الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

رحلة الفن عند غيث العبدالله

4

 

السقيلبية بلدة عريقة تتلألأ بأنوار المودة والمحبة والكرم …. السقيلبية برج عالي من الثقافة والمعرفة والعلم لا يدانيها السقوط أبدا … أبدا … لأن تاريخها حافل بالشخصيات المتميزة .. وما زالت تفوح من سكانها رائحة التوق الإنساني إلى المعرفة والعلم .. ومن شدة حبي لبلدتي لاأجيد وصفا لها ولا لأهلها والشئ الذي أثار انتباهي ماكتبه الدكتور راتب سكر في صفحات ( ملحق الرعية الثقافي ) بعنوان (فنان من هذا الزمان )قائلا :

 

كان غيث العبدالله من أبرز الذين واكبوا انطلاقة هذا الملحق الثقافي منذ أواخر العام /2001/ مؤسسين لظاهرة جديدة تحولت من فكرة في توجيهات راعي أبرشية حماه , وقرارات مجلسها الأبرشي إلى فعل ثقافي دؤوب , يعاضد أنشطة اللجنة الثقافية وأسرة التعليم وغير ذلك من الهيئات والمؤسسات المؤمنة بأهمية الثقافة والفكر في حياة الكنيسة والمجتمع .

8

 

تابعت إسهامه الجاد في الحياة الفنية والثقافية لبلدته السقيلبية ,ومحافظته حماة منذ مايزيد على خمسة وعشرين عاما , فلا أذكر إنني تابعت نشاطا ثقافيا في المركز الثقافي للسقيلبية من دونه , وكان وجوده يضفي طابعه الحميم وألقه الجبراني المميز على كل لقاء ونشاط .

ولد هذا الفنان المتالق عام /1961/في السقيلبية , وحمل في نشأته الأولى نبض بيوتها السمراء القديمة ,العابقة بمجد القيم والمثل النقية على مدارج الزمن , حتى إذا تخرج عام /1981/في معهد إعداد المدرسين قسم التربية الفنية في حلب , وتابع دراسته الجامعية في كلية الفنون الجميلة قسم الحفر جامعة دمشق وغدا مدرسا لمادة الرسم والزخرفة ,وجدته يعمل منذ أوائل التسعينيات على توثيق وأرشفة التاريخ الشفوي لبلدته السقيلبية بالكلمة المدونة واللوحة والصورة الضوئية والمرئية وقدم في هذا المضمار محاضرات ودراسات مهمة .

 

تعد رحلاته الشخصية والاجتماعية إلى بلدة بشري مسقط رأس جبران , معلما مؤثرا في عطائه الفني والثقافي , تجلى بما أنجزه من رسوم وصور ضوئية لمتحف جبران ومرابع نشأته في تلك البلدة الساحرة التي تحتضنها تلال الأرز في شمال لبنان , وماكتبه من مقالات ومحاضرات تتبعت سيرة جبران الفياضة بالحب والألوان والقصص والقصائد , وبكل ما يسهم في إعادة إنتاج حيواتنا الروحية الظامئة إلى طمأنينتها بالفن ظمأ عصيا على الأرتواء. تدوالت قبل أيام مع الصديق الفنان غيث العبدالله موضوع جمع ماكتبه من تراجم عن كنيسة السقيلبية وآبائها ولاسيما الأب حنانيا عبدوش وعن شهداء السقيلبية ومعلميها ومغتربيها وأطبائها وفنانيها ومثقفيها وغيرهم من أبنائها , في كتب مناسبة ,ويبدو أنه بات يشعر بضرورة دفع مثل هذه الكتب إلى المطبعة ملبيا ظمأ محبيه الكثيرين …( الذين فخرت دائما بأنني واحد منهم ) إلى كتاباته ,وكم أجدني في هذا المقام مرددا قولا نشره صديقنا المشترك محمد أحمد خبازي في جريدة الفداء قبل أكثر من عشرين عاما (عدد /13/5/1989) يرى أن الفنان غيث العبدالله صاحب مشاريع فنية كبيرة يشتغل عليها بصبر وأناة وبإمكانات مادية متواضعة ,(كجمع وتوثيق التراث الشفوي لبلدته السقيلبية ) وعاداتها وتقاليدها و…. هذه المشاريع المهمة تنوء تحت ثقلها وشقاء جمعها وتوثيقها وإبداعاتها مؤسسات مختصة .. فما بالكم بجهد فردي .

 

هذه مقالة الدكتور راتب سكر عن الفنان السقلوبي غيث العبد الله المبدع المخلص لبلدته , فحب السقيلبية في قلبه كلمة وعمل وأداء مثمر ونحن من المشجعين له لتأليف كتاب عن تراث السقيلبية وشخصياتها المتميزة بعطائها … نعتز بك دوما أستاذ غيث وشكرا للدكتور راتب سكر ….

 

________________________________________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *