ارتياد الفتاة أو المرأة للمقاهي..هل أضاف لها شيئاً أم انتقص من شأنها واحترامها؟

by tone | 31 أغسطس, 2013 10:30 م

يبليسل[1]

إن الحياة المتغيرة وتنوع أساليب الالتقاء البشري جعل المقاهي أحد أهم الأماكن التي يلجأ إليها الإنسان للتخلص من متاعب الحياة وهمومها ولتعديل المزاج, وتعود ظاهرة المقهى في البلاد العربية إلى نهايات القرن الثامن عشر,والذي بدأ بالظهور مع بروز المثقفين والكتاب من مختلف طبقات المجتمع,

حيث لم يعد مقتصراً على الطبقة المخملية بل لجأ أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة من المفكرين والمثقفين إلى ارتياد المقهى من أجل الاجتماع والمشاركة في الحوار في كافة الموضوعات الثقافية والسياسية والفنية, وينفس الوقت يعد المقهى مكاناً للتعارف بين الناس وكذلك التسلية وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء, يتحلقون حول طاولة قدمت عليها مشروبات متنوعة كالشاي والقهوة وغيرها,, وفيما مضى كان المقهى مجالاً لتناقل الأخبار بين الناس ونشرها في مجال الثقافة والتجارة ولكن مع مرور الوقت أصبح المقهى لدى كثير من رواده مكاناً للتسلية, وتمضية الوقت لا أكثر, وغدا مكاناً لإضاعة الوقت وتحول إلى عادة يومية وملجأ للبطالة, ومع مرور الزمن وبعد تحرر المرأة وخروجها إلى العمل ومشاركتها للرجل في كل شيء ظهر جيل من الشابات المثقفات اللواتي وجدن في المقهى خير مكان من أجل التعبير عن تحررهن وخروجهن عن نطاق المألوف وسيطرة الذكور, وشيئاً فشيئاً تحول جلوس المرأة في المقهى شيئاً عادياً بعد أن كان مستهجناً, وأصبحت المرأة ترتاد المقهى مثلها مثل الرجل تشرب الأركيلة وتحتسي القهوة والمشروبات مع صديقاتها, حتى أصبح المطعم أو المقهى الذي لايقدم الأركيلة يكاد يخلو من الزبائن, وأصبح مشهد وجود الفتيات بداخله أمراً مألوفاً, فما الذي يجعل الفتيات أو النساء ينجذبون إلى هذه المقاهي؟ وكيف ينظر المجتمع إلى هذه الظاهرة؟!! آراء كثيرة حصلنا عليها في هذا التحقيق..‏

بعد الشعور بالحرج اعتدت على الأمر‏

شذى, طالبة في المرحلة الثانوية تقول:‏

عندما دخلت الكافيه( المقهى) لأول مرة شعرت بخجل وحرج كبيرين, إذ كنت برفقة صديقاتي وكنت أشعر بأن الجميع ينظرون إلي وكأنني أقوم بفعل منكر, ولكن مع مرور الوقت اعتدت على الأمر, وأصبح الذهاب إلى المقهى عادة أسبوعية, ففي نهاية كل أسبوع تدعو إحداهن باقي الصديقات إلى المقهى دون الحاجة إلى حماية الرجل, وفيه نجلس ونتسامر ونتسلى ونشرب الأركيلة وننسى جميع همومنا ومشكلاتنا.‏

لا أجد ضيراً في الذهاب إلى المقهى‏

سونيا عصام, طالبة جامعية تقول:‏

إن فتاة اليوم يجب أن تكون ذات شخصية قوية وجريئة ولها استقلاليتها,ولم تعد تلك المرأة التي تجلس في البيت تنتظر رحمة أخيها كي يدعوها إلى الخروج إلى أحد الأماكن العامة, وأصبحت المرأة لاتجد ضيراً في الخروج إلى الكافتيريا طالما أن ذلك لاينتقص من أنوثتها.‏

المقهى مكان للاستعراض‏

عبير رمضان, خريجة لغة عريبة تقول:‏

كثير من الفتيات يخرجن إلى المقاهي من أجل إيجاد ابن الحلال والتعثر بالعريس اللقطة, حيث إن المقهى هو أكثر الأماكن اكتظاظاً بشرائح متنوعة من المجتمع, ففيه المثقف والجاهل, الموظف والعاطل عن العمل, الغني والفقير, والفرصة إذاً متاحة من أجل الحصول على فرصة زواج أو تعارف على الأقل, وأنا شخصياً لا أجد المقهى سوى مكاناً لاستعراض الفتيات لأنفسهن, ولا أعتبره أمراً حضارياً لأنه لم يضف إلى المرأة أي شيء, ولايلعب أي دور في تكوين شخصيتها أو زيادة ثقافتها أو رفع لمكانتها أو شأنها.‏

الذهاب إلى المقهى خرق للعادات والتقاليد‏

أميمة سليمان, مدّرسة تقول:

لا أحبذ فكرة أن تذهب الفتاة إلى المقهى أو المطعم, فأنا أرى في ذلك حرجاً لها ولي, واعتبره منافياً لما درجت عليه العادات والتقاليد في مجتمعنا, وهذه الظاهرة الحديثة ليست سوى تقليد أعمى للغرب في ممارسة الحريات في الجلوس والحديث والضحك وتبادل النظرات, ولايقدم للفتاة أي نفع أو فائدة بل على العكس, فمجتمعنا الشرقي ينظر إلى الفتاة التي تعتاد على دخول النوادي والمقاهي نظرة سلبية, وقد نظلم بهذا الكلام فتيات كثيرات إذ إن بعضهن ينتمين إلى عائلات ذات سمعة حسنة وحصلن على أحسن تربية وأفضل تعليم, ولكن مجرد وجودهن في المقهى سوف يفهمن على أنهن جريئات وخارجات عن المألوف ومتحديات للعادات, فأنا رغم ثقتي بتربيتي لابنتي إلا أنني لست على استعداد للتفريط بسمعتها, ولأن أستمع لأي تعليق سيء ضدها من أي شخص كان عندما يراها في مقهى أو مطعم.‏

رأي مختص‏

عماد الحاج حسين , اختصاص تربية يقول:‏

إن وجود المرأة في المقهى قد ينظر إليه من زاويتين, فمن يعترض على ذهاب المرأة إلى المقهى يُتهم بالسلبية والتخلف والتفكير البدائي وعدم الإيمان بمساواة المرأة مع الرجل, ومن يؤيد دخولها إلى المقهى سوف يلقى اعتراضاً من المتحررين الذين يحترمون المرأة ويجدون ارتيادها للمقهى تقليلاً من شأنها وخدشاً لأنوثتها.‏

ولكن أولاً وأخيراً يعود ذلك إلى الأسرة ومدى تعاطيها مع هذا الموضوع, وإلى درجة تحرر كل عائلة, فالموضوع متعلق بمستوى وطبيعة التربية التي تلقتها الفتاة في منزل والديها.‏

عن جريدة الفداء الحموية الثلاثاء: 13-8-2013

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/يبليسل.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/5102