الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الجاسوس

CIMG0643 copy

 

عاد الربيع لبيادرنا بعد أن ذرفت السماء فوقها دموع مجد,وراحت جماعات من الطيور ,تشكل بايقاع بمفردات من الفن التشكيلي بأجنحتها البيضاء والزرقاء محتفلة بعرس الطبيعة ,لم يكن متوقعاً أن نشاهد (أبو مسعود)يعود مع عودة الطيور المهاجرة ,يشد إلى حزامه رسن بغلته الرمادية وعينيها الجاحظتين,حاملا بين يديه رزمة من الأجراس النحاسية وخيوط وأزرار ملونة وأشياء كانت تملأ سلته الصفراء وقد علّق على جنباتها المسابح والأطواق الخرزية وبعض ما كنا نسميه فريرات.

هناك في الساحة تحت شجرة الكينا الباسقة توقف أبو مسعود ,ربط إليها دابته وجلس إلى جانبها,ينعم بنسائم الربيع مراقباً بعينيه الزرقاوين حركة المارة حتى الأطفال منهم ملوحاً بتلك الخشاخيش الملونة.

في النهار يقود أبو مسعود بغلته خارجاً من القرية إلى القرى المجاورة , يضيع بين الأشجار ..يتسلقها ,يأكل ما تجود به الطبيعة ويطعم بغلته ليعود متابعاً

في المساء يطل أبو مسعود من زاوية الساحة تقوده قدماه نحو شجرة الكينا ..

ذات يوم اجتمع حوله رهط  من الأطفال أخذ يحدثهم عن قصة –سلمان الأعرج والأميرة الصغيرة ..ولكن دهشتهم الكبرى كانت تطغى على وجوههم وهم يحملقون بأصابع أبو مسعود وهو يتلاعب بأوراق الشدة, كما كنا نسميها ,فيقلب بعض صورها بيضاء ثم يعيدها بحركة خفيفة بين أصابعه أو يشكل أوراقها بشكل وردة أو جناحي طائر وأشياء أخرى.

وانقلب اسم أبو مسعود ليصبح لدى الجميع الساحر الكبير, وتطورت أدوات سحره يوماً بعد يوم ,كما تطورت علاقته بأهل القرية .

حتى أن عطوان أصبح من أصدقائه الخلَّص بعد أن منحه غرفة صغيرة يأوي إليها كل يوم ليسهرا ساعات طويلة….

البارحة كان يوم الخميس انتظر عطوان عودة صديقه حتى ساعات متأخرة من الليل …..ولم يعد حتى مساء هذا اليوم الجمعة

حين دخل عطوان غرفة صديقه الساحر وفاجأته أوراق مبعثرة  هنا وهناك وبين تلك الأوراق وجد قلماً من نوع فاخر  وكتاباً صغيراً ولكنه بلغة أجنبية..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *