مقـــدمة الديـــوان

by tone | 30 أبريل, 2014 10:24 م

images12[1]

بدايــاتي غيـــر محددة المعالــم ، مبعثــرة ، هلامية…. تراكـمت من هنــا وهنــاك ومابيـن ماكـان وما سيــكون ،

خــلال زمن امتــهن الجنــون حرفة وامتطــى صهــوة مهر جامح….أســكنه ولا يســكنني منه إلا النزر اليســـير, في محــاولة لصــنع إطار لهــا, وأنا أدق أول باب لنشـــر شئ من كتــاباتي… علها تلُقي إضاءة علــىمن هــي صلحــة الخليــل الكارب

أشــياء صغيــرة ، حميــمة وجدت طريقــها إلى نفســي فســكنت الإحســاس باطمئــان وود.

أصــوات تعلــو وتخبــو في أًمســيات زمــن ما ، بيــن دروب حنتــوب الجميــلة مســقط رأســي،أصيــخُ الســمع دون أن أرى صاحبيـها…ثغــاء شــياه يــأتي من بعيـــد، في سويعـات الأصيــل حينمــا يهــدأ الكــون والضجيــج، ليحدث سمــاعــها إحساســاً شفافاً كالأطيــاف وخيوط الضــؤ، الراكــوبة .. الحبــوبة ،، التقروبــة ، سمــاع آيات في غــداة يوم بــدأ بمداعبة أصابــع أبي للمــذياع في حوش حدادي مدادي ، صوت المؤذن يعــلو ويخـفت متناغمــاً وصــوت ما يبثه المــذياع.

مشــاويــري الغاديات والرائحات، في دروب حنتــوب الحميــمة ، المُشـرع المُتــرع ، عيونى المتطلعة أبداً نحو معهــدها
(حنتــوب الثانوية ) صِــرح التعليــم الشــامخ. إشادات معلمــاتي في مراحلي التعليميــة الأولــى ، مواضيــع الإنشـاء، الأناشــيد، كتــاب المطالعة حفظ الآيات والســور القرآنيــة ، كل هــذه الأشيــاء أراها مبعثــرة لتعــود كسـربِ طير ظامئ انتظم عقــده ليجــد ضالتــه في الخاطــر.

أحاجــي اليُمة وصوتـها الذي يملؤني دِفئاً وسكيــنة ، إطلالة وجــه طــال غيــابه وعيــون الدهشــة فيَ، تتلقــاهُ فرحــاً يمــلاً الدنيــا مرحــاً طفولــي بهيــج.
مازلت عندها صفيــرة أتنقــل بين شــعاب أجهــل أغلبــها واتوخــى الحذر أحيــاناً من أن تنزلق قدمــاي الصغيــرتان في منعطفاتــها غيـر المرئية … لأجدنــي أواصــل رحــلاتي نحــو رحــاب الثـانوية العامة والعليـا، حيــث بدت ألأشــياء أكثر وضوحــاً وتبلوراً وربمــا توهجــاً ، يتناغم وتلكم المرحلــة الرائعة من ســنوات عمــرى …
المطارحــات الشعــرية .. لعبـة القوافي في أمسيـات بهيــة مع أبــي -رحمــه الله- …قُصــاصاتُ تكتــب وخربشــات أحفظ أقلها وأرمي أكثرها .
لحظــة أن نــُودى علىّ لأُلقي بكلمة في ليلة شعرية، على منصــة مســرح المدرســة … ياله من يــوم بالكــاد حملتني ساقاي المرتجفــة …تسارعت الأنفاس ، غبت بين كلمــاتي لأســتفيق وكُفوف تصفق بحرارةِ وأصــوات تتعالى بالإشــادة والإعجــاب.

حكــاوي الحبــوبات ، المثقــلات تُراثــاً وحكـمة والتي تتحدث بكل الألوان شــأن ميــاه النيــل ،وقريتي القابعة في وداعة على ضفافــه الحقول. هــي ذات الحكــاوي المنســابة زجلاً سلســاً يــأتي عفو الخاطر ، عنــد الفرح وبين دمــوع الحزن ….دعوات أمهــاتي الراعيــة في أوقات الســفر –لعــن الله السفر البعيــد-محــاولات عد النجــوم والنُعــاس يدغدغنــي في دعــة ، فرحــي بالغيــوم ، ونحــن إذا جــاء المطــر، جهــلي بالهــموم وما هو القضــاء وكيــف يكــون القــدر.

حبــى النَهــم للقراءة والتي بدت في زمن مُبــكر لا أدري متــى وكيف … كل ما أذكــره أنني أقــرأ أي شــئِ يقــع تحت ناظري.
مراحــل التعليــم العالي وتبيُــن الأشيــاء من زوايا أخريــات، والتقاط كلمــات الإشــادة من هنــا وهنــاك.. أكــون غير أميـنة إن لم أ شــير أنــها كانت تســتهويني .. حُبــي الشــديد للغنــاء والموسـيقى كلمــات شــعرية تأتي مفقاة ملحــنة ، ومشتتة في بعض الأحيان … تكوم الأهــل والجيــران حول مذياع لســماع نتيــجة إمتحــاناتي المرحليــة.
عِـشقي للشــعر ، والغزل .. لا سيــما درر المتنبي الخــالدة

كل هذا تجــمع وتســاقط كخيوط الضــوء الشفــافة في عدســة إحساسي ليســكن مرافئ الحــس، ويســاهم كثــيراُ في صُنع الوجدان حيث بدأت صــلحة الخليل الكارب ، كتابة كلمــات مقفاة … ربما هي الشــِعر أو القصيــدة … كل ما أدري انها تداعيــات أشيــاء حميــمة سكنتــني سنيــنا، وما زالت تطفو في لحظـات الفرح الغامـر أو الحــزن ، أو الســفر البعيــد، عند اللقيــا.. والسقيــا من موارد اللُطــف الحبيــبة ، أو عنــد الخاطــرة المتوهــجة أحياناً والعابــرة أحايين أخُــر.
ســأظل ممتنة وشــاكرة لكلِ من وهبني القدرة لُصـنع هــذا الوجدان المُحــب .
أســـرتي الكبيــرة والممتدة ….. وحبــي الامتناهــي نحوها،
أُســرتي الصغيــرة وامتداداتــها في عيــون الصغار من حــولي ، ال

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/images121.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/7109