الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

صدى المرأة الكفرباوية برؤية السيدة نعيمة محفوض

21102013264نسخ [640x480]

 

سيدة محترمة من بلدة كفربو, تتحدث لنا عن مرحلة الطفولة والصبا , وتربية الأولاد ,وصورة المرأة الناجحة في حياتها, ورؤيتها في السعادة, و هذا الجيل, وقضايا متنوعة …

إنها السيدة نعيمة عبود محفوض, من مواليد 1948م, متزوجة من السيد حنا ميخائيل ناصر ولديها سبعة أولاد , حيث قالت في إيقاع من البساطة :

كانت حياة الطفولة  والصبا  , و التي كان الفرح عنوانها والذكريات الجميلة كلماتها…  و لا أنسى دور الأصدقاء في تلك المرحلة … فقد كانت السيدة زهوة فرح العبد الله  من إحدى الصديقات الغاليات على قلبي …  حيث كنا  نذهب إلى النبع لنملأ الجرار …والشعر يشكل سدا” عاليا” فوق الرؤوس  لذلك كان الناس يسموننا ب(السد العالي) …

 

و ماذا أحدثكم عن العرس الكفرباوي , فقد كان يضم كل أهل القرية  , إذ يأتي الجميع إلى العرس  بدون  بطاقات دعوة  ,  حيث كانت الفرحة تغمر الجميع و خاصة” في  الدبكة  , حيث لا تستطيع أن تميز أهل العرس عن المدعوين , فالعرس للجميع …

 وتأتي السعادة ويطل الفرح في ذهابنا إلى العمل في الأرض, حيث يشمخ الغناء و ضحك الطبيعة… لدرجة أنك تشعر بأن النهار وكأنه ساعة من الزمن , مع أنه من السادسة صباحا” حتى السابعة مساء”… حيث نعمل في حكش وقطف القطن وزراعة الخضروات والبطيخ وغير ذلك …

 

ولا أنسى حراسة الأرض بالمحراث القديم و وجود إخوتي وأولاد عمي معي… حيث كانوا يصطادون العصافير والطيور المختلفة , وكنت أقوم بتجهيزها لهم من أجل  الغداء  و العشاء… و كنا ننام – في بعض الأحيان – في الأرض , و خاصة” في أيام الحصاد … إذ كانت التربة النقية فراشنا و السماء لحافنا , و لا أستطيع أن أصف لكم جمال السماء  في الليل , بل كنت أسمع صوت الصمت…

 

ما بقي في الذاكرة هو قيامي بتلبية طلبات جدي (نعمة الحنّا ) …وهو وجه من وجوه القرية وعنده منزول ,  حيث كنتُ  أقوم  بصب القهوة لضيوفه وأنا في سن الطفولة , وأتذّكر كيف كان يقص في منزوله  (الشيخ الراحل فرح الجمال ) القصص المختلفة عن الزير سالم و أبي زيد الهلالي وعنترة وغير ذلك …

كنّا نعيش ببساطة , و كنت أنا و إخوتي نرعى الماشية  و أنا أجمع النباتات الصالحة للأكل من هندبة و خبيزة و دردار… حيث يمر الوقت بين لعب الطانجي و تسلق الأشجار و الغناء …

 

 

ومع هذا درست حتى الصف السادس الإبتدائي في دور الدير ,  حيث كانت هناك في تلك الفترة مدّرسات من حماه وأتذكر منهم الآنسة ليلى الصباغ ومن السقيلبية الآنسة أميرة الأسعد  , وطالما أن المرحلة الإعدادية في مدينة حماه رفض أهلي إرسالي إلى المدينة ..

ومن ذكريات الطفولة أيضا” أنني كنت شجاعة القلب لا أخاف … فعندما أرسلني أهلي إلى تل أفيون لكي أطعم الحصان …وهناك قام  إخوتي بإنزالي في بئر الركية – و عمري كان آنذاك /7/سنوات – لأملأ لهم الدلو من أجل أن نشرب وتشرب الماشية …

 

وبادرنا بالسؤال للسيدة نعيمة عن كيفية تربية الأولاد عندها فقالت :

كنت دائما” أذّكرهم بالتمييز بين الخطأ والصحيح , مع حالة دائمة من المراقبة غير المباشرة… مع تدخلي في الوقت المناسب , فقد كنت لا أسهو عن بيتي ولا أضيّع وقتي في الزيارات غير المفيدة ,  مع علمي بأن المرأة وحدها لا تستطيع تربية الأولاد فهناك مساعدة ضرورية للرجل ولو على شاكلة تخويف للأولاد حتى لا يخرجوا عن طورهم …

 

وأسلوبي التربوي يعتمد على طرح الأمور الإيجابية أمامهم … كالذهاب إلى الصلاة والتمسك بالقيم التي زرعها الآباء و الأجداد … فقد كنت قدوة أمامهم في علاقتي مع الله ومتابعة الصوم والصلاة … ولا أحب التربية المعتمدة على العنف فقد كنت عبر الكلمة المنيرة والنصيحة الهادئة والتأكيد على الصح… و هذا كان سلاحي في التربية ….

 

CIMG1729نسخ [640x480]

ولدى سؤالنا السيدة نعيمة عن مسألة الاقتصاد المنزلي ودور المرأة فقالت :

إنني أستحضر الضروري والمهم للبيت… والذي لا نحتاجه أبعده, وأقدم لعائلتي المهم ,وأحقق شرط إحضار اللازم من المواد المختلفة حتى لا يتم أي تبذير , وكنا سابقا” ومن باب التوفير نستغل مزروعات الطبيعة ونقوم بقص بعض الحويش, الذي يُؤكل, وكنت مؤمنة بالمثل القائل : الرجل جنّا والمرأة بنّا , ولا أعتمد في سياستي الاقتصادية في تخزين لا لزوم له …

 

 

– وسألنا السيدة نعيمة عن أسلوبها في إرشاد بناتها في مسألة اختيار الشريك  , فقالت :

لم أتدخل في اختيار الصهر, إلا عبر بعض التوجيهات لبناتي ,والرأي الأخير لهنّ , وأنا أعتبر  الصهر مثل الإبن, وخاصة” الصهر الإنساني الراقي… وكنت أقوم بالتجهيز الكامل للبنت قبل الزواج ولا أبخل عليهم ….

و لي كلمة أقولها بأن زوجي كان له الباع الكبير في بناء أسرتنا فقد أمضى معظم وقته في تأمين لقمة عيشنا … فقد كنا فقراء و لكن بفضله – بعد الله – قد أمنّ لنا المال لكي أدّرس أولادي في الجامعات و المعاهد …إضافة” إلى دوره في توجيه أولادي نحو العمل الصالح…

 

189613_132013613538915_5079025_n [640x480]

ولدى سؤالنا عن هذه الكلمات  أجابت السيدة أم مفيد:

 

الجيل : يختلف هذا الجيل عن جيل مضى فهو في أكثر الأحيان لا يسمع ولا يقبل النصيحة , علما” أن الكبير له خبرة في الحياة أكثر من الصغير … وينبغي على هذا الجيل أن يرفع راية الاحترام ويذهب للكنيسة ويتعلم الأمور الصحيحة والمهذبة …

 

–  السعادة : سعادة المرأة بزوجها  وأولادها…  و خاصة” عندما يحبون بعضهم بعضا” …  وأرى بأن القناعة هي أساس السعادة , والمال ليس كل شيء في هذا العالم ….

المرأة الناجحة :هي المرأة المحترمة والعاقلة والتي تفهم كيف ترعى أولادها بشكل  جيد , أما المرأة المهملة لبيتها وأولادها حُكما” سيكون الأولاد فاشلين… و بشكل عام ومن الغلط أن تُظهر الخلاف مع زوجها أمام الأولاد … أما المرأة الحنونة هي الناجحة لأن هذا الحنان ينعكس على الأولاد ويرفع راية المحبة  , والأم الناجحة تعّلم الأولاد البساطة والمحبة وتزرع بهم ذلك , ولا تعلهم اللؤم حتى و لو كان الأب في خلاف مع أخيه أو قريبه , فلا تنقل هذا الخلاف لأولادها

– الكنّة :الحمد لله عندي كناين ليتهم في بيت كل صديق , فهن مثّقلات بالذهب كأنهن أخوات يحببن بناتي ويعشن كأنهن في بيت واحد …

– الحشمة: وقار المرأة بحشمتها… لذلك أرجو من صبايانا و بناتنا أن يذهبوا للكنيسة و يقتنعوا بضرورة الحشمة…

الأرض : جذور… فهل يستطيع الإنسان أن يتخلى عن جذوره… و أتأسف من بعض صبايانا بأنهم يتكبرون على الأرض و يعتبرون بأن العمل في الأرض يقلل من مستواهم الاجتماعي و يفضلون العمل الوظيفي … فأنا لست ضد العمل الوظيفي و لكن بشرط أن لا نتكبر على أرضنا التي لحم أكتافنا من ثمارها و التي عرّفها أجدادنا بأنها (العرض و الشرف) و أيضا” ( الأرض إن لم تغنيك بتسترك)

–          

 

أخيرا” أقول : أتمنى أن يبقى زوجي وأولادي وأحفادي وبناتي في صحة جيدة وتحية لصديقة الطفولة زهوة فرح العبد الله ( أم أيمن ) متمنية من الله أن يعيد الأمن لسورية الحبيبة وكل الشكر والتقدير لأسرة موقع مجلة كفربو الثقافية..

 

 

 

 

التعليقات: 3

  • يقول dr.mario:

    ام مفيد اصيلة كفرباوية في العمق ومن يتعرف عليها يتمناها ان تكون له اما او اختا كبيرة ومحظوظون اولادها وبناتها جدا بها وما قراته اعرفه جيدا بالواقع وهي اختصرت كثيرا جدا مما تحمل في اعماقها ربنا يطول بعمرك ويا ريت نلتقى بامثالك في ضيعتنا كفربو

  • يقول bernard makdesy:

    طول عمرك كبيرة ياام مفيد فعلا ربة بيت من الطراز الاول ومن ثمارهم تعرفونهم

  • يقول متابع:

    في الحقيقة كلنا نفخر بالسيدات الفاضلات أمثال السيدة أم مفيد التي من ثمارها الصالحة ووجهها الذي يفيض بالحكمة يمكن لأي انسان أن يعرف كم هي عظيمة و ربة منزل من الدرجة الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *