الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

وجيه البارودي بين القصص والحكايا

062356_2008_05_13_11_13_41

 

 

عرف وجيه البارودي كشاعر وطبيب يشفي الجسد بدوائه والروح بشعره كما يصف نفسه، لكن ما لم يعرفه عنه سوى أبناء مدينته ومن قصده من خارجها هو وجيه الإنسان الذي وظف إنسانيته بممارسته لمهنة الطب.

 

حيث كان يحمل في داخله ضمير الطبيب الحي الذي بدأ يتلاشى في نفوس أطباء اليوم إذ إنهم باتوا يوظفون مهنتهم في خدمة جيوبهم فحسب.

مازالت مغامرات وجيه تحكى من قبل معاصريه حتى الآن، فالجميع يتناقلها ويترحم عليه، جميعهم يذكرون عيادته في ذاك الحي الشعبي وذلك المنزل العربي، والكل يحكي عن الكم الهائل من المرضى الذين يقصدونه كل يوم ويذكرون بعضهم قائلين: ( أتذكرون عندما أخذنا أبا فلان ولم يأخذ منه أجرة)، (وتذكرون عندما زارته فلانة ووصف لها دواء وقال لها: (روحي وما عاد تورجيني وجهك)، وذلك كناية عن أنها ستبرأ بإذن الله من مرضها ولن تحتاج لمراجعته مرة أخرى.

حدثني أحدهم عن وجيه بقوله: سقى الله ….(وصمت وهو يغمض عينيه وعاد ليقول): عندما كان أحد ما يذهب ليعالج في بيروت لقلة الأطباء في سورية في تلك الأيام فيستغرب الأطباء عندما يعرفون أن المريض من سورية

 

فيقولون: لديكم في حماة طبيب اسمه وجيه البارودي وتأتون إلينا؟

وعرف عن وجيه بأنه وجيه صاحب النكتة والروح المرحة والجميل أنه كان يوظف ذلك في مهنته فيحكى أنه كان يقوم بمساعدة امرأة على الولادة فتعسرت فقام بالمزاح معها والتهريج لها فضحكت ملياً مما ساعدها على الولادة بسهولة وسرعة .

أحب وجيه حماة فوصفها بمدينة البطولة والجهاد، وأحب أهلها على الرغم من عدم فهمهم له في بادئ الأمر ،حيث كان متحررا في حماة المتعصبة وكان يسعى إلى الرقي بمجتمع لا أثر فيه للظلم والجهل والفقر.

ولم يتوان وجيه عن وصف نفسه بما جمع بين الطب والشعر حيث قال:

أتيت إلى الدنيا طبيباً وشاعراً

أداوي بطبي الجسم والروح بالشعر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *