الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

أين السلام ياسيٍّد السلام

525

 

 

مررت به يقف على مفرق في الساحة العامة بين ملتقى طرق وكان شابا” وسيما” أنيقا” تبدو على محياه الثقافة والرتابة وقد رفع يديه امامه أفقيا” في إحداهما حفنةٌ من تراب وفي الأخرى بعض الليرات الذهبية وقد وضع لائحة على صدره معلقة كتب عليها : إذا كنت تحب السلام فخذ حفنة التراب وإذا كنت تحب الحرب فخذ ليرة” ذهبية …وقفت بإندهاش واستغراب ماأمر هذا الشاب ؟ ماذا يريد أن يصل إليه ؟ ووقفت قليلا” أرقب هذه العملية الغريبة … ومرًّ شاب فأخذ حفنة التراب فعاد ملأها ثانية من وعاء تراب كان بجانبه , وهكذا رأيت تكرار أخذ التراب من عدة شباب فنظرتإلى الله ورفعت يدي شاكرا” أنه لازال هناك كثيرين يحبون السلام ومثل هؤلاء الناس تناولت حفنة تراب وقبلتها ووضعتها في جيبي لأبارك بها بيتي وأرضي …وأدهشني أكثر رؤية ثلاثة رجال ملتحين قد أخذوا حفنة الذهب بكاملها شاهرين السلاح على الشاب حامل التراب والذهب ولهم لهجة غريبة أجنبية وعربية …

 

وبعد عدة أيام صادف مروري في تلك الساحة فوجدت الشاب قد أعاد الكرة واقتربت منه وهمست له متمتما” وماذا يدفعك ياأخي لهذا العمل الغريب فأجاب بذكاء ونباهة : ياعم أريد معرفة نسبة الذين يحبون السلام …قاطعته وكم صارت النسبة ؟ أجاب : لم يختر الحرب إلا ثلاثة منذ مدة وأخذوا حفنة الذهب لكن علمت انهم قُتلوا ثلاثتهم أثناء إعتدائهم على مرافق الدولة , وتذكر قول السيد له المجد : بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين …

 

عدت إلى البيت حزينا” وصرت أتساءل يارب إنشر السلام وأبعد عنا الحرب …والسلام هو أن يعيش الناس بمحبةٍ ووئام وتآلف بعيدا” عن اللون والعرق والمعتقد والسياسة وأن يسود الأمن والأمان في ربوع بلادي وكما كانت البلاد الحبيبة قبل تسونامي الإرهاب العالمي الذي نشر الحرب ودُفن السلام في أراضينا المقدسة وتقطعت الأوصال والأشلاء في بلد السلام …

 

والسلام مهم جدا” في حياة الشعوب فهو أساس وجودها ولامعنى لشعب بدون سلام ولاتطور ولاحضارة ولاعلمانية بدون سلام , وبدون سلام تموت الثقافة وتموت القيم والأخلاق ونعيش في قبلية ومعيشة الغاب حياة رعاعية غوغائية بدون مفاهيم للحياة أو طعم لها …

إذا فُقد السلام نكون قد دفنا الحياة المادية والمعنوية والفرد والمجتمع الذي ليس فيه سلام كيف تكون حياته المادية والمعنوية .. يعيش بعناء وشقاء وبدون سلام لايصل احد إلى مبتغاه وتترى الهموم والآلام بفقدان السلام ويجب أن نتشبث به ونحافظ عليه , فالحرب ستحرمه من أحوج مايحتاج من مادة ومعنوية وأمل وتطلع للمستقبل فيعيش في يأس وضياع وحياة مزرية مُهددة ..

 

والمجتمع حزمة قوية فتأتيها الحرب لتحرقها عودا” عودا” وتضيع الحزمة وتحترق ويضيع المجتمع في متاهات الحرب وتحل به الويلات والتهجير والأمراض والمجاعات ..إنها الحرب عنوان ذلك ...وتشل الحرب المجتمعات والسلام يحيي المجتمعات فلنحافظ على إرتواء شجرة السلام لنحافظ على البنى المادية والمعنوية من التفكك والإنهيار , ولننظر إلى اكبر مثال الربيع العربي الأمريكي الصهيوني ماذا فعل بالدول العربية وكيف الحرب والإرهاب نخر عظامها وشتت البلاد وقتل العباد بسبب غياب السلام الذي أنعم الله علينا به فجاء من لايؤمن إلا بالقتل وتقطيع الأشلاء وأكل الأكباد وهنا دُفن السلام ومات وضاعت العروبة في الخريف العربي الصهيوني الأمريكي ..

 

لو قارنا بين دولنا ماذا فعل الربيع العربي من دمار وقضاء على بنى الوطن التحتية بسبب الحرب وكيف تعيش الدول الراقية تحت ظل السلام والمحبة كالدول الإسكندفانية التي تنعم بالسلام والتطور والحضارة بعيدا” عن الحروب وأمثلة كثيرة على ذلك ..

 

وهنا يبرز دورنا كمواطنين للمحافظة على السلام بالوعي والقلم والثقافة والإعلام وأن لانَّدخر شيئا” يقودنا لتحقيق الأمل المرجو من السلام وثقافة السلام أقوى من سلاح الحرب والقلم أمضى من السيف والإعلام أقوى من نار الحروب …

 

 

ويجب ان يتعاون جميع أبناء الوطن لتحقيق السلام بالتجرد عن الإنتماء والإتجاه والمذهب واللون ونعود كما كنا على أرض السلام لوحة” ملونة فيها كل أطياف الشعب وننعم بالسلام والأمن والأمان في أرض سيّد السلام …

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *