من ذكريات ليلة الهجمة

by tone | 31 مارس, 2014 11:48 م

2013-01-24 13.48 [640x480][1]

 

 

كانت جلسة عائلية في بيت أبي حنا في ليلة الهجمة التي تسبق عيدالفصح وبعد الحديث عن الأعياد والصلوات وكانت  في هذه الجلسة الحوارات والمناقشات الشيقة وقدَّمتُ بها المواويل والأشعار ,وعندما سئلت عن النموذج الذي يعجبني في الفتاة التي أبحث عنها وكنت يومها في رحلة الاختيار كان جوابي يحمل روح الشاعرية والمثالية قلتُ:
ينبغي أن يتوفر فيها الثلاثي الجميل:
أولاً: العيون: تحمل صفة الخمرة,وتكون مدرسة في الغزل,وأشبه بالسلك الكهربائي, وتتحدَّى اللسان في بعض الأحيان…, ورغم ذلك أعرف ذلك المثل البرازيلي الذي يقول) أجمل العيون وأكذبها عيون النساء) ومع ذلك هناك قول لأرسطو يناقض هذا القول إذ يقول🙁 عين العذراء الفاضلة تريك نفسك والعالم) وإني أقدِّر العيون لأن الحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً كما قال شكسبير وباختصار أهوى العيون التي تحمل شكل اللوز العيون الهندية تحديداً.
قال أبو المهر: أين نجد لك مثل هذه العيون …يعني تريدها م تفصيل.
قال أبو حنا: يريد عيوناً تحمل خمراً وتوتراً عالياً في الكهرباء ,سنبحث عن منجِّم مغربي يبحث لنا عنها.
وتابعتُ أقول: ثانياً: اللسان: ذلك اللسان الذي يصب السكر والعسل كلما نطق, وفيه بحة موسيقية,لأنه أداة التفاهم,وهو العضو الذي يحمل القيمة الكبيرة في حياة الإنسان ,وأنا مع مارك توين في قوله:(عند ثغر المرأة تلتقي عواطف البشر), ومع ذلك هناك مثل ياباني يقول🙁 لسان المرأة سيفها ولكنها لا تدعه يصدأ).
إنه اللسان الذي يصدر منه همسة تقلب كثيراً من الأمور عند العاشق في قلبه وأعصابه ,ومثالي على ذلك هناك اللسان عند الفتاة المصرية له قدرة على السبك والسرعة في اللفظ,ولسان الفتاة اللبنانية بما فيه من رقة وحلاوة.
قالت خطيبة أبي المهر: يا أبا السُّلم…. طلبُك بين مصر ولبنان.
علَّق أبو حنا: يا سلام يلزمنا رحلة إلى النيل المصري والأرز اللبناني .
قال أبو المهر: ربما نجدها وهي ابنة رجل مصري وزوجته لبنانية.
قال أبو حنا: كمان هذه يلزمها حسَّاب وضارب مندل ليجدها.

وأكملتُ:ثالثاً: الجوهر: هو المضمون ,هو الأصل,هو الفضيلة عند الفتاة ,هو الحياء الذي يعلو وجنتيها حمرة,وهو أجمل ما في المرأة على رأي ابنة أرسطاطاليس, ولا أظن شيئاً يرفع قدر المرأة كالعفة الصادرة عن النفس الأبية,وكيف يكون حب وصداقة وفضيلة على الأرض بدون وفاء نابع من مضمون الجيد للمرأة كما قال أديسون,وأود أن أشير إلى الحشمة المصطنعة والتي هي وقاحة مزركشة على رأي جبران خليل جبران,لذلك يعجبني برناردشو في قوله🙁 الطهارة هي الثروة التي يمنحها الحب للمرأة).
ومادامت الفضيلة تخص جوهر المرأة لذلك أحفظ قولاً لمدام سيناكور حول الفضيلة والتي شبهتها بالكنز الثمين وتحمل المرأة هذا الكنز في وعاء من زجاج سريع العطب. والتي ضاع جوهرها مستحيل أن تعرف مقياس الحب عندها لأنها ابتعدت عن دروب التضحية ونكران النفس من أجل المحبوب وهذا رأي نيتشة. ولا أجمل من قول يوسف فرنسيس:( المرأة الفاضلة يشعُّ جمالها من داخلها).
والجوهر الحقيقي قد يغني على جمال الشكل لأن الزوجة الحقيقية هي التي تستطيع خلق الجمال في قلب الرجل,وإن لم تكن جميلة وإنما عندها القدرة على الخلق والإيحاء والإبداع, وهذا القول من تحف طاغور ويعارضه قول الحكمة الإنكليزية القائلة:( جمال المرأة بلا طهارة كسم في إناء من ذهب) لذلك نؤكِّد على المضمون لأن طريق المراة الفاضلة مفروش بالأزهار ولكن الأزهار لا تظهر أمامها بل تنبت في إثر خطواتها كما قال جون رسكنس. ومن توفر له المرأة الصالحة كيف لا يكون الرجل السعيد الرجل الملهم كما قال لورد لوتسيستر. أليست المرأة الطيبة القلب هي الكنز الثمين كما قال ساندي.
الجوهر أيها الندماء قال عنه ولتر سكوت: العذراء الفاضلة لا تخشى الذئب الكاسر. وكيف لا أكون مصيباً في اختيار الجوهرعند المرأة وأرى أن المثل الأعلى في جمالها كما في قول تولستوي في النفس الجميلة والجسد الجميل . لذلك عندما نتحدَّث عن الفضيلة ينبغي أن نعرف قول أفلاطون القائل🙁 إن كل ما على الأرض من وما في جوفها لا يستحق أن يوضع في الميزان مع الفضيلة). وليس غريباً أن يطلب معاوية من المرأة ثلاثة أشياء فأولها الفضيلة في قلبها, وثانيها: الوداعة على وجهها , وثالثها: الابتسامة على ثغرها.
ولعل ما ورد يدل على أني من أنصار الجوهر, وبينما أنا أكمل كلامي نظرت إلى الحضور وإذ أغلبهم قد هجمت عليه الناعوسة الصحراوية وكبا على وسادة الصوفاية وراح يحلم بالجوهر والعيون واللسان أو يحلم بطعام دسم, وبقيت أسال نفسي كيف يختار الشاب والفتاة شريك العمر؟.
ومضت ساعة من الزمن,فأيقظت النائمين الحالمين بما يعجبني في الفتاة.للذهاب-إلى حضور الهجمة وكل عام وأنتم بخير.

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/2013-01-24-13.48-640x480.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/6943