الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

تعليم أجيال المستقبل

تزداد أهمية المؤسسات الدولية يف الحياة اليومية لسكان العالم , ممايجعل الأهمية بمكان أن تهيأ الفرص , أمام الأجيال القادمة , كي تتفهم المهام التي توكل بها تلك المؤسسات وتدرك العقبات التي تصادفها والإمكانيات التي تمتلكها …

إن القضايا الأساسية التي تواجه الجيل الحالي فضلا” عن أجيال المستقبل , لاتقتصر على الحدود الوطنية , لاحتى الحدود الإقليمية , فمشاكل الهجرة والنزاعات والبطالة , تشكل في مجموعها قضايا عالمية شاملة , فعند التصدي لتثقيف المواطن الراهن , يتمثل الهدف في ضرورة إلقاء الأضواء على مدى الترابط بين المصالح الشخصية والوطنية والعالمية ..

إننا نعيش في عالم واحد نستنشق نفس الهواء ونستعمل نفس المياه , ونعتمد على نفس المصادر , ثم تساورنا نفس العواطف والإنفعالات , وبصورة عامة فإن القضايا العالمية باتت متصلة بعملية إعداد الشباب للحياة , وسط عالم يزداد ترابطا” يوما” بعد يوم …

وعلى غرار أي نشاط تعليمي آخر فإن تثقيف الأجيال بالقضايا العالمية , هي مسؤولية إضافية تتمثل على أن يتاح للبشر فرص التعبير عن آمالهم بالنسبة لمستقبل العالم , وإذا لم تتح مثل هذه الفرص أمام الطلاب فإن المربيين لهذا , يخاطرون بخلق أجيال من المواطنين المتشائمين , الذين ينقصهم الوعي ويتسمون بضيق الأفق والعجز عن التصرف أمام أصغر المواقف …

وإذا كان إكتساب المعارف الواقعية , لايزال هدفا” تعليميا” محددا” , فإن تثقيف الشباب في النهج العالمي بشأن التطورات والسلوكيات , لايقل أهمية عن تلك المعارف , كما أن الحرب تبني في عقول البشر يجب أن يبني السلام في عقول البشر , وهنا أقول للمدرسين : يمكن جعل الصف صورة مثلى لما يجب أن يكون في العالم , فيمكن توزيع جميع الطلاب على لجان مختلفة فمثلا” : لجنة التنظيم – لجنة الصحة – لجنة النظافة …الخ , وتدريبهم على مناقشة عمل كل لجنة بكل إحترام وشجاعة وإتقان , وإحترام حق الآخر والمحافظة على الأساس العام , وإحترام آراء الآخرين , والغرض من العمل التعاوني , والحوار بين الأطراف , هو تعزيز الإحترام عند إختلاف الآراء , وهو لتشجيع النقاش سبيلا” لحل المشاكل المشتركة , فضلا” عن توليد الفكر النقدي والمستنير بشأن كل موضوع …

في داخلنا جميعا” مركز للسكون , محاط بالصمت , فلماذا لايكون في كل بيت غرفة للسكون ؟ غرفة للتأمل محاطة بالصمت , نجلس بها مع أبنائنا , كما نجلس بصمت أمام حجر المعبد , سواء كان كنيسة أو جامع , ونرى في هذه الغرفة رمزا” لكيفية إعطاء نور السموات والحياة , كما بنبغي للأرض التي نقف عليها , رمزا” للكثير منا , لكيفية إعطاء نورا” لروح الحياة للمادة , وهناك قول قديم معناه أن معنى السفينة ليس في غلافها بل في الفراغ داخلها , وعلى سكان هذه الغرفة أن يملأوا الفراغ بمايجدونه في مركز سكونهم ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *