الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

لقد ولّى زمن الأمثال

images

 

بعد أن كانت أمثال العرب جزءاً مهماً في التراث العربي، وشكلت المؤلفات فيه ركناً قيماً من المكتبة العربية منذ بدايات العصر الأموي, إذ يربو تعداد ما وصل إلينا منها وما نعرفه من عنواناتها الخمسين كتاباً، لعل من أقدمها كتاب (الأمثال) للمفضل الضبي، الذي صدرت طبعته الأولى قبل 134 عاماً في تركيا، ومن أشهرها (مجمع الأمثال) للميداني، ثم دخلت الأمثال العامية في التأليف حتى ألف العلامة أحمد تيمور كتابه الأمثال العامية، وظلت هذه الأمثال دائرة على ألسنة الناس فصيحها استشهاداً واقتباساً، وعاميها استعمالاً إلى عقود خلت، ثم انصرف الناس في عصرنا الحاضر عن استخدامها في كتاباتهم وألسنتهم إلا القليل، فلا تكاد تجد لدى جيل الشباب من يقرأ تآليفها أو يستخدم ما جمعه علماء اللغة منها على الرغم من تبويبها في تآليف مستقلة، فهناك كتب في أمثال القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف مثل كتاب القاضي أبي محمد الرامهرمزي، وكتاب (سوائر الأمثال على أفعل), عدا الكتب التي جمعت أمثال العرب في مجملها وبوبته بحسب الأحرف والصيغ في داخلها. وفي عصرنا الحديث بدأ جمع الأمثال العامية على خطى كتاب أحمد تيمور، فجمعت أمثال الدول العربية في العراق ومصر وفلسطين وسوريا والجزيرة العربية، ثم تفتتت إلى أقاليم ومدن وإلى قبائل وطوائف, ويغلب عليها في التأليف أنها جمع من أفواه الناس وبخاصة كبار السن، وهي في مجملها أمثال شائعة في لغة العرب لا تختص بدولة أو إقليم أو قبيلة ولكن تنطقها كل جماعة بلهجتها المحلية، كما أن معظمها تحريف للمثل عن أسلوبه العربي الفصيح ونقله إلى الكلام العامي وبعضها القليل مما تمت ترجمته من اللغات الأخرى.

إن اختفاء الأمثال فصيحها وعاميها من أساليب الكتابة وحديث الناس الشفوي يطرح سؤالاً مهماً هو: هل تسري على الموضوعات والفنون الأدبية في تراثنا العربي قوانين النشأة والقوة والضعف والانصراف عنها, مثل ما هو في أحوال البشر, كما اختفت موضوعات المعمى والآداب والوضع وإيساغوجي والربع المجيب من قائمة التأليف؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *