الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

كل شيء مباح لي و لكن ليس كل شيء يوافق…

 

1316514480

بسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين

أعجبتني محاضرة لأحد آبائي الأجلاء و هو الأب جورج مقدسي بعنوان :
(كل شيء مباح لي و لكن ليس كل شيء يوافق…)
حيث شرح أبونا معنى الحرية المسيحية تلك التي تعني أولا” و أخيرا” بأن لا نخالف وصايا الله فحسب , بل أن تكون –الحرية – المعطاة لنا من الرب بابا” واسعا” لكي نُعّمق علاقتنا بالخالق و بأخينا الإنسان … فهل الحرية أن لا أحتشم أوأمارس الرذيلة و الفجور…؟ فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين …من هنا يجب أن نعلم بداية و نهاية حريتنا…و ما معنى الحرية؟ بل كيف أتخلص من العبودية؟
تحدث أبونا قائلا”:
كان في مدينة كورنثوس هيكل الآلهة “أفروديت” ,و كان به أكثر من ألف من البغايا ,و كان الجنس جزءا” من طقوس العبادة , و هنا قال الرسول بولس موضحا” بأن المسيحيين يجب ألا يشاركوا في الخطايا الجنسية مهما كانت مقبولة و محبوبة في البيئة المحيطة بهم بقوله :(كل شيء مباح لي و لكن ليس كل شيء يوافق…)
الحرية هي إحدى سمات الإيمان المسيحي التي تعطينا الحق باستعمال كل ما يأتي من الله و الاستمتاع به …و لكن ما الحرية و هل نُحسن استخدامها ؟ و ما معنى العبودية…؟
إن شرب الخمر يؤدي إلى الإدمان , و الشراهة تؤدي إلى البدانة …فالذي سمح به الله يجب ألا يتحول إلى عادة سيئة تتحكم بنا…
لا يتكلم الرسول بولس هنا عما هو مُحّرم , بل عما هو حيادي …أعني : يحلُ لي أن آكل و أشرب و لكن لا يوافقني الإفراط في ذلك…فما يحق لي لا يوافق من جهة و من جهة أخرى يصبح عبودية…
بعبارة أخرى : يحق لك أن تأكل و لكن ابق سيد طعامك …و انتبه لكي لا تصبح عبدا” لهذا الهوى (أي شراهة الطعام)…
و هذا الكلام ينطبق على كل شيء في حياتنا : من الملبس إلى الشهوة إلى المال إلى…
فمن يستخدم هذا الحق يكون سيدا” عليه , و الإفراط به يعني العبودية…
إن رموز الزنى اليوم متغلغلة في حياتنا : من الشارع إلى العمل إلى البيت بل في غرفة النوم…و في شتى وسائل الإعلام …في ملابس الناس و تصرفاتهم ,في عطورهم,في مآدبهم ,في أغانيهم,في أحاديثهم…
في الماضي كان المائلون إلى الفجور يُشبعون رغبتهم و يفسدون أنفسهم في أمكنة خاصة تُسمى عند العامة بالأماكن المشبوهة … و لكن اليوم اخترق الفجور كل الحُجب و استقر بين العامة …بل حتى في غرف النوم , و سهّل لهم إفساد أنفسهم من دون حسيب أو رقيب أو شعور بالذنب.
بالأمس كان الغوى و كشف الأبدان و التهتك من نصيب الفاجرين و الفاجرات,و للأسف أضحى اليوم تعبيرا” عن الحريات…
أما نحن فعلينا أن لا ننسى قول بولس الرسول : (كل شيء مباح لي و لكن ليس كل شيء يوافق…) و ندرب أنفسنا بالصوم و الصلاة و مناولة القربان المقدس لكي نجعلها قادرة على مقاومة الشرور بكافة أنواعها…
و دمتم بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *