حوار مع إبنة كفربو المغتربة السيدة ناديا عطية الإبراهيم

by tone | 31 أكتوبر, 2013 9:58 م

1376750_10151945397237969_1643743123_n [640x480][1]

 

من دولة السويد تطل مغتربة من بلدة كفربو (سورية ) تبوح ماعندها في عالم الإغتراب وذكريات الطفولة و ذكريات البلدة , ورصدت المقارنة بين المكانين بصدق وشفافية عبر صفحات موقع مجلة كفربو الثقافية وهنا موقع مجلة كفربو الثقافية يرحب بالسيدة ناديا الإبراهيم ونتمنى أن ينال هذا الحوار إعجابكم حيث سارت الأسئلة كمايلي :

 

1) الهوية الشخصية وماهي الهوايات ؟

الهوية الشخصية: ناديا عطية الإبراهيم، مواليد بلدة كفربهم، سورية 1965، متأهلة من السيد نديم شماس، أكرمني الرب بولدين، ناتالين 14 سنة و عمونائيل 13 سنة.

 

الهوايات: المطالعة، مشاهدة التلفاز والمشي.

 

1393225_10151945401867969_249203015_n [640x480][2]

2) حدثينا عن طفولتك أولاً ثم عن المدارس التي تعلمت بها وحدثينا بتفصيل أكثر عن حياة الطلبة؟

 

طفولتي كانت بسيطة، جميلة ومرحة كثائر الأطفال. أستذكر منها لَهوْي مع أطفال حارتي بألعابٍ باتت مندثرة الآن؛ كلعبة “الطانجة” ولعبة “القفز عن الحبل” و “المكعبات الحجرية” و “بيت بيوت”.

 

المدارس التي تعلمت بها هي مدارس البلدة التي مازالت حجارتها موجودة حتى الآن ولكن بعضٌ من أسمائها اختلفت، فمدرستي الابتدائية كان اسمها حينذاك إن لم تخوني الذاكرة؛ “مدرسة بنات كفربو” التي تحول اسمها الآن وبكل فخر، إلى مدرسة الشهيد “مرهج عطية الابراهيم”؛ أخي. أما في المرحلة الإعدادية والثانوية، كانت مدرستي هي مدرسة “الشهيد الياس طعمة“، هذه الفترة كانت من أجمل الفترات في حياتي، إذ بوقتها يبدأ الإنسان بتكوين أصدقاء أوفياء، وتبدأ العقول بفهم واستيعاب المعنى الحقيقي للحياة.

 

بعد هذه الفترة من حياتي الدراسية في كفربهم، نلت منها الشهادة الثانوية وأهلني تحصيلي الدراسي أن أدخل كلية الحقوق في أقدم عاصمة في العالم؛ دمشق. انتقلت للعيش هناك عند إخوتي لمدة أربع سنوات متتالية، حيث كانت نقلة نوعية في حياتي للعيش في المدينة، كان لها سيئاتها وكان لها إيجابياتها طبعاً، فمن السيئات أنك تفتقر إلى براءة الناس والحياة البسيطة وتواجه صخب المدينة المزعج أحياناً والزحمة المرورية. أما من ناحية الإيجابيات، فقد اكتسبت أصدقاء جدد وتعرفت على عادات وتقاليد جديدة.

 

3) تغربت عن كفربو منذ أعوام ولم تأت إليها لهذا التاريخ، حدثينا عن ذلك :

أولاً وللتوضيح، صحيحُ أني تغربت عن بلدتي العزيزة كفربهم منذ أعوام، ولكني، أبداً، لم أنقطع عن زيارتها السنوية إلا في الآونة الأخيرة وذلك بسبب الأحداث الجارية في بلدي الحبيب.

 

أ‌- أسباب الغربة:

الزواج

 

ب‌- ماهي الغربة بالنسبة لك؟

الغربة صعبة بكل مافي للمعنى من كلمة. الغربة هي شعور يومي قاتل بالحنين للوطن والأهل والأصدقاء.

 

972787_10151945404257969_22987381_n [640x480][3]

 

كل الذاكرة التي أملكها هي لكفربو ولسورية الحبيبة.. ولكفربو بالذات، ذاكرة محفورة في قلبي قبل عقلي، ذاكرة حين أتذكرها يعصرني حنين ممزوج بشوق قاتل لكل الأيام الجميلة التي عشتها في أيامها وليالها.. منها ذاكرة تُرجعني لأيام صبايَ مع أصدقائي، وذاكرة ترجعني لأيام نضوجي مع أهلي وأقربائي، حيث كنا ولازلنا ننتظر الإجازية الصيفية والوقت المناسب للسفر والرجوع إليها وتقضية أجمل الأيام في صيفها والاستمتاع بهوائها النقي ولقاء الأحبة.

 

702671_10151945397932969_646576049_n [640x480][4]

4) علمنا بأن لديك عائلة، حدثينا قليلاً عنهم وعن القيم التي زرعتها فيهم؟

عائلتي مكونة من 3 أشخاص وهم أغلى شيئ في حياتي، زوجي العزيز نديم شماس، رجل مؤمن ومثقف. ابنتي الحبيبة ناتالين، تبلغ من العمر 14 سنة وهي في المرحلة الإعدادية. وأخيراً، آخر العنقود، ابني عمونائيل يبلغ من العمر 13 سنة وهو أيضاً في المرحلة الإعدادية. أما عن القيم التي زرعتها وأحاول دائماً أن أزرعها في عائلتي هي قيم الإنجيل وتعاليم الرب يسوع المسيح.

 

1420287_10151945406067969_1363498784_n [640x480][5]

5) أمضيت غربتك في أوروبا ، حدثينا ما هو رأيك في المجتمع الأوروبي؟

بشكل عام، وكما هو معروف لدي الأغلبية، المجتمع الأوروبي مجتمع بارد بعلاقاته الإجتماعية والأسرية بالتحديد. إلا أنه مجتمع لطيف وإنساني ويتميز بالنظام والانضباط بكل شيء.

 

6) الكثير من المغتربين السوريين يفضلون الزواج من إمرأة سورية، فهل أنت مع هذا الأمر؟

ليس بالمطلق، ولكن أعتقد أنه من الأفضل للشخص أن يتزوج من نفس بيئته ومجتمعه حتى يختصير على نفسه عذابات ومعاناة الفروقات البيئة والاجتماعية التي قد تنجم عم زواج اثنين من مجتمعين مختلفين.

 

7) يمر بلدنا الغالي سورية بأزمة ماذا تقولين لبلدك سورية؟

سورية على مر العصور كانت ولا تزال قوية وصامدة ضد جميع الضغوطات التي ألمت بها، وذلك بسب تماسك شعبها المؤمن بعقيدته في حب الوطن. فاسأل الله أن يمد يد العون سريعاً ويزيل هذه السحابة السوداء عن سمائها ويرجع الأمن والآمان على أرضها.

 

8) للأصدقاء نفح خاص في حياة كل إنسان، ماذا بقي في ذاكرتك عن أصدقاء الطفولة والشباب؟

لأصدقاء الطفولة والشباب ذاكرة لا تنضب.. وكلما تأتيني نفحة من هذه الذاكرة لا استطيع سوى أن ابتسم لا شعورياً.

 

9) أهالي كفربو عاتبون على المغتربين لأنهم لم يفعلوا شيئاً يذكر كفربو بهم كبناء مشفى أو دار عجزة أو روضة أطفال لليتامى …الخ .. ماذا تقولين في ذلك؟

لهم الحق في ذلك، ومع أن كفربو وأبنائها مشهورون جداً بالكرم والتآخي فاعتقد أن القضية هي قضية سوء تنظيم بين من هم في الداخل ومن هم في الخارج وأيضاً هي قضية عدم مبالاة بأهمية هذه المشاريع بشكل جدي.

 

10)ماذا يعني عندما نبتعد عن وطننا ومسقط رأسنا ؟

غربة

 

11) قرأنا كثيرا” عن الوقوف على الأطلال , فماذا تقولين أنت عن أطلال كفربو ؟

تراث رائع

 

 

 

13– عندما يُسلط الضوء دائما” على كل شيء يمد الصلة بالآباء والأجداد من تراث وآثار وغير ذلك , ما هو رأيك في هذا الأمر ؟ فهل أنت تحبذين ذلك ؟

 

طبعاً.. مرةً قرأت مقطع يقول: “إن سرقت مالي فلم تأخذ شيئاً، وإن سرقت أصدقائي فأخذت الكثير، وإن سرقت تراثي فقد سرقت كل شي.” ومن هنا يتضح لنا أهيمة التراث والعادات والتقاليد التي توارثناها من آبائنا وأجدادنا. فهم بركتنا وتاريخنا وماضينا وحاضرنا. لولاهم لما كنا كما نحن عليه الآن. فهم من جدّ وكدّ وتعب وعمّر وزرع وبنى..

 

14) ماهي الرسالة التي تحبين أن توجهيها إلى أهالي بلدتك؟

اشتقت لكم كثيراً كثيراً وأتمنى أن تبقوا متماسكين ومتآخين كما عهدتكم دوماً خصوصاً في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها.

 

15) ماذا تعني لك الكلمات التالية :

كفربو: الروح

الغربة: حنين

الوطن: الأمان

الأب والأم: البركة

الأصدقاء: ثروة

الأرض: المنبع

 

16) هل هناك سؤال تودين أن نسألك عنه ولم نسألك , فما هو ؟

لا.

 

17) ما رأيك في موقع مجلة كفربو الثقافية وماهي مقترحاتك لتطوير عملها الإعلامي المتواضع؟

المجلة شاملة كما أراها ومتابعة دائمةً لأخبار البلدة وتسعى جاهداً لربط الوصل بين البلدة ومغتربيها. وفقكم الله.

 

هيئة تحرير الموقع وعلى رأسهم الأديب سلوم درغام سلوم يشكرون تعاونك الراقي معنا ودمت بألف خير

 

 

نتمنى من كل المغتربين من بلدة كفربو ومن يريد الحديث عن ذكرياته مراسلة موقع مجلة كفربو الثقافية لأن الموقع من أهدافه الأساسية التواصل مع المغتربين …

 

 

دمتم بخير

 

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/1376750_10151945397237969_1643743123_n-640x480.jpg
  2. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/1393225_10151945401867969_249203015_n-640x480.jpg
  3. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/972787_10151945404257969_22987381_n-640x480.jpg
  4. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/702671_10151945397932969_646576049_n-640x480.jpg
  5. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/1420287_10151945406067969_1363498784_n-640x480.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/5756