الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الطفل الأعسر بين الحقيقة الطبيّة والأفكار الشعبية

images

 

يُمسك شادي بقلم التلوين بيده اليسرى ويبدأ الخربشة فتحاول أمه أن تبدل حركته وتُرغمه على إمساك القلم بيده اليمنى ولكن شادي يصرّ على إمساكه بيده اليسرى. فهل شادي طفل أعسر؟

تقلق بعض الأمهات حين يمسك أطفالهن القلم أو الملعقة باليد اليسرى خوفاً من أن يصبحوا عسراً فيعملن جاهدات لجعل أطفالهن يمّناً ولكن عبثا يحاولن وهذا الخوف من أن يكون الطفل أعسر مردّه إلى المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تقول إن استعمال اليد اليسرى غير مستحب أو أنه يؤثر في صحّة القلب أو أنه مؤشر لأن الطفل أقل ذكاءً من أقرانه فهل هذه المقولات الشعبية صحيحة‏

لماذا يخشى الأهل من أن يكون طفلهم أعسر؟‏

يفضّل الأهل استعمال اليد اليمنى نظراً إلى المقولات الشعبية التي ترى أن استعمال اليد اليمنى فيه بركة ففي الماضي كانوا يضربون الطفل على يده اليسرى إذا استعملها بدل اليد اليمنى وهذا لا يجوز لأن تكوين الدماغ تطوّر بهذه الطريقة ويجدر احترام التكوين الفيزيولوجي الطبيعي للدماغ.‏

هل صحيح أن الطفل الأعسر أقل ذكاءً من الطفل الأيمن؟‏

“لا”وهذا من المفاهيم الشعبية الخاطئة فالطفل الأعسر لديه نسبة الذكاء نفسها التي لدى الطفل الأيمن ومن الممكن أن يواجه الطفل الأعسر مشكلات في القراءة والكتابة أي عسر القراءة والكتابة.‏

ولايجوز بالأهل أن يقلقوا أبداً لأن طفلهم أعسراً ولكن عليهم أن يساعدوا الطفل في تنمية قدرته على استعمال يده اليسرى وتطويرها وألا يرغموه على استعمال يده اليمنى وإلا تأخر عن أقرانه إذا أصرّوا على ذلك.‏

لماذا نجد أطفالاً عسراً لديهم القدرة على استعمال الجهة اليمنى واليسرى في الوقت نفسه؟‏

عندما يبدأ الطفل بإدراك الأشياء حوله لا يهتم ما إذا كان عليه استعمال يده اليمنى أو اليسرى وهذا طبيعي لأن الطفل قبل السنتين يبدأ باكتشاف حاسة اللمس لديه ويريد أن يكتشف كل ما تقع عليه يداه ويبدأ بتنسيق حركة جسمه تبعاً لرغبته في الاكتشاف من دون أن يحصل تمركز في الحركة فيستعمل يديه معاً فإذا ناولته والدته شيئاً ما بيده اليمنى يتسلمه وكذلك يفعل إذا ما ناولته بيده اليسرى. وبعد الثالثة يبدأ ظهور علامات تحوّل الاستعداد الحركي نحو أحد الشقين الأيسر أو الأيمن من جسمه ويثبت مركز الحركة تدريجياً ويصبح مؤكداً تبعاً لاستعداد الطفل لاستعمال إحدى يديه لذا على الأم أن تترك لطفلها حرية التبديل في استعمال يديه ولا تحاول أن تعارض ميوله الطبيعية وعليها أن تتركه يحدد بنفسه اليد التي يستعملها أكثر وعموماً قبل الثالثة يصعب الحكم ما إذا كان الطفل أعسر أم أيمن وأحياناً لا يثبت هذا الأمر إلا عند بلوغ العاشرة.‏

 

عن  جريدة الفداء الحموية
الثلاثاء: 23-7-2013

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات: 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *