الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

المحبة من أجل السلام

 

1486892_1431690753728117_427466105_n

 

في كل يوم جديد نتضرع إلى الله سبحانه أن يهدينا الأمن والسلام وأن يعيد على الجميع أعيادهم بالخير والبركة والسلام. وفي كل تحية نقول السلام عليكم . ويتكرر السؤال كيف يتحقق السلام بين الناس وهم بما هم عليه ؟
كثيرون يرددون القول ذاته، ( تنقصنا المحبة ) حتى كدت أظن أن المحبة فقدت ، كأنما هي بضاعة أو صناعة
تذكرت جائزة نوبل ، ولماذا قرر نوبل أن يمنح هذه الجائزة ؟
وماذا يمكن أن نستفيد من تذكر ذلك؟
والقصة هي أن ألفرد إيمانويل نوبل ولد في السويد 1833 وتوفي 1896 في سان ريمو ،
والده أحد رجال الصناعة السويديين ، هو إيمانويل نوبل ،عمل في الستينات من القرن التاسع عشر مع أربعة من أبنائه في أبحاث على إنتاج النتروجليسرين وذلك بسبب الإقبال على الاستهلاك وتلبية لحاجة السوق .
وكان الابن الثالث ألفرد نوبل طفلاً مريضاً لا يستطيع الالتحاق بالمدرسة بشكل منتظم ، ولكنه تمكن أخيراً كن الدراسة في جامعة سان بطرسبرج في روسيا ،متخصصاً في الكيمياء الصناعية، وقام بأبحاث على النيتروجليسرين ، وقد قتل أخوه وأربعة من مساعديه في أحد الانفجارات . لكن ذلك لم يوقف ألفرد نوبل عن الاستمرار في الأبحاث بعد أن نقل معمله إلى مركب راسية على الشاطئ السويدي . وكان يتميز بقدرته على الوصول إلى المعلومات وذلك لأنه كان يتحدث ستة لغات ( السويدية والروسية الفرنسية والانكليزية والألمانية والايطالية. )
وقد استخدم النتروجليسرين في حفر قناة السويس ومد خطوط السكك الحديدية في الولايات المتحدة الأمريكية .
وعرف عن النتروجليسرين بأنه مخادع لأنه أدى إلى الكثير من الحوادث وفقدان الأرواح. حتى حرمت الحكومات استخدامه . ( لكن الدول استخدمته في الحروب !؟)
ولكن نوبل استمر في أبحاثه ونجح في جعله تحت السيطرة ، وزوده بمفجر من الزئبق وأطلق عليه اسم (الديناميت)في إشارة إلى قوته الديناميكية. وحصل على براءة اختراع في ذلك .
وأصبحت المادة المتفجرة الجديدة أساسية في أعمال التعدين والهندسة. وأقام أكثر من عشرين مصنعاً حول العالم لإنتاج الديناميت. وأصبح نوبل من أغنى الناس في العالم .
وحافظ نوبل على اهتمامه بالكيمياء وزود معظم أماكن إقامته الفاخرة بمعامل للكيمياء .

ويروى أنه كان مقتنعاً بأن شكله فظيع ولا يمكن أن يحبه أحد لذا لم يتزوج أبداً.
ونشر نوبل عام 1876 إعلاناً في الصحف يقول فيه :
(رجل مثقف غني متقدم في السن يطلب للعمل سكرتيره و مشرفه على المنزل في باريس بشرط أن تكون ناضجة على المستوى نفسه و تجيد اللغات.)
و عندما استجابت( بيرتا كينسكي) لهذا الإعلان كتبت فيما بعد تقول عنه :
(كان وقتها رجلا في 43 من العمر. طوله أقل من متوسط ، له لحيه كثيفة داكنة و تقاطيعه ليست قبيحة ولا وسيمة و طريقته في التعبير عابسة لا يخفف منها إلا عيناه الطيبتان الزرقاوات و كانت تتناوب على صوته الكآبة و السخرية.)
عملت بيرتا كينسكي عند نوبل فترة قصيرة وهي على سوية عالية من الثقافة . وذهبت بعدها لتتزوج من بارون شاب. لكنها ظلت على صداقتها بنوبل و استمرت في مراسلته وزيارته وكانت بينهما علاقة نديَة فيها الكثير من الاحترام وربما الحب من قبل نوبل
كانت بيرتا كينسكي على المستوى السياسي تنتمي إلى الأحزاب السلمية ضد حمل السلاح، وضد الحروب. لكن نوبل كان و اشتراكياً و له نظره أكثر محافظه تجاه البشرية.
عندما توفي أخوه نشرت إحدى الصحف بطريق الخطأ النص الذي كان ألفرد قد أعده لنفسه، و بعد أن قرأ النعي ، تيقن نوبل أن الناس سيتذكرونه كتاجر للموت ، لذلك وضح أمام بيرتا كينسكي تحدياً ( أن تخبره و تقنعه أن يفعل شيئاً عظيماً للحركه السلمية) . وكان بينهما جدال طويل لأنه كتب إليها فيما بعد التالي : (إنني أود أن أخصص جزأ من ثروتي لتكون رصيداً لجائزة تمنح للرجل أو المرأة الذي يطور فكرة السلام عموماً في أوربا أكثر من غيره . ) وفي وصيته أوصى أن توزع عائدات استثمار ثروته سنوياً ( لاكتشافات الكيمياء والفيزياء والفيزيولوجيا أو الطب وأكثر الأعمال الأدبية تميزاً وقسم إلى الشخص الذي سوف يساعد أكثر من غيره الأمم في إلغاء وإنقاص الجيوش وفي تكوين وزيادة أعداد مجالس السلام .). وقد بدأ بمنح الجائزة منذ عام 1901 . وقد منحت بيرتا كينسكي جائزة نوبل للسلام عام 1905 لإخلاصها في القيام بأنشطة السلام .
إلاً أن الجائزة أصبحت ذات معان أبعد من ذلك ، فالجائزة تعتبر بالإنسان وأعماله على الرغم من وجود شكوك حول بعض أحكام لجنة الجائزة على مر السنين .
وهكذا انتصرت إرادة المحبة من أجل السلام .

كل عام وأنتم والوطن بخير وأمان . قيصر سمعان2014

ملاحظة : خاطرة قديمة محفوظة في دفتري منذ عام 1985 ولاأتذكر من دونها وشكرا”

التعليقات: 1

  • يقول dr.mario:

    ما قراته رائع جدا وتعليقي : رغم غرابة اطوار الفريد نوبل الا انها لم تات من لا شئ فتلك البيئة التي نشأ فيها ثم ان مراحل حياته كانت مهمة جدا على مستوى الاكتشاف خصوصا انه في كل مرة يقوم بتطوير وتعديل اكتشافه وبالاساس كان يسعى نحو اخراج مواد كيميائية لتخدم البشرية لا لتدمرها وفي عصره كان هناك سباق اكتشافات فيزيائية ورياضية وفلكية وطبية فقد كان نهضة العلم انذاك فلا يلام هو شخصيا ثم انه بدا يحاول ان يحسن الصورة السيئة حين منح جائزة سميت باسمه لكل من يسعى للسلام والعدل والخير في العالم وبصراحة اقول ان كل واحد فينا شخصيا مهيأ لنيل جائزة نوبل ولكن هل نسعى لنيلها ولا اقصد الجائزة العالمية ؟؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *