الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الغناء الفلكلوري في سلمية

088235_2009_03_04_17_00_39

 

 

 

التراث الشعبي هو مفتاح وتراكم عادات ومتطلبات المجتمع, ضمن أطر تعبيرية مختلفة ومتنوعة, وإن كان أحدها الغناء, الذي يتأثر بالبيئة, من اللهجات مروراً بالأحداث, وصولاً إلى النتيجة المراد منها الفعل الغنائي.

وسلمية مثلها مثل باقي التجمعات السكنية القديمة وكان الغناء السلموني واحداً من طرق التعبير عن المكونات الذاتية للمجتمع, ومن أقدم أنواع الغناء الذي سجلها التاريخ الغناء الديني الصوفي, وقد عُرف السلامنة بالتزام ديني جيد, وسجلوا قصائد عديدة في هذا المجال, منها:‏

أطرب الدوح الهديل بملاقاة الخليل‏

منزل عال جليل منه مبدانا القديم‏

وبعد أن انتشرت ( المضافات) التي كانت فيها تُحل المنازعات وتقام السهرات, كان الغناء أول الشعائر, وظهرت ( العتابا السلمونية)، التي تأثرت بالبيئة لحناً وكلمات أيما تأثر, وسجل الواقع أسماء معروفة وأشعاراً محبوبة, منها للشاعر والمؤدي محمد صادق حديد:‏

حسدت الميل ها اللي زار عينه على خشف صدفني وزار عينه‏

قرنفل يا أهل الله زار عينه تحت في الجديلة على الرقاب‏

فكان الحبيب هو الملهم الأول لهم وهو الدافع لنظم تلك الأشعار وغنائها:‏

اتبعهم ياقلب والحق سربهم ماندري وين حاديهم سرى بهم‏

ترى لفراقهم قلبي سرى بهم لو لقمان يوصف له دوا‏

ومن الأغاني التي تشتهر بها سلمية‏

غناء ( النايل), وهو غناء حزين, عذب, يدغدغ ذاكرتك القديمة ويسمى (مْطَوّح)، إذا جاء بعد بيت من العتابا:‏

يابو نواعس خضر ياورد ياريحان‏

لأجلك لقضي العمر سايح وبيا جنان‏

وانفرد بعض الشعراء في سلمية, كأمثال ( علي زينو) بنوع من الغناء يدعى (المْعّنْى), فيقول:‏

ردوا علي شحال قلبي شحاله لاعوف محبوبي ولا أهوى بداله‏

وإن كان مطلوبي أريد وصاله فليصنع العزال والد شماني‏

ـ أما الغناء الذي كان يدعى الهجيني:‏

ياقمر لاتفضح العشاق خلي لثامك على سنونك‏

عالبعد يالوعة المشتاق عالقرب ياحرقة عيونك‏

وهنالك نوعان من الهجيني يدعيان ( الشلة وبو سلامة).‏

الحداء‏

وهو مشاركة الجار في أزماته, حيث ورد في مجلة ( العمران), التي كانت تصدر في حماة, عام 1967م, مقال يتحدث عن أعمال المجاهدين ضد الفرنسي, وذكرت المقالة أن الشرارة, بسبب مباراة لكرة القدم, بين فريق أهالي حماة, وفريق فرنسي, وعند انحياز الحكم الفرنسي, ليغطي تقدم وفوز فريق أهالي حماة, تعرض الحمويون للاعتداء, خرج أهل سلمية وشبابها, على ظهور خيولهم ومع بواريدهم وهم ينشدون:‏

ربعي دوم مونسين البر يوم الكونه نار تسعر‏

وإن هلهلتي يا أم عصابة‏

يا أم العيون النصابة‏

يامن شاف لي راعي العوجة‏

مثل السبع بوسط الغابة‏

منوع‏

بالطبع ولدت من رحم الأنواع التراثية أنواع أثبتت جدارتها, وصارت تراثاً بحد ذاتها, لطيفة, خفيفة, منها ارتبط بالمناسبات.‏

مثل الطقطوقة والفروقة أيضاً, وهنالك أغنية الحنة, وهي أن تقوم بعض زميلات العروس بالسهر عندها والبيات قبل ليلة الزفاف ,. ويُضمخن أيديهن بالحنة مشاركة للعروس:‏

جابو لنا الحنة من خوفهم منا‏

بالله ياسيدي تحنا من عنا‏

حنتنا جديدة من بلاد بعيدة بالله ياسيدي تحنا من عنا‏

ويلحقها غناء الدلعونة المعروفة, وكانت أفضل أوقاتها أثناء الحصاد, وجمع الحطب.‏

وتميز بعض الشعراء ( بالقصيد), الذي ولد من التماس المباشر مع محيط سلمية:‏

فاض الحنين وشغف قلبي ينوحي‏

نوح الحمام بجال عالي المصاقير‏

قلبي تعطر من خشوف سروحي‏

والعطر فايح من حلوم العصافير‏

أخيراً يمكن القول إن مجتمع سلمية غني بالتراث, الذي هو أصل المفردات الاجتماعية التي تحيا في مكنوناتها وإشاراتها, وفي الغناء السلموني, كثير من الصور البديعة, التي لايرسمها إلا فنان فريد, وقد جمع الأصحاب في الأمسيات وفي الأعمال وفي المباريات الغنائية.‏

 

ـــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *