الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

قراءة في «حنان الخزامى» سليمان السلمان

cu004

 

قادني «حنان الخزامى» من يدي إلى استجابات حلم: ربما الحلم والحقيقة والعتمة.. بل كل شيء ولاشيء مما تقضي وماسوف يأتي والذي كان سراً وكل شيء ولاشيء ولاربما فها أنا مثلما تعرفون اتركوني عابراً في سبيلي، فهل يصح مع الشاعر سليمان السلمان مثل هذا الطلب، وإن فعلنا فهل سيتركنا عابرين في سبيلنا أم أنه سيوقفنا عنوة هنا أو هناك ليتلو على مسامعنا جديده، وجديده هذه المرة في الغزل مع أنه من بين أكثر الشعراء المعاصرين التزاماً بهموم الآخرين ومواجعهم.

 

فسليمان ابن الشأن العام والكلمة التي تعرف كيف تذهب إلى القلوب والعقول معاً، هي كلمة الشاعر العربي عبر عصور الانتصار والانكسار جملة من القيم والمثل¬ تتعدى منغصات الحياة وتتجاوز اللحظة والواقع الراهن لترسم معالم الغد أو تبعث في النفس ما استطاعت أملاً يسطع في الحياة ويبشر بغد أفضل. ‏

وربما أتوقف في «حنان الخزامى» أمام أمور يعرفها الكثيرون عن الشاعر فهو غزير، متدفق بالقول على الدوام، وظيفته الشعر، وهمه الابداع والنشر والوقوف مع انحناءة عاشق أمام كل جمال وبديع ليقول: ‏

خذوا حفنة من لآلىء دموعي ‏

انثروا حبها فوق سفح ‏

له الصدر حقل ونبعان ‏

يلتقيان على لفحة الورد ‏

حين يفوح.. فيحمر ‏

ثم ينادي رجوع الصدى.. ‏

ولاينسى في «قبل على الهاتف» أن يتحسر: ‏

آه على ثغر/ ترن شفاهه طرباً ويسكره الفرح قبلٌ تلحُ بركضها/ والسلك يبدو لي ألحْ/ وأذوق طعم شفاهها فكراً. ‏

ويكلفه عيد ميلادها وقفتين في يوم 29 تموز/ وفي كل وقفة ابداعية يتخذ سليمان السلمان شكلاً لرفقته الشعرية مختلفة عن الأخرى، نسمعه أول النهار يقول:

ألف عام كل عام دمت يا «بدر التمام» ‏

في هناء من جمال وكمال واحترام ‏

فاهنئي عمراً سعيداً دافئاً حلو المقام ‏

بين أحضانك من تهوين في عش الغرام ‏

وفي اليوم ذاته ينكر معرفته بيوم ميلادها ولكنه اليوم علم بالذكرى. ‏

الكرة الأرضية تركض/ مهلاً ياقلب الدنيا/ كي نركض نحو العيد سوياً/ وأنادي «فتى مخزوم» تعال/ ملء سويداء القلب حبيب من ذاك الآل: ‏

وربما نحسد الشاعر على هذه التموجات العاطفية التي تبعث القدرة على القول في موضوع واحد وفي يوم واحد على نحوين مختلفين، إلا أنها الثقة بالنفس والاعتزاز بالكلمة فيما يبدو وراء هذا التسجيل الأمين لمواقيت القصائد التي نشرت أواخر العام الماضي وهي محسوبة كلها عام1997 وعلى شهر تموز الذي كان اسماً على مسمى عند سليمان السلمان، تموز شهر النماء والقطاف وهو عنده من هذا النوع البديع في الغزل قبل فوات الأوان: ‏

تعالي لنقطف من ثمرات الهوى/ قبلاً.. لاتخيف/ ونضحك من زمن غافل/ يظن حسامه نصلاً رهيف. ‏

ويعلن: أنا ياحنان أدير الزمان ‏

وأدفع بالحب كفيه عني/ أعانقه في ليالي الغرام/ فيملأ بالطيب دني. ‏

ويصف الشاعر (حنانه) كل هدب في مقلتيك حسام / يشهر الحب وهو عن ذاك لاه أما هو فلا يحزم بل يفتح الاحتمالات كلها باعتماده على (رُبّما) هذه الجميلة والمقيدة في قصيدته ص22 بالعنوان ذاته: ‏

ربما كنت نبضة/ ربما كنت حزماً/ ربما كنت رعشة/ ربما كنت ومضة/ ربما كنت أنشودة/ ربما كنت زهرة/ ربما كنت لؤلؤة. ‏

ألف ربما/ لاتدل عليّ وسؤال السؤال عني شرود/ وبقايا حلقي. ‏

وهو الشاعر وهكذا الشعر وصف وسؤال ولاجواب. ‏

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *