشة أبناء جلدتهم, و بهذا يكون المغترب قد أفاد وطنه أكثر بكثير من الذين داخل الوطن وأخص بالذكر قليلي الطموح القابعين وراء شاشات حواسيبهم لانشاء صفحات الانترنت “الغير هادفة” والمسيئة للمغتربين و المخطئة بحقهم و التي من الممكن أن تشكل حالة نفور عند كل مغترب تجاه العودة للوطن في حين نجد أن كبريات الاقتصادات العالمية تسعى جاهدة لجذب رؤوس الأموال و المستثمرين مهما كان حجمهم, أما نحن فلأي شي ندعوهم يا ترى؟!؟!.
.أود أن أستثني هنا ذلك النوع من المغتربين الذين نسوا أو تناسوا أوطانهم و أهلهم و انتماءهم و ذابوا في البلدان التي هاجروا اليها و اعتنقوا جنسيتهم الجديدة دون جنسيتهم الأصلية و قطعو أواصر التواصل مع أوطانهم الأصلية ليصبحوا كالشجرة التي بلا جذور لا ثمار ترتجى منها , و نجدهم يسوقون المبررات التي تبدو مقنعة أحيانا و تافهة أحيانا أخرى و لكن أقول: لا مبرر لأحد أن ينسى أصله و انتماءه مهما جارت عليه الظروف و مهما قست الأيام, فأن أرضى لغيري ما لا أرضاه لنفسي هو شيء معيب و عار عن الانسانية خاصة أن هذا الغير هو أخي و صديقي و أقاربي و بيئتي التي نشئت فيها, فان كنت لا أستطيع أن أغير الواقع -كما يقولون- فيمكنني على الأقل أن أساهم بتغييره للأفضل…
أخيرا أدعو الجميع الى التحلي بالتفكير الواقعي و العملي “في المواضيع التي تحتاج الى ذلك” و الابتعاد قدر الامكان عن العواطف “السلبية منها و الايجابية” فعصرنا هذا هو عصر تسود فيه المادة على العواطف, فالمغتربين بشر مثلهم مثل غيرهم و الهجرة ظاهرة طبيعية -مع أنني لست من دعاة هجرة اللاعودة- و هم أي المغتربين في معظمهم أناس طموحين و قادرين أن يحملوا الكثير لهذا الوطن, أفنجرح بهم و نجعلهم يأخدون موقفا سلبيا تجاه العوده للوطن و هم القادرين على الفعل أكثر من معظم الموجودين داخل الوطن, فعلينا اذا أن لا نقلل من أهمية تعاطفهم و مساهماتهم في دعم وطنهم و أبناء وطنهم هذا ان لم يكن واجبا أن نقدم لهم الشكر والامتنان على فعلهم هذا حتى يكون ذلك حافزا لهم لتقديم المزيد, خاصة أنهم في معظمهم لا دافع لهم و لا نفع لهم من كل هذا سوى البقاء على تواصل مع الوطن الذي أحبوه و حملوه في قلوبهم عندما ابتعدوا عن أرضه الحبيبة,وهكذا فقط نكون واقعيين و وواعيين لمصلحة المجتمع و التي تصب في النهاية في مصلحة كل شخص في هذا المجتمع.

التعليقات: 5

  • يقول سمر:

    يعني بستغرب من السيد أو السيدة متابع الحكي بهل الطريقة وعفوا يعني ممكن نعرف شو قدمو المغتربين لكفربو تحديدا وكانو قدمولنا شي مشفى أو شي بنك دم وغيرو وبستغرب الحقيقة أنو تتهاجمو ع صفحات الفيس بوك بالعكس محدا قرب عليكن , وانا ماشفت غير بيع الوطنيات والحكي وانا حبيت اعطي رأيي وبتمنى من المجلة ماتحذفو اي كلمة وبتمنى تردولي ع الحكي وشكرا

  • يقول عبود اليان جرجي:

    نستغرب كثيرا” الحديث بأسلوبية ويلفها سموم كثيرة غايتها في نفس يعقوب وأنا أود أن أتعرف من الأخ متابع عن أهمية ماقدمه مغتربي سورية لبلدهم سوى الكلام والتعليمات وخاصة في الازمة , وعندما يوضعون على المحك ماذا سيقدمون ؟ أسئلة برسم اجابتكم ؟!!

  • يقول استيفان:

    الأخ العزيز متابع

    المقالة مهمة جداً للفت انتباه الجميع إلى عادة مكتسبة (ليست من طبعنا) في التعامل مع الآخرين و طريقة التخاطب، وهنا أقول لكم : إذا كنت انا غير قادر على تحقيق شيء إيجابي لنفسي فلن يستطيع أحد أن يفعله لي…..
    ألا يستطيع المقيمين في كفربو أن يمولوا المشاريع المشار إليها سابقاً كالمستشفى أو المكتبة العامة و ما إلى ذلك؟؟؟ المشكلة ليست بالمغتربين بل بطريقة تفكيرنا و طريقة محاكمتنا للواقع.
    أنا لا أريد أن أعمل و أتعب و بالتالي ليس معي نقود و كذلك لا أحب ان أتغرب و أشقى و أعمل ليل نهار لتحسين وضعي المادي، ولكنني بنفس الوقت اتقن فن الإنتقاد و أكيل الإتهامات جزافاً سواءً للمقيمين أو المغتربين، و إذا سئلت يوماً عن دور لي في أي موضوع فأبدأ الشكوى و النواح فأنا لا أملك شيئاً……………….
    إنها ثنائية الكسل و الفراغ المتولد عنه، ثنائية الجهل و الأفعال الصادرة عنه، الأموال التي صرفت لبناء الملاهي الليلية تكفي لبناء المستشفى، و الأراضي الزراعية التي بيعت للغرباء تكفي لإنشاء مطار….. نبرع باللوم و توجيه الإنتقاد دون الإنطلاق من ذاتنا، ولا وجود للمقومات المشتركة و الاهداف الواحدة حتى بيني و بين أخي الذي هو من لحمي و دمي، فكيف لي أن أتفق مع جاري؟؟؟؟
    هذا النقاش العقيم قديم قدم الشجرة المغروسة أمام منزلنا ولا نتيجة مرجوة لأن أساس النقد البناء هو الإنطلاق من الذات، وهذه المحكمة الذاتية غير موجودة أو مغيبة نزولاً عند نرجسيتي و حب الأنا، وهذا الإنسان العظيم (الذي هو أنا) لا يخطئ وعلى العكس من ذلك فهو أشد الناس صحة ومهنية في مخاطبة الأخرين بل ويتربع على عرش الدبلوماسية.

    المغترب إنسان كوته نار الغربة و صفعته لقمة العيش ألف صفعه ولا تسألوه كيف جمع النقود التي معه فخلف كل درهم فصة حزينة و مأساة حقيقية.
    كفربو الحبيبة تبكي كل يوم ليس لأنها تفتقد المشفى بل فلذات كبدها الذين تركوها و هاجروا، تبكيهم كل ساعة فليس هناك أقسى من فراق الأم لولدها.
    لكي نتواصل بمحبة يجب معرفة حدودنا واحترام حدود الآخرين، عندها فقط نخرج من عمق الزجاجة ونتبادل الغزل، نتبادل الحوار، النقاش الحاد ولكن ضمن الحدود………

    استيفان

  • يقول رئيس التحرير:

    لم نعتب على الأخ القريب حتى نعتب على الأخ البعيد…….. الأفضل أن نكون كالشجرة تعرف واجبها دون أن يقول لها أحد: أثمري….. … والثمار تظهر في رؤوس الأغصان في العالي ……… نشكر كل من قدم رأيه ونحترم كل الآراء … ولكم محبتنا …

  • يقول متابع:

    اﻷخوة اﻷعزاء السيد رئيس التحرير :انه لشيء جميل أن يدلي كل شخص برأيه من دون أي مجاملات و من دون التكتم عن أي نوع من أنواع النقد الايجابي منه و السلبي ﻷن هذأ برأيي أساس من أسس الشفافية و الموضوعية و تفاعل اﻷفكار وصولا الى أرضية مشتركة توحد رؤيتنا الى الأمور- و ما أحوجنا الى هذا- حتى لا نخرج كل برأيه و كأن شيئا لم يحصل.
    أقول الى اﻷخت سمر و أﻷخ عبود : هل لنا الحق أن ندين انسانا لمجرد أننا لا نعرف ماذا قدم و يقدم و من دون أن نعرف الظروف التي تحكمه ؟هل لنا أساسا نحن كمسيحيين أن ندين الاخر؟ الى متى سنظل نطبل و نزمر للفريسيين و المرائين الذين اذأ ما فعلوأ خيرا أظهروه للناس و مننوأ الخليقة به و اعتلوأ المنابر يجاهرون بما فعلوا ؟
    أقول أن”يعقوب” هذا لا غايه لديه الا مصلحة الحبيبة كفربو و لا ينتظر أجرا من أحد و هو إن لم يتكلم” بأسلوبية…؟!” فهل برأيكم أن يتكلم “بلا أسلوبية!؟”…. أرجو و بكل محبة قراءة المقالة بتمعن و تحليل ﻷنها تحمل إجابة عن كل ما تفضلتم به تماما كما فعل اﻷخ استيفان الذي وصله تماما ما أعنيه….محبتي لكم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *