الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

آجيا صوفيا

آجيــــــــا صوفيــــــــا
Aghia Sophia

الكنيسة ـ الجامــع ـ المتحــف
المهندس جورج فارس رباحية

5352

هذه التحفة الفنية التي سحرت العالم بهندستها وزخرفتها وغناها بُنَيت في مدينة القسطنطينية ( اسطنبول حالياً ) (1) ، فجمعت بين السلطة الإمبراطورية البيزنطية والتقليد المسيحي الشرقي . فبقيت لمدة 916 سنة كنيسة ولمدة 481 سنة جامع حيث حوّلت عام 1935 إلى متحف ويُعُتَبَر هذا البناء من أهم متاحف التاريخ الفنية .
لقد وصفها المؤرخ بروكوبيوس Procopius ( القرن 6″ ) بقوله : ” هذه الكنيسة تعلّقت قبّتها بالسماء بسلسلة ذهبية ، ترى فيها صورة المدينة الإلهية ” .
يذكر كل من المؤرخين البيزنطيين : تيوفانس و نيكوفوروس أن الإمبراطور قسطنطين الكبير ( 274 ـ 337 ) ابن القديسة هيلانة ( 247 ـ 327 ) هو أول من بدأ في بناء هذه الكنيسة سنة 330 على أنقاض معبد وثني للإله أبولون على تلّة تُشرِف على بحر مرمرة حيث بُنيت على النظام البازيليكي والسقف الخشبي . ودشّنها ابنه الإمبراطور قسطنطين الثاني ( 317 ـ 361 ) في عام 360وسمّيَت في البداية ” ميغالي إكليسيا ( الكنيسة الكبيرة )” نسبة لضخامتها مقارنة مع الكنائس الأخرى في العالم المسيحي آنذاك .
في هذه الكنيسة التأم فيها المجمع المسكوني الثاني عام 381 على زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الأول ( 378 ـ 395 ) . وفي حزيران عام 404 غضب الشعب المؤمن فأحرق الكنيسة من جراء نفي بطريرك القسطنطينية القديس يوحنا الذهبي الفم. فأمر الإمبراطور ثيودوسيوس الثـاني ( 408 ـ 450 ) بإعادة بنائها ودشّنها عام 415 . إلاّ أن هذه الكنيسة أحرِقَت مرّة ثانية خلال أعمال الشغب التي حدثت في ثورة ( نيقا ) وبالتحديد في 15/كانون الثاني/ 532 م .
على أثر قمع الثورة قــرّر الإمبراطور يوستنيانوس 1″ “جوسـتنيان 1” Justinian “
( 483 ـ 565 ) تشييد كنيسة مكانها فأحضر أشهر المعماريين من آسيا الوسطى ( تركيا ) وهما : إيسيدوروس الميليتوسي من “سوكة” الحالية وأنتيميوس الترالليسي من “إيدين” الحالية ولم يوافق على ترميمها بل كلّفهما ببناء كنيسة جديدة فبدأ العمل في 23/كانون الأول/532 وعمل حوالي 10 آلاف عامل ليلاً نهاراً فاستغرقت الأعمال مدة خمس سنوات وعشرة أشهر وفي 27/كانون الأول/ 537 كرّس البطريرك ميناس الكنيسة الجديدة واسماها آيا صوفيا (آجيا صوفيا ) أي الحكمة المقدسة ونسبة للقديسة صوفيا St.Sophia (2).
إن هذا البناء الذي يقف أمامنا اليوم بكل عظمته يُرى فيه بجلاء الخطوط الأساسية لفن العمارة البيزنطية وكذلك تقاليد العمارة الرومانية بالإضافة لبصمات الفنون الشرقية ويتّضح من مخطط البناء الكاتدرائي الكلاسيكي البيزنطي إنه يحتلّ مساحة : 50ر73 × 50ر69 متر أي 25ر5108 متراً مربعاً. وإن البناء في مجمله يزيـد عن 10000 متراً مربّعاً .
إن آجيا صوفيا التي اشتهرت ببنائها وفنها فباستثناء أعمدتها الرخامية وجدرانها وأرضيتها الملبّسة بالرخام فإن كل سطوحها وأقواسها وقناطرها وأنصاف قببها وأسقفها العلوية جميعها ملبّسة بقطع الفسيفسـاء الرائعة التي تُمَثَّل لوحات للقديسين مع الأباطرة ، ومن خلال جولة في الكنيسة نشاهد :
لوحات الفسيفساء :
فسيفساء الشفاعة : التي تعود إلى الربع الثالث من القرن 13″ م للتعبير عن امتنان أهل المدينة لانتصار الإمبراطور باليولوغوس ( 1261 ـ 1282 ) على الفرنجة ، فإن ألوان الحجارة المستعملة دافئة والخلفية ذهبية والتعابير روحانية عميقة وتمثل يسوع المسيح في الوسط يحمل في يده اليسرى إنجيلاً مغلقاً ، ويُبارك بيده اليُمنى مُعَبِّراً عن رحمة الله وعطفه على البشر وترنو إليه أنظار مريم العذراء ويوحنا المعمدان مقدّمين له الإكرام والإجلال .
فسيفساء مريم العذراء والإمبراطورين : تقع في إحدى الجهات الجنوبية من الكنيسة ويعود تاريخها إلى فترة تولّي الإمبراطور باسيليوس الثاني ( 976 ـ 1025 ) م الذي أمر بتنفيذها وتُمثّل السيدة مريم العذراء جالسة على العرش وفي حضنها الطفل يسوع وإلى يمينها الإمبراطور جوستنيان 1″ يُقَدِّم للعذراء مجسّماً عن الكنيسة وإلى يسارها الإمبراطور قسطنطين الكبير ومعه مُجَسّم عن مدينة القسطنطينية المحاطة بالأسوار .
فسيفساء مريم العذراء والإمبراطور يوحنا وزوجته إيرينة : تظهر فيها مريم العذراء جالسة على العرش ويسوع في حضنها وعلى يمينها الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس يُقَدِّم للعذراء كيساً من النقود الذهبية بينما تحمل زوجته “إيرينة والكسيوس” لائحة بالهدايا لمريم العذراء .
فسيفساء يسوع المسيح والإمبراطور قسطنطين 9″ والإمبراطورة زيو القرن 11″م : وتمثّل الإمبراطور قسطنطين 9″ مونوماكوس ( حكم بين 1042 ـ 1055 ) م مع الإمبراطورة زيو يتوسّطهم يسوع المسيح يحمل إنجيلاً مُغلقاً .
هذا بالإضافة إلى لوحات أخرى رائعة فوق الأبواب والشرفات .
الأبـــواب :
هناك تسعة أبواب تقود إلى صحن الكنيسة ، الثلاث الوسطى منها مخصّصة لدخول الإمبراطور إلى الكنيسة وكانت هذه الأبواب سابقاً مغطّاة بقطع من الفضة والذهب وسُرِقّت للأسف مع بعض الأبواب من قبل حملات الفرنجة ( الصليبية )(3). ولا يُستَخدم اليوم سوى بابين من خشب السنديان المُزَيَن بالبرونز .
القبّــــة :
بين القرنين الأول والسادس الميلادي تطوّر فن العمارة والبناء في العالم المسيحي ، هذا ما نلاحظه بالأبنية الضخمة المنتشرة في أراضي الإمبراطورية البيزنطية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الإمبراطور جوستنيان 1″ أعجبه مخطط كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في بصرى ( في محافظة درعا ـ جنوب سوريا ) التي بُنيَت عام 512 م وكان قطر القبة 38 متراً ، غير أن المواد التي استعمِلَت في البناء كانت ثقيلة الوزن فلم تحملها الأعمدة فسقطت القبّة . وشهد عصر هذا الإمبراطور التغيير في بناء القبة من المربع إلى الدائرة ، أي أن تكون القبة دائرية فوق قاعدة مربّعة أو مثمّنة ، حيث استعمِلَت البلاطات في المدماكين الأخيرين بشكل هندسي مميّز بحيث يُحَوِّل المربّع تدريجياً إلى دائرة تحمل القبة .هذه التقنية نفِّذَت أوّلاً سنة 514 م في بناء كنيسة القديس جاورجيوس في إزرع ( في محافظة درعا ـ جنوب سوريا ) وأعجبه نظام الإضاءة في هذه الكنيسة الذي اعتمد على النوافذ الصغيرة في قاعدة القبة . كما أن هذه التقنية نُفِّذَت أيضاً في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في القسطنطينية . فكل هذه الملاحظات من التحول في بناء القبة إلى الدائرية إلى نظام الإضاءة
إلى ضرورة استخدام مواد بناء خفيفة الوزن أخذها المعماريان أيسيدوروس وأنتيميوس والذين عملوا معهما من المختصين في البناء والنحت تلك الأمور بعين الاعتبار في بناء كنيسة أيا صوفيا فجمعا بين تقليدين متناقضين في الهندسة المسيحية ، المخطّط المستطيل والمستدير المُقبّب فيظهر أن مخطط البناء مربّع ، في وسطه مثمّن تعلوه قبّة مدعّمة بالأعمدة والأقواس، ووضعا أمام القبة المركزية وخلفها وعلى مستوى الأقواس الداعمة نصفي قبّة لهما القطر ذاته فتدعمان القبة الكبرى على المحور الطولي وبلغ مجموع النوافذ 70 نافذة تؤمّن الضوء للكنيسة بشكل ممتاز حيث تدخل أشعة الشمس لداخل الكنيسة لتضفي رونقاً أخّاذاً . فكان نظام البناء هذا فعّالاً في حماية بناء الكنيسة .
كان ارتفاع قبة الكنيسة عند بنائها 60ر55 متراً . لكنها تعرضت في 17/أيار/557 م لزلزال قوي سبّب لقبّتها أضراراً كبيرة فسقط أجزاء منها محطمة المذبح وبيت القربان ، فقام بترميمها المعماري إيسيدوروس وابن أخيه الذي يحمل نفس الاسم فأعادا بناء القبة وأصبح ارتفاعها 60ر62 متراً أي بزيادة 7 أمتار وبعد الانتهاء من الترميم قام الإمبراطور جوستنيان وبرفقة البطريرك ايولهيسوس بتدشين الكنيسة من جديد في 24/كانون الأول/562م .
الــــرخام :
أن الإمبراطور جوستنيان 1″ عندما أمر ببناء الكنيسة عام 532 م أصدر أمراً إلى كل ولايات الإمبراطورية بأن يجمعوا كل القطع الفريدة للمعالم الأثرية عندهم من أعمدة وتيجان ورخام وأحجار ملوّنة ويُرسلوها لبناء الكنيسة . فاستقدم الرخام الملوَّن من كل أرجاء الإمبراطورية ويٌقال أن الرخام الأبيض من اليونان والأخضر من جزيرة إيغريبوز والوردي من مرمرة والأصفر من إفريقيا والرمادي من شمال إفريقيا فاكتست أرض الكنيسة وجدرانها وأرضية الطابق الثاني ( الشعرية ) كلها بالرخام كما أن جميع أعمدة الكنيسة من الرخام المتنوّع الألوان وإن عدد الأعمدة يزيد عن / 107 / عمود أحضرت من معابد قديمة من : روما وبعلبك ومصر ومن معبد أرتيميس في أفسس كما أن بعضها نُحِتَ خصّيصاً للكنيسة في تيسالي على جزيرة مرمرة .
وهناك ظاهرة لا بدّ من الإشارة إليها في القسم الشمالي الغربي من الكنيسة في إحدى الأعمدة المربّعة المصنوعة من الرخام الأبيض هي ظاهرة تعرّق هذا العمود صيفاً وشتاءً دون توقّف ولهذا السبب سُمّي بالعمود المتعرِّق ، أما اليوم فهو مُغَطّى بألواح برونزية بارتفاع
مترين تقريباً ، يوجد في اللّوح ( ثقب ) كَبُـرَ هذا الثقب مع إدخال ملايين الزوّار إصبعهم في داخله على مر مئات السنين . فأطلِقَ على هذا العمود أسماء عديدة مثل : ” العمود المحظوظ ” و “العمود الباكي” و ” العمود المتعرّق ” و”العمود الذي ادخل القديس جاورجيوس إصبعه فيه ” فيدخل الزوّر إصبع الإبهام الأيمن في الثقب باتجاه عقرب الساعة ويكمّلون دورة واحدة ويتمنّون الأماني أثناء هذه العملية وإذا أحسّ الزائر بركوبة في إبهامه فيؤمنون أن الأمنية ستتحقّق . لهذا العمود المتعرّق شهرة عالمية كبيرة وإن المجموعات السياحية التي تزور الكنيسة لا تترك المكان قبل أن تقوم بهذه العملية .
التــرميم في الكنيسة :
تعرّضت الكنيسة منذ إنشائها وحسب إحصائيات الكتّاب البيزنطيين إلى 27 زلزالاً قوياً ضرب مدينة القسطنطينية بين القرنين السابع والخامس عشر في حين اهتزّت على الأقل 16
مرّة منذ بنائها عام 537 م . فأقوى الزلازل كانت في أعوام : 557 م ، 975 م ، 989 م فسببت أضراراً للقبة ومعها القوس الغربي :ما توالت الهزات في أعوام : 1010 م ، 1032 م ، 1041 م ، 1063 م ، 1087 م ، 1159 م ، 1231 م ، 1346 م ، 1354 م . من نتيجة هذه الأضرار التي لحقت بالكنيسة كان لابد من الأباطرة أن يعملوا على ترميم الكنيسة ونذكر على سبيل المثال لا الحصر :
ـ الإمبراطور موريقيوس ( 582 ـ 602 )م : قدّم تاجاً ذهبياً
ـ الإمبراطور باسيليوس 1″ ( 867 ـ 886 )م : رسم فسيفساء والدة الإله
ـ الإمبراطور باسيليوس 2″ ( 976 ـ 1025 )م : رمّم الأضرار الذي خلّفها زلزال 989
ـ الإمبراطور رومانوس 3″ أرغيروس : زيّن الكنيسة بالذهب
ـ الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس ( 1118 ـ 1143 )م : منح الكنيسة أراضي واسعة
وأموالاً كثيرة .
ـ البطريرك جاورجيوس الثاني ( 1192 ـ 1199 )م : رسم الكنيسة من الداخــل مع
الأيقونات .في العهد العثماني :
إن نقطة التحوّل الأساسية في تاريخ الكنيسة وقعت يوم الثلاثاء في 29/أيار/1453م وفي عهد آخر الأباطرة البيزنطيين باليولوغس (1405 ـ 1453 ) م حيث قُتِل في دفاعه عن مدينة القسطنطينية فدخلها السلطان العثماني محمد 2″ ( الفاتح )(4) وتوجَّه مع مَن معه إلى كنيسة آجيا صوفيا أوّلاً فأبهره فخامة المبنى فقال : فلتحوّل إلى جامع لصلاة أول جمعة فيها . كما أمر بتذويب الأجراس لصنع الأسلحة من معدنها وأمر ببناء المآذن حولها فتم بناء المآذن الأربعة في عهده وفي عهد السلطان بيازيد الثاني والسلطان مراد الثالث كما تم بناء المحراب والمنبر ومقعد الخطيب وجناح السلطان داخل الكنيسة . وكُلِّفَ الخطاط ” يساري زاده مصطفى عزت أفندي ” بكتابة آيات قرآنية على القبّة من سورة النور وكتابة لوحات دائرية كبيرة ثُبِّتَتْ على دعائم القبة بأسماء : لفظ الجلالة والرسول (ص) مع الخلفاء الراشدين أبوبكر ، عمر ، عثمان ، علي . وقد أجرِيَت أعمال ترميم مختلفة للبناء في عهد السلاطين : سليم الثاني و مراد الثالث و محمود الأول الذي أسّس مكتبة آجيا صوفيا عام 1739 م وهي من أجمل المباني في العصر العثماني وتضم مخطوطات وكتباً قديمة وقيّمة بالإضافة كثير من التحف النادرة . ومن الملاحظ إنه تم دفن بعض السلاطين حول الكنيسة من الخارج وهم :
ـ السلطان سليم الثاني ( 1566 ـ 1574 ) م
ـ السلطان مراد الثالث ( 1574 ـ 1595 ) م
ـ السلطان محمد الثالث ( 1595 ـ 1603 ) م
ـ السلطان مصطفى الأول ( 1617 ـ 1618 ) ومن ( 1622 ـ 1623 ) م
ـ السلطان إبراهيم الأول ( 1640 ـ 1648 ) م
بالإضافة إلى دفن بعض أولاد السلاطين .
في عهد الجمهورية التركية :
تم إعلان قيام الجمهورية التركية في 29/ تشرن الأول / 1923 برئاسة مصطفى كمال أتاتورك ( 1881 ـ 1938 ) م وإنهاء الحكم العثماني فنقل العاصمة إلى أنقرة و في عام 1935 أصدر قراراً يحوّل بموجبه مسجد آجيا صوفيا إلى متحف يضم كنوزاً مسيحية وإسلامية
هكذا أراد الإمبراطور جوستنيان 1″ أن يبني كنيسة آجيا صوفيا التي بقيت إلى اليوم شاهداً على الإبداع البيزنطي ، وعلى الإيمان الأرثوذكسي والذوق الرفيع .
قداس إلهي في كنيسة آجيا صوفيا :
في السابع عشر من شهر أيار 2010 وخلال مؤتمر صحفي في تسالونيك للأميركي كريس
سبيرو رئيس الجمعية العالمية لكنيسة الحكمة المقدسة (آجيا صوفيا )(5) أعلن بأنه ستُقام رحلة حجّ في السابع عشر من شهر إيلول 2010 ـ الذي يُصادف عيد القديسة صوفيا ـ إلى كنيسة أجيا صوفيا في اسطنبول وأنه خلال هذه الزيارة ستُقام خدمة القدّاس الإلهي لأوّل مرّة بعد 557 سنة م من الحكم التركي للقسطنطينية عام 1453 م وقد أُعْلِمَ رئيس الوزراء التركي طيّب رجب أردوغان بهذا الأمر من خلال المراسلات الرسمية .

15/6/2010 المهندس جورج فارس رباحية

المفـــردات :
(1) ـ القسطنطينية : إن أقدم اسم للمدينة هو بيزانسيون مشتق من اللغة الإغريقيــة
بيزانس وحسب الميثولوجيا فإن بيزانس هو ابن إله البحر بوسيدون وإنه عندما
أصاب القحط منطقة اليونان الوسطى سارع بيزانس ملك ميغاري إلى نقل شعبه
عام 660 ق.م إلى هذه المنطقة التى أخذت اسم ملكها . تعرّضت المنطقة لحروب
وهجمات من روما . إلى أن جاء عام 330 م حيث حوّل الإمبراطور قسطنطين
الكبير المدينة إلى عاصمة لأمبراطوريته وأسماها على اسمه : كوستانتينوبوليس أي
القسطنطينية وأصبح للمدينة شأناً هامّاً بعد دخول الإمبراطور للدين المســيحي .
بعد فتح القسطنطينية عام 1453 م من قبل العثمانيين فقد أســــماها محمد 2″
الفاتح باسم ( اسطنبول ) ويُطلَق عليها أيضاً عدة أسماء :
ـ إسلامبول : أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام
ـ أستانة Astana تأتي من الفارسية وتعني عتبة السلطان أو عتبة الحكومة
ـ دار السعادة : بالتركية : در سعادات
ـ الدار العالية : بالتركية : دار عالية
ـ الباب العالي : بالتركية : باب عالي
ـ مقام العرش : بالتركية : باب تخت
ـ مدينة التلال السبع : القسم القديم من المدينة مبني على سبع تلال وعلى
كل تلة بُنيَ مسجد
ـ كما ينحدر هذا الاسم من بلد ( ستامبول ) وهي كلمة يونانية is tin polin
التي تعني : إلى المدينة .
(2) ـ القديسة صوفيا : تعني الحكمة وهي من أنطاكيا ثم غادرت إلى روما مع بناتها
الثلاث بستس 12 سنة (تعني الإيمان) وهالبيس 10 سنوات (تعني الرجاء)
وأغابي9 سنوات ( تعني المحبة ) خلال فترة اضطهاد المسيحيين واستشهدن
على يد الملك أدريانس (117 ـ 137)م الذي أمر بقطع رؤوس بناتها أمامها
فوقعت عليهن جثة هامدة . يُعَيَّد لها في 17 / إيلول / من كل عام . وكلمة :
آجيا Aghia تعني المقدّس .
(3) ـ الفرنجة : أو حروب الفرنجة ( الصليبية ) التي دامت من عام 1096 ـ 1270 م
ومجموع حملاتها 8 حملات فقد تعرّضت كنيسة أجيا صوفيا لسلب ونهب لمعظم
كنوزها التي لا تُقَدَّرْ بثمن من قبل جنود هذه الحملات بالإضافة لتعرّض كنائس
المدينة وأديرتها فيها لهذه الأعمال حتى القصر الملكي ونهب المخطوطـــات
والكنوز وإيداعها في متاحف وكنائس وأديرة أوروبا. فرغم تلك التصرفات لابد
أن نذكر بأن الحملة الرابعة عام 1204 تميّزت بوجود فرنسيين خبراء في شؤون
البناء فقاموا بأعمال ترميمية للكنيسة ولا تزال ظاهرة إلى اليوم ولا يُمكن أن ننكر
بأنهم ساعدوا في الحفاظ على هذا ألثر الضخم .
(4) ـ محمد 2″ : ( 1429 ـ 1481 )م سلطان عثماني لُقِّبَ بالفاتح لأنه في عهده تم
فتح القسطنطينية عام 1453 م وحكم لفتـرتين ( عام 1446 ومن 1451 ـ
1481 ) م .
(5) ـ الجمعية العالمية لكنيسة الحكمة المقدّسة : تأسّست في الولايات المتحدة الأميركية
عام 2005 وهدفها هو إعادة كنيسة أجيا صوفيا إلى موقعها ككنيسة أرثوذكسية .
المصــادر والمــراجع :
ـ اسطنبول مدينة الحضارات : أردم يوجال 2008 اسطنبول
ـ السواعي الكبير : القدس 1886
ـ المنجد في اللغة والأعلام 1973 بيروت
ـ جريدة حمص العدد 2813 لعام 2010
ـ معلومات وصور للكنيسة من خلال زيارة الكاتب لإسطنبول ـ 2010
ـ مواقع على الإنترنت :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *