صدى المرأة الكفرباوية برؤية السيدة نعيمة محفوض

by tone | 31 يناير, 2014 8:29 م

21102013264نسخ [640x480][1]

 

سيدة محترمة من بلدة كفربو, تتحدث لنا عن مرحلة الطفولة والصبا , وتربية الأولاد ,وصورة المرأة الناجحة في حياتها, ورؤيتها في السعادة, و هذا الجيل, وقضايا متنوعة …

إنها السيدة نعيمة عبود محفوض, من مواليد 1948م, متزوجة من السيد حنا ميخائيل ناصر ولديها سبعة أولاد , حيث قالت في إيقاع من البساطة :

كانت حياة الطفولة  والصبا  , و التي كان الفرح عنوانها والذكريات الجميلة كلماتها…  و لا أنسى دور الأصدقاء في تلك المرحلة … فقد كانت السيدة زهوة فرح العبد الله  من إحدى الصديقات الغاليات على قلبي …  حيث كنا  نذهب إلى النبع لنملأ الجرار …والشعر يشكل سدا” عاليا” فوق الرؤوس  لذلك كان الناس يسموننا ب(السد العالي) …

 

و ماذا أحدثكم عن العرس الكفرباوي , فقد كان يضم كل أهل القرية  , إذ يأتي الجميع إلى العرس  بدون  بطاقات دعوة  ,  حيث كانت الفرحة تغمر الجميع و خاصة” في  الدبكة  , حيث لا تستطيع أن تميز أهل العرس عن المدعوين , فالعرس للجميع …

 وتأتي السعادة ويطل الفرح في ذهابنا إلى العمل في الأرض, حيث يشمخ الغناء و ضحك الطبيعة… لدرجة أنك تشعر بأن النهار وكأنه ساعة من الزمن , مع أنه من السادسة صباحا” حتى السابعة مساء”… حيث نعمل في حكش وقطف القطن وزراعة الخضروات والبطيخ وغير ذلك …

 

ولا أنسى حراسة الأرض بالمحراث القديم و وجود إخوتي وأولاد عمي معي… حيث كانوا يصطادون العصافير والطيور المختلفة , وكنت أقوم بتجهيزها لهم من أجل  الغداء  و العشاء… و كنا ننام – في بعض الأحيان – في الأرض , و خاصة” في أيام الحصاد … إذ كانت التربة النقية فراشنا و السماء لحافنا , و لا أستطيع أن أصف لكم جمال السماء  في الليل , بل كنت أسمع صوت الصمت…

 

ما بقي في الذاكرة هو قيامي بتلبية طلبات جدي (نعمة الحنّا ) …وهو وجه من وجوه القرية وعنده منزول ,  حيث كنتُ  أقوم  بصب القهوة لضيوفه وأنا في سن الطفولة , وأتذّكر كيف كان يقص في منزوله  (الشيخ الراحل فرح الجمال ) القصص المختلفة عن الزير سالم و أبي زيد الهلالي وعنترة وغير ذلك …

كنّا نعيش ببساطة , و كنت أنا و إخوتي نرعى الماشية  و أنا أجمع النباتات الصالحة للأكل من هندبة و خبيزة و دردار… حيث يمر الوقت بين لعب الطانجي و تسلق الأشجار و الغناء …

 

 

ومع هذا درست حتى الصف السادس الإبتدائي في دور الدير ,  حيث كانت هناك في تلك الفترة مدّرسات من حماه وأتذكر منهم الآنسة ليلى الصباغ ومن السقيلبية الآنسة أميرة الأسعد  , وطالما أن المرحلة الإعدادية في مدينة حماه رفض أهلي إرسالي إلى المدينة ..

ومن ذكريات الطفولة أيضا” أنني كنت شجاعة القلب لا أخاف … فعندما أرسلني أهلي إلى تل أفيون لكي أطعم الحصان …وهناك قام  إخوتي بإنزالي في بئر الركية – و عمري كان آنذاك /7/سنوات – لأملأ لهم الدلو من أجل أن نشرب وتشرب الماشية …

 

وبادرنا بالسؤال للسيدة نعيمة عن كيفية تربية الأولاد عندها فقالت :

كنت دائما” أذّكرهم بالتمييز بين الخطأ والصحيح , مع حالة دائمة من المراقبة غير المباشرة… مع تدخلي في الوقت المناسب , فقد كنت لا أسهو عن بيتي ولا أضيّع وقتي في الزيارات غير المفيدة ,  مع علمي بأن المرأة وحدها لا تستطيع تربية الأولاد فهناك مساعدة ضرورية للرجل ولو على شاكلة تخويف للأولاد حتى لا يخرجوا عن طورهم …

 

وأسلوبي التربوي يعتمد على طرح الأمور الإيجابية أمامهم … كالذهاب إلى الصلاة والتمسك بالقيم التي زرعها الآباء و الأجداد … فقد كنت قدوة أمامهم في علاقتي مع الله ومتابعة الصوم والصلاة … ولا أحب التربية المعتمدة على العنف فقد كنت عبر الكلمة المنيرة والنصيحة الهادئة والتأكيد على الصح… و هذا كان سلاحي في التربية ….

 

CIMG1729نسخ [640x480][2]

ولدى سؤالنا السيدة نعيمة عن مسألة الاقتصاد المنزلي ودور المرأة فقالت :

إنني أستحضر الضروري والمهم للبيت… والذي لا نحتاجه أبعده, وأقدم لعائلتي المهم ,وأحقق شرط إحضار اللازم من المواد المختلفة حتى لا يتم أي تبذير , وكنا سابقا” ومن باب التوفير نستغل مزروعات الطبيعة ونقوم بقص بعض الحويش, الذي يُؤكل, وكنت مؤمنة بالمثل القائل : الرجل جنّا والمرأة بنّا , ولا أعتمد في سياستي الاقتصادية في تخزين لا لزوم له …

 

 

– وسألنا السيدة نعيمة عن أسلوبها في إرشاد بناتها في مسألة اختيار الشريك  , فقالت :

لم أتدخل في اختيار الصهر, إلا عبر بعض التوجيهات لبناتي ,والرأي الأخير لهنّ , وأنا أعتبر  الصهر مثل الإبن, وخاصة” الصهر الإنساني الراقي… وكنت أقوم بالتجهيز الكامل للبنت قبل الزواج ولا أبخل عليهم ….

و لي كلمة أقولها بأن زوجي كان له الباع الكبير في بناء أسرتنا فقد أمضى معظم وقته في تأمين لقمة عيشنا … فقد كنا فقراء و لكن بفضله – بعد الله – قد أمنّ لنا المال لكي أدّرس أولادي في الجامعات و المعاهد …إضافة” إلى دوره في توجيه أولادي نحو العمل الصالح…

 

189613_132013613538915_5079025_n [640x480][3]

ولدى سؤالنا عن هذه الكلمات  أجابت السيدة أم مفيد:

 

الجيل : يختلف هذا الجيل عن جيل مضى فهو في أكثر الأحيان لا يسمع ولا يقبل النصيحة , علما” أن الكبير له خبرة في الحياة أكثر من الصغير … وينبغي على هذا الجيل أن يرفع راية الاحترام ويذهب للكنيسة ويتعلم الأمور الصحيحة والمهذبة …

 

–  السعادة : سعادة المرأة بزوجها  وأولادها…  و خاصة” عندما يحبون بعضهم بعضا” …  وأرى بأن القناعة هي أساس السعادة , والمال ليس كل شيء في هذا العالم ….

المرأة الناجحة :هي المرأة المحترمة والعاقلة والتي تفهم كيف ترعى أولادها بشكل  جيد , أما المرأة المهملة لبيتها وأولادها حُكما” سيكون الأولاد فاشلين… و بشكل عام ومن الغلط أن تُظهر الخلاف مع زوجها أمام الأولاد … أما المرأة الحنونة هي الناجحة لأن هذا الحنان ينعكس على الأولاد ويرفع راية المحبة  , والأم الناجحة تعّلم الأولاد البساطة والمحبة وتزرع بهم ذلك , ولا تعلهم اللؤم حتى و لو كان الأب في خلاف مع أخيه أو قريبه , فلا تنقل هذا الخلاف لأولادها

– الكنّة :الحمد لله عندي كناين ليتهم في بيت كل صديق , فهن مثّقلات بالذهب كأنهن أخوات يحببن بناتي ويعشن كأنهن في بيت واحد …

– الحشمة: وقار المرأة بحشمتها… لذلك أرجو من صبايانا و بناتنا أن يذهبوا للكنيسة و يقتنعوا بضرورة الحشمة…

الأرض : جذور… فهل يستطيع الإنسان أن يتخلى عن جذوره… و أتأسف من بعض صبايانا بأنهم يتكبرون على الأرض و يعتبرون بأن العمل في الأرض يقلل من مستواهم الاجتماعي و يفضلون العمل الوظيفي … فأنا لست ضد العمل الوظيفي و لكن بشرط أن لا نتكبر على أرضنا التي لحم أكتافنا من ثمارها و التي عرّفها أجدادنا بأنها (العرض و الشرف) و أيضا” ( الأرض إن لم تغنيك بتسترك)

–          

 

أخيرا” أقول : أتمنى أن يبقى زوجي وأولادي وأحفادي وبناتي في صحة جيدة وتحية لصديقة الطفولة زهوة فرح العبد الله ( أم أيمن ) متمنية من الله أن يعيد الأمن لسورية الحبيبة وكل الشكر والتقدير لأسرة موقع مجلة كفربو الثقافية..

 

 

 

 

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/21102013264نسخ-640x480.jpg
  2. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/CIMG1729نسخ-640x480.jpg
  3. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/189613_132013613538915_5079025_n-640x480.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/6458