الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حوار الطرشان :

120464_2010_09_29_14_44_57.image1

 

شكا لي أحد أصحاب الأقلام الواعدة “وكان بجد من المثقفين” أن الصحف لاتكترث بكتاباته ولا تنشر له فكتبت هذه المقالة وبعثتها لاحدى الصحف فاعتذرت وطلبت تشذيبها لكني رفضت وها انذا اعرضها عليكم :

أنا أعلم أن عدَّة الأديب عزَّة نفس وكبرياء , فإن فسدتا فلا يصلح بعدها شيء . فكرامة الكاتب تستند إلى شعوره بالعزة الأدبية وإيمانه بأن الكاتب كالإعلامي لا يمكن أن يكون متفرجا أو محايدا أومزوراً او محابياً, بل يجب عليه أن يكون نبيلاً يثير الحس الوطني , والشعور القومي ويحارب الفساد , ويساعد المواطن على بناء حياة أفضل , ملتزماً بقضايا أمته, يقدم الحقيقة كاملة فتراه أذنا مرهفة , وعين ثاقبة , وضميراً انسانياً حياَّ , وعقلاً راجحاً قادراًعلى المحاكمة والتقاط الحدث والتفاعل معه والانفعال به ليعطي الصورة الصحيحة.لأنه يؤمن بأن رسم إرادة التغيير على صفحات العقول والانتقال من الاطار الفكري إلى العمل هي رسالة المثقف
ومن نكد الدنيا على المثقفين عند تقديم مقالة أو نتاج أدبي لصحيفة “ما” أنه قد يطالعهم بعضاً من رؤساء تحرير مَّمن يعارض إنتاجهم ويُقيِّم صلاحيتها للنشر. وتراهم وهم في مراكزهم أقولها ويا للأسف أشخاص كأن الصدفة قد وضعتهم أونصبَّتهم الواسطة غير جديرين بخلفية وأخلاقيه المنصب, وهنا تكمن المصيبة لأن بعضاً من هؤلاء كأنه لم يمارس هذا العمل قبلاً وكانت الحاجة هي التي وضعته , أو الواسطة فوجد نفسه في هذا المقعد ومارس عمله وتراه يفكر ويكتب برؤوس من حوله, وبما يشتهونه ويلِّمع كاتب ويهمِّش آخر,وتراه يسعى للشهرة والمنزلة جاهدا مادام جالساً على كرسيه وراء مكتبه مستغلاً موقعه ويتصيد الارتزاق بالتفاوض مع كاتب حول مكافئة استكتاب لينشر له , أو يقوم بنفسه بدور قص لصق من مجلات ودواوين شعر ويقبض الاستكتاب نيابة عن الكاتب الفعلي باتفاق مع المحاسب , ويلمع نفسه ويشهر اسمه بطلب من كاتب ليكتب عنه وليس من خلال اعتماده على أدبه وانتاجه . وتراه يخدع الناس والناس تنخدع أحيانا , وقد تدهش حين تراه وقد نصبَّ نفسه في مقام أئمة الأدب والاعلام وفي تقديم نفسه بالألقاب يكسبها بريقا ولمعانا ويخال أنه قد صار من الذين يستطيعون التأثير في مستقبل الأدب من خلال الرفض أو القبول لعمل أدبي أو مقالة وقد نسي أو تناسى أن قيمة العمل هي الموهبة وليس الانتاج أو المنصب, وأنه عند تقييم العمل يجب أن يراعى الإبداع ثم صلاحية النشر وليس صلة قربى أو علاقة صداقة أومنزلة أو وظيفة أو واسطة , مع ملاحظة أن الإبداع لا يقاس بمقاييس جامدة , والمبدع لا يقدر إبداعه إلا مبدع حقيقي .
وأعود وأسأل كم من المواهب وُئِدَت , وكم من حقائق شوهت ؟وكم سُدَّ الطريق أمام أقلام واعدة هي مثل جذوع السنديان تورث حياة وقوة, وكم من شتل ورود قصفت وهي بعد لم تزل براعم لم تزهر . كان يمكن أن يخرج منها كتَّاب حقيقيون , كتَّاب يقضون جُلَّ وقتهم في سهر الليالي , وتقريح الجفون في البحث ومسامرة الكتب .
إن رفض عمل مستحق للنشردون أسباب مقنعة أو مانعة قانونا أو بحجَّة عدم صلاحية النشر ومن دون عذر مقنع أيضا يعني ذلك النيل من عزة الكاتب وكرامته الأدبية . والأنكى من هذا ترى أنك لو فَتًحْتَ نقاشا لتستوضح فيه أسباب الرفض فستسمع عندها ردودا ضحلة واعتذارات واهية والمرارة تبرز عندما تعرف أن تفضيل النشر كان لغيرك تزلفا لكسب وده أو بغية ارتزاق غنيمة باردة منه وأحيانا مراعاة لمنصبه أو..أو..وسيكون حوارك في هذا الموضوع مع أولئك كحوار الطرشان لأنك تستشف جوابا يفسره المثل الشامي :
” العرس بدوما والطبل بحرستا ” .
فما رأيكم دام فضلكم ؟ أوليست تلك مصيبة!!!؟ .
**************************
Mokhles.hamsho@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *