الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الفنان مظهر برشين شعلة لم تنطفىء

331

الفنان مظهر برشين شعلة لم تنطفىء

ولد هذا الفنان والرسام والنحات في قرية أيو قرب حماه عام 1957م –1995 م , التحق بكلية الفنون الجميلة 1975م ,َ وتخرج منها من قسم النحت عام 1981م – 1982م , وكان في عائلته مثال الأدب والأخلاق …
كان يتخذ في فنه قولا” مشهورا” لبوذا: (( من أراد أن يتعلم النحت 2عليه أن يتعصلم الرسم والموسيقا والرقص لمعرفة نحت التواءات الجسم وعليه تعلم الفلسفة والإلمام بالتاريخ )) ..
وضع فناننا المبدع هذه التضحية لبوذا نصب عينيه ووضعها كثير من الفنانين مثله ..
مرّ أبوجابر ( مظهر ) بمرحلة قلقة حيث كان موزعا” بين مشاكل الحياة وأحلام الفن الجميل الذي فطر على حب النحت ولكن تلاشت هموم الحياة وارتمى بثقله على الفن التشكيلي
وقد تأثر بعميد النحاتين السوريين سعيد مخلوف وامتزج فنه بفن رفاقه في الكلية أمثال : أكثم عبد الحميد – محمد بعجانو .. وكانوا الثلاثة ينحتون على الخشب وجزوع الأشجار لأنها الوسيلة التعبيرية الأقوى للتعبير عن أفكارهم وفيها خطوط انسيابية لأعمالهم انجذبوا اليها …
أقام المرحوم مظهر معرضا” في دمشق في صالة عشتار 1989م عرض فيه 27 لوحة مجسمة ومنها جداريات نافرة وكانت المرأة العارية محورها الرئيسي …
وقد مرت عليه فترة انصرف إلى هندسة الديكور في التلفزيون السوري وهذا على حساب مسيرته الفنية

وفي عام 1985 م أقام معرضا” مشتركا” مع رفيق الدراسة محمد بعجانو في المركز الثقافي الاسباني في دمشق وأقاموا معرضا” في اسبانيا في صالة سويير في مدريد 1987م , وقد لفت انتباه الفنانين بمعرضه الراقي …
كان متمسكا” بالقيم الإنسانية في التشكيل النحتي واكتشاف تاريخيا” حضارات وطنه ةيسعى دائما” لاجراء ملتقيات ترقى بفنه السوري إلى العالمية …
له خصوصيات في الرسم والنحت وفن الديكور فقد انفرد دون غيره حيث كان يلقي الضوء على البعد الجمالي والتاريخي لفنه ونحته ..

شمل فنه معظم الخامات وأخيرا” ركز على الخشب لأنه كان يملك فلسفة وجودية اتجه فيها للخشب لأنه وجد فيه الليونة والطراوة والأنوثة وفيه التواءات ولطافة تماثيل المرأة , وكان عنده حيز من الإهتمام بالبرونز والبازلت والرخام وأخذت المرأة النصيب الأفر من التعبير العاري الذي يجمل اللوحات …
سطر مظهر عشر وصايا وجودية تزكرنا بفلسفة جبران خليل جبران وروحانيته وسرمديته ومن هذه الوصايا :
– من لايزرع لايحق له قطف زهرة
– من لايشيد لناموسه تمثالا” لايشيد لغيره
– من لايرى إلا العنب في الكرمة فلايراني أنا الكرامة
– من ينام في الظلام لايعرف مابين الليل والنهار
– من يقف أمام نهر ويسبح في التيار ليذهب فأنا الضفة باقية
ويشبه نفسه في الوصايا بالكرمة والرعد وشاهدة قبر..
خواطر ووصايا تدل على نزعة إنسانية جبرانية فيها الخير والحق والجمال والعطاء والوفاء والمحبة والغيرية وكلها صفات اتشح بها وتمنطق بها ومن يعرف مظهر رأى ولمس ذلك فيه …
لن ننسى قولا” له :
الحب يفيض مع القمر .. أيها الدير .. أيها الشيروبيم هاأنا أصرخ فاستجيب ؟
الحب يدفعني للأعالي في سماء مثقوبة . صرخة عميقة فلسفية لمظهر …

وكتب في مدريد إلى ذات العينين الخضراويين :
بين عيني وصفحة خدك قمر لاغناء عندي الآن .. عينيك واللون الأخضر يرقص بربيع مراهق ومحاصر بإطار وقماش .. أنت امرأة إلى قلبي أجمل النساء وأنت ..
كثيرون شهدوا لفن مظهر أبوجابر ومنهم عمالقة الفن السوري أمثال :
فاتح المدرس – نجيب نصير – محمد أسعد – ربال رعد – جورج عشي – محمد مصطفى درويش –

ومن أهم منحوتاته في المركز الثقافي بدمشق في صالة عشتار :
ذو القرن – الوداع \ دون كيشوت – دجلة والفرات – القيثارة – الراهب – عشتار – العشق – سهرانة مع القمر – الحب والحرب – المرأة والبطل – الزمار – زكثير من الماسكات (( الأوجه )) ..

ورغم أن المنون خطفته في ريعان الشباب ولم ينتظره الموت ليرقى إلى المستوى الذي كان يشغف بالوصول اليه ومع ذلك وصل بفترة قصيرة إلى العالمية في النحت لأنه وفي فترة الدراسة في الكلية كان مشدودا” برباط داخلي بين البصر والبصيرة فجسد حركة الناس ومعاناتهم في رسمه ونحته , فولد إبداعا” معاصرا” ..

كانت مسيرة الراحل قصيرة جدا” وكشفت إخلاصه لعمله ووطنه , فقد قال له أحد نقاد الفن عندما رأى معرضه في صالة عشتار :
انطلاقتك الفنية قد نضجت بسرعة وأنت مخلص لنحتك وفنك وسررت بمعرضك الناجح فأنت عاشق الفن التشكيلي ونحات من الدرجة الأولى …
فقدنا علما” من أعلام الفن وصرحا” من صروح النحت ونبراسا” لهندسة الديكور وقد كرمته أسرة إخوة التراب لأن المسلسل من هندسة أبوجابر ..
وأبسط وأقل مايمكن الوفاء لهذه القامة السنديانة الخالدة هو أن يكرموه أصدقاءه بكلمات رثاء أمثال :
عبد الرحمن منيف – محمد ملص – بشار خليف – فاتح المدرس – الممثل بسام كوسا – الدكتور أنطون جمال – وأخيرا” رثاه أخوه أمين برشيني وكلها رثاءات حزينة مؤلمة لهول الفاجعة والخشارة وهو أسمى وأكبر من الرثاء والبكاء …

وهناك الكثير للتحدث عنه ولكن نكتفي بهذه الكلمة المتواضعة ومهما كتبنا لانفيه حقه .. عزاؤنا لأهله الكرام الأحباء ولزوجته وأولاده المخلصين الذين ساروا على دربه , ولكل أصدقائه أصحاب الريشة والنحت والفن التشكيلي …

رحم الله الفنان وليكن ذكره مؤبدا”
أسرة موقع مجلة كفربو الثقافية تتقدم بأحر التعازي لأهله وأولاده وليكن ذكره مؤبدا” …

التعليقات: 1

  • يقول إميل اسبر:

    ذكره بؤبداً باذن لله وشعلته فنه وحماسه ياحبذا ان يعيد حملها ابنه سمعت انه ايضاً خريج كله الفنون أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *