الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

التداوي بالأعشاب .. الطب البديل علم أم أوهام ..؟

images

 

 

التداوي بالأعشاب , أو الطب البديل أو الرديف … كلها عناوين تشد اهتمامنا خاصة المرضى منا ..

وسائل الإعلام لاتوفر جهداً وحبراً ووقتاً في الحديث عن هذه الظواهر واللقاءات , مع من تصفهم بالمختصين ومع مراكز أخذت تسوق لنفسها ولسلعها في مدننا وبلداتنا وحتى قرانا .‏

أعشاب لكل الأمراض .. بدانة , سكري , صداع , مفاصل , ديسك اضطرابات هضمية , بحصة , عقم , ضغط دم , ربو , شقيقة , صدف , صلع , حب الشباب , وغيرها ما يدفعنا لنسأل إذاً لماذا ما زلنا نمرض ؟‏

فأين الوهم من الحقيقة .. وأين تقف هذه الظواهر الجديدة ؟ وأين نضعها .. بين جوانب العلم أم لدى الأدعياء به ؟‏

من يمارس التداوي بالأعشاب … ما مؤهلاته العلمية؟‏

هل كل الأعشاب آمنة ؟ ومن هي الجهات المعنية بضبط هذه الظاهرة؟‏

خاصة إذا علمنا أن هناك حالات عن أخطاء كادت تودي بحياة بعضهم , ما هو الطب البديل أو الرديف؟‏

أشخاص لاتخشى الإعلان لكنها لاتتحدث مع الإعلام!‏

بداية حاولنا الاتصال ببعض الأشخاص (طبيب عربي) الذي قرأنا إعلاناته كي نطلع على ما يقدمه للزبون أو المريض , ولإنصاف تلك الإعلانات فيما لو كانت على أرض الواقع حقيقة.‏

فقال لنا .. أنا طبيب عربي وأعشابي شافية لكل الأمراض؟!‏

لكنه رفض الحديث بأكثر من ذلك … بل وقال لنا شخص آخر بأنه من الأفضل لنا عدم الخوض في هذه المواضيع ..لأنها إن توقفت فهي خسارة كبيرة للمرضى , شخص آخر قال وأكد بأنه سيلتقي بنا لاحقاً لكي يعطينا كامل المعلومات عن واقع التداوي بالأعشاب ونحن كنا متأكدين بأنه لن يفعل ..وهذا ما حدث!!.‏

أذى جسيم‏

ثم كانت لنا وجهتنا مع طبيب , حملنا أمانة عدم ذكر اسمه الذي تحدث بكثير من الوضوح , وسنقدم رأيه بالتفصيل , لكننا سنبدأ بما بدا في غاية الأهمية حيث قال:‏

هناك حوادث مأساوية بسبب استبدال الدواء بالأعشاب , فأحد المرضى المصابين بالسكري توقف عن استعمال دوائه واستبداله بآخر عشبي وصفه له أحد المطببين , وبعد فترة ارتفع لديه السكري بشدة , وأصيب بالتهاب شبلية سكري أفقده بصره .‏

طبيب آخر‏

طبيب آخر اختصاصي داخلية سمعنا بأنه يئس لرؤية هذا الكم من المطببين بالأعشاب.‏

وفي حديثنا معه طلب عدم ذكر اسمه لأسباب لم نعرفها! وأيضاً أخبرنا عن أحد المرضى السكريين الذي اقتنع بالإعلانات عن أحد أنواع العسل الشافي من مرضه فكان أن عمل بذلك..‏

لكن السكر لديه سجل ارتفاعاً لم يشهده من قبل وأضاف : هناك أعشاب ومركبات تغزو الأسواق ويروج لها على أنها تعالج أمراضاً مثل الصدف أو الصلع … وهي على الأغلب لاتفيد , لكنها لاتؤذي أذية جسمية قد تؤدي للوفاة..‏

وبشكل عام فإن طبيبنا هذا ليس ضد الأعشاب , فبعضها يؤدي دوراً مكملاً ومساعداً للعلاج الأساسي التقليدي , لكنه ضد أن يعالج بالأعشاب من لا صلة له بعلوم الصيدلة والطب .‏

وطبيب آخر أيضاً‏

طبيب آخر مهتم بالطب المكمل , وأيضاً فضل عدم إيراد اسمه لأسباب احتفظ بها لنفسه .. ولكن نحن نحتفظ بأسماء الأطباء لحين الطلب ..‏

قال عن الجوانب غير الآمنة في التداوي غير المنظم بالأعشاب؟‏

إن الاستخدام الخاطئ لها والطب الشعبي يتسببان بالأذى كما في معالجة التهاب الكبد الحاد حيث يشيع استعمال عشبة ( فتة الحمار) كنقوط أنفي مما يسبب التهاباً في المخاطيات الأنفية والهضمية والتنفسية , قد تودي بحياة المريض كون هذه العشبة سامة.‏

وأضاف : ولما يزل الكثير من الوصفات العشبية متداولاً بين الناس كمادة الشيح لعلاج السكري والنتيجة دائماً هي الإصابة بغيبوبة سكرية, كما ويروج شعبياً للعشرق كمادة منحفة رغم محاذير ومخاطر تعاطيها… إذاً… ورغم كل ذلك فالإعلانات لا تتوقف وتروج كل يوم للمزيد من النباتات مساهمة في التضخيم من أهميتها والتقليل من أخطارها.‏

تكريس عقلية القرون الوسطى‏

نعود للبداية… لأن الألم والمرض موجودان منذ وجود الإنسان, فقد بدأ تجربته الأولى بالاعتماد على الملاحظة والتجريب, حيث لا حظ لجوء بعض الحيوانات إلى عشبة مالدى إصابتها بأحد الأمراض, كما وقادته المصادفة إلى أن تناول بعض الأعشاب يشفي أو يخفف من الصداع والمغص والرشح والإقياء, لهذا في موروثنا الشعبي الكثير من الأعشاب لعلاج أو لتخفيف مثل هذه الأعراض, لكن مع تطور علوم الطب والصيدلة خضعت النباتات للدراسة واستخرجت منها المادة الفعالة وصنعت بشكل أدوية أعطت نتائج باهرة, ومع تنامي التطور تطورت وسائل التشخيص والعلاج والتداخل الجراحي وصناعة الأدوية وصولاً لعصرنا الحالي المتمثل بقمة الاكتشافات الطبية والعلمية.‏

ممارسو المهنة!!‏

وفيما يخص الفوضى والعشوائية السائدة في ممارسته هذه المهنة… حيث يوجد نوعان من الأشخاص ممن يمارسون هذا النوع من المداواة:‏

النوع الأول يمثله أفراد لا يملكون أية شهادة طبية بل ولا علاقة لهم بالطب لا من قريب ولا من بعيد ورغم ذلك يدّعون معالجة الأمراض بدون أية رقابة . والنوع الثاني يمثله بعض الأطباء ممن يمارسون هذا النوع من العلاج , منطلقين من تحصيلهم العلمي ومن دراستهم لبعض النباتات فيعمدون لوصفها لمرضاهم مرفقين إياها بالأدوية التقليدية وهذا النوع يندرج في إطار من يمارس الطب الرديف.‏

المسؤولية على من؟‏

أما مسؤولية الحد من هذه الظاهرة ووضعها في الإطار المهني والقانوني فتقع على عاتق عدة جهات منها الصحة والتعليم والعدل وغيرها, ولا بد من تضافر كل الجهود لمنع هذه الظاهرة ووضعها في إطارها العلمي الصحيح.. وهنا نكون قد سرنا نحو علمنة وتطوير هذه الظاهرة القديمة الجديدة..‏

الثلاثاء: 18-6-2013   جريدة الفداء الحموية

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *