الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

لقاء مع الشاعر ثائر زين الدين

100851_2009_08_30_12_56_32.image1

 

 

أستخدم الأسطورة و لا أتركها تثقل على النص الشعري »ثائر زين الدين« شاعر قادم من جبل

العرب الأشم .. حمل بوحه على غيمة العطر و نثر عبقه في حمص ديك الجن .. حيث شارك في المهرجان الشعري التاسع و العشرين لرابطة الخريجين الجامعيين بباقة من القصائد التي أضفت على المكان و الحضور سحراً و ألقاً .

التقيناه لننقل لقراء صفحتنا الثقافية شيئاً عن هذا الشاعر الذي تندغم الحكائية أو القصة في خلايا قصيدته بأسلوب جميل و جاذب .سؤالي الأول رغم تقليديته إلا أنه ضروري لأنه مفتاح الوصول إلى ما نريد , لهذا كان لا بد من السؤال عن البدايات و عن زمن الدخول إلى مملكة الشعر و الذي أجاب عليه شاعرنا قائلاً :‏

** بدأت كتابة الشعر في سن الفتوة حيث تكون المشاعر متأججة , و كانت معظم قصائدي عمودية أو بالأحرى كلاسيكية … أما في المرحلة الجامعية حيث اللقاء مع كافة الإتجاهات الفكرية بدأت أخرج من ثوب القصيدة التقليدية لأدخل في محراب قصيدة التفعيلة .. إذ أصدرت مجموعتي الأولى »ورد« عام 1988 , ثم تلتها فيما بعد مجموعتي الثانية »لما يجيء بعد المساء« عام 1996 و قد تأخرت في إصدارها لأنني أقف أمام الكتابة موقف الناقد المسؤول و لا أحب لنصوصي أن تكرر نفسها .‏

و بعد عامين من صدور المجموعة الثانية صدرت مجموعتي الثالثة بعنوان »أناشيد السفر المنسي« عام 1998 .. أما الرابعة فقد صدرت عام 2004 تحت عنوان »في هزيم الريح« …. و هذه المجموعات كلها صادرة عن وزارة الثقافة .‏

كما أن لي مجموعة أعمال نقدية منها »أبو الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر« الذي صدر عن اتحاد الكتاب العرب عام 1999 و »خلف عربة الشعر« الصادر أيضاً عن اتحاد الكتاب العرب عام 2003 .‏

* ما هاجسك الشعري .. أو همك الإبداعي الذي تفرغه في جسد القصيدة?‏

هاجسي منذ أن بدأت كتابة الشعر أن أعبر عن نفسي بكل مصداقية دون التخلي عن جماليات الكتابة .. بمعنى آخر أنني أقدم كل ما يعتمل بداخلي في صورة فنية تشتعل بالآمال و الآلام محاولاً تجاوز ما يطرح حولي … و التعبير عن الذات لا يعني أني أدور في فلك نفسي و همومي الشخصية , و إنما يعني التعبير عن القضايا الإنسانية و القضايا الوطنية بمصداقية الشاعر الذي يرى الأشياء من خلال الحس المرهف و الصورة المؤثرة , و الومضة الشعرية الرقيقة .‏

* في قصائدك تظهر الحكائية بشكل واضح …. ففي كل قصيدة حكاية و قصة ما سبب لجوئك إلى هذا الأسلوب الشعري ?‏

** لم أفعل ذلك عن قصد .. بل ربما لم أشعر أني أكتب بهذا الأسلوب إلى أن نبهني إليه بعض النقاد و الأصدقاء الشعراء فكنت سعيداً بهذا الأمر , لأن على الشاعر أن يستفيد من الفنون الأخرى و أن يسترفد طاقاتها و تقنياتها دون أن يتخلى عن الشعر , و أستطيع القول أن أجمل القصائد العالقة في أذهاننا و وجداننا كانت تستند إلى الحكاية و القص بصورة ما أو بأخرى .‏

* باعتبار أن الهم الوطني و القومي يشكل هاجساً قوياً في شعرك فهل كتبت عن العراق و مجازر الدم اليومية التي تقترف بحق الشعب العراقي هناك ?‏

عن العراق كتبت قصيدة واحدة قصيرة جداً .. أنا أشعر بصعوبة الكتابة عن هذه الصدمة التي تفوق التصور … و سيأتي زمن يكتب فيه الشعراء و الأدباء عن هذه المأساة العربية بعد أن نكون قد صحونا من هذه الصدمة .‏

أما فلسطين فقد كانت حاضرة في مجموعاتي الشعرية التي صدرت .. .و كثيرة هي القصائد التي تحدثت فيها عن الحالة الفلسطينية و عما يجري على أرض البرتقال الحزين .‏

* في قصيدتك التي ألقيتها اليوم سمعنا أنين الغربة يخرج من نوافذها .. ماذا تفجر الغربة في داخل الشاعر ?‏

برأيي كل شاعر صادق مع نفسه أولاً سيحمل موروثه معه أينما حلّ و ذهب , و سيطل هذا الموروث برأسه في نتاجه الشعري , و سيثري قصائده إن أحسن استحضاره … لهذا برزت إحدى أهم آلهات الشرق و أعني »عشتار« في قصيدة لي كنت قد بدأت كتابتها في ليننغراد أو بطرسبورغ …. إن من يعيش الغربة .. تتشظى نفسه , و يتشبث بأي خيط يشده إلى الوطن حتى و لو كان أسطورة?‏

* هل تستخدم الأسطورة كثيراً في شعرك و كيف توظفها ?‏

** أستخدم الأسطورة عندما يقتضي النص ذلك , و دون أن أسمح لها أن تثقل عليه .. كما أحاول أن أستلهمها دون أن أروي حكايتها أو تفاصيلها … و أعمل جاهداً أن تكون موظفة خدمة للنص الشعري خير توظيف .‏

* و الرمز هل تستخدمه في شعرك ?‏

** لا بد للشعر من الرمز في محاولة للخروج من المباشرة بعيداً عن الميوعة العاطفية و بذل المشاعر بشكل غير فني .‏

* و المرأة أو بالأحرى الأنثى تشكل محوراً هاماً في قصائدك …. تحاورها …. تحاورك … تناجيها … تناجيك …. ماذا تقول في المرأة ?‏

** المرأة حاضرة بشكل كبير في شعري و هي من لحم و دم و ليست رمزاً .. فأنا عندما أتحدث عنها أنطلق من مشاعري و عواطفي بكل صدق و دون تكلف لهذا كما ترين أن قصائد الأمسية كلها كانت تدور حول الأنثى منها ما جاء على لسان الأنثى نفسها … و منها ما جاء على لسان الشاعر أو الأنا المنفصلة عنه ….‏

المرأة هي الحياة و لا حياة دون امرأة ….. هي العطر الذي نرشه في فيافي الروح فيعطي الخصب و الخضرة و النماء .. هي الأمل الذي نزين فيه وجودنا كما يزين الورد حديقة البيت .‏

* لك عدة أعمال مترجمة عن الروسية … فأي الأجناس الأدبية تناولتها في ترجماتك ?‏

** ترجمت مجموعة أعمال أدبية عن اللغة الروسية في الشعر و الرواية كان آخرها مجموعة شعرية بعنوان : »وحيداً وسط السهب العاري« لشاعر روسيا الكبير سيرغي سينين و رواية »بيوض القدر« للروائي الروسي ميخائيل بولفاكوف و التي صدرت عن دار الحوار في اللاذقية و هناك أعمال أخرى مترجمة عن الروسية لا داعي لذكرها في هذه العجالة .‏

جريدة العروبة الحمصية

الاحد 19/7/2007

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *