الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

نهاية نخبوية الأدب

images

من يتتبع مسارات الأدب نتاجاً وقراءة في أيامنا الحالية يخرج بتصور أن الأدب أصبح شعبياً ولم يعد نخبوياً كما ‏كان في السابق، فلم يعد الأديب هو ذلك الكائن الأسطوري الذي يعيش في برج عاجي تحيط به هالات التفخيم ‏والغموض والتفرد، وإنما أصبحوا أشخاصاً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق؛ بل أصبحوا أكثر فئات المجتمع ‏كفافاً وأشدهم عرضة لمشكلاته وضنك عيشه، كما أن نتاجهم أصبح نهباً مشاعاً في الشبكة العنكبوتية، وسيرتهم ‏وأعمالهم وأفكارهم غرضاً ترميه سهام النقد والآراء الجارحة بصورة موضوعية وغير موضوعية. وامتد الأمر ‏أكثر فأصبح الأدباء والمبدعون يشكلون قاعدة عريضة تنتشر في كل منافذ النشر الورقي والإلكتروني والأجهزة ‏اللوحية والهواتف الذكية، وأصبح الكل يكتب خواطره وقصصه القصيرة وأشعاره ومقطوعاته ورواياته وينشرها ‏في ذات اللحظة حتى صار الكل يكتب، وغدا الكل يقرأ بصرف النظر عن القيمة الفنية لما يكتبون ويقرؤون، ‏ولكنه في نهاية الأمر يستهويهم في الكتابة ويمتعهم في القراءة، ولم تعد اللغة الأدبية الراقية والأسلوب الفني ‏النموذجي الوسيلة التي يتوسلها الأدب، وإنما أصبحت اللغة العربية البسيطة ولغة المحادثة الوسيطة، بل حتى ‏العاميات المختلفة واللغة الهجينة العربيزية تسير كلها جنباً إلى جنب، حتى يخيل إلينا أن الأدب يتخذ مساراً أفقياً ‏شعبياً متخلياً عن اتجاهه الرأسي الصاعد في آفاق الإبداع وفضاء الفن. ولكن من المؤكد أيضاً أن هناك أدباً وسط ‏هذا الركام الشعبي العريض يكتبه النخبة ويحمل في طياته إبداعاً خالصاً متميزاً وفريداً ثم ينتشر بين القراء ‏انتشار النار في الهشيم كما يعبر عنه سابقاً، وانتشار الهواتف المحمولة في أيدي الناس بحسب التعبير العصري. ‏وما يبعث على التفاؤل والبهجة هو أن عدد القراء في ازدياد إذا ضممنا القراء الرقميين إلى القراء الورقيين، كما ‏أن النتاج الكمي للأدب بأشكاله المختلفة ازداد بشكل كبير مما تقذفه المطابع أو ينتشر في الصفحات الإلكترونية. ‏أما عن مستوى ما ينشر وجودته وغلبة جنس أدبي على آخر فهذا مما يعنى به النقاد والمحللون وراصدو تاريخ ‏الأدب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *