سوريتي الجريحة

by tone | 1 أغسطس, 2014 12:05 ص

10153179_641976799216662_7669368591424182048_n[1]

سلام عليك يا وطني
سلام لك من قلبي الحزين
وسلام إلى ترابك الغالي
الذي تخمّر من أجساد أولادك الراقدين
يا وطني إلى متى سنبقى هكذا
سنبقى نغتالك في كل حين
سنبقى نشرب من دماء بعضنا
إلى متى يا وطني المسكين
قتلناكي يا سوريتي الجميلة
و قتلنا فيكي كل نبي و كل دين
و أزحنا الستار عمّا بداخلنا
فخرجت منّا القذارة والخيانة وملوك الشياطين
سامحيني يا سورية يا أمي العظيمة
فقد قتلت أخي وزرعت في صدره سكين
وأعلنّا الحرب على بعضنا في قلبك
أيا قلباً يسع الملايين
و جئناك يا وطني نبحث عن الحرية
فكنّا حتى في طريقة بحثنا تافهين
و أشعل الغريب نيراناً بيننا
و خمّن أننا أغبياء و صدق في التخمين
و تقاتلنا كالأعداء وقتلنا فينا المحبة
التي عشناها آلاف السنين
سامحينا يا دمشق فقد صلبنا فيكي المسيح آلاف المرات
و لم نعترف أننا كافرين
و حاربنا فيكي محمداً و آل بيته
و هاجمنا بهمجيتنا خلفاؤه الراشدين
و اعتدينا على الكنائس والجوامع وانتهكنا أعراضنا
و أنكرنا أننا المعتدين
و دمّرنا مدناً بأكملها و أعدنا التاريخ ألف عام
و أحرقنا فيكي أكثر من المغوليين
وشغلنا العالم فيك يا بلدي و تفرّجت علينا أمم
وكنا على شاشاتهم ممثلين
عذراً يا شامُ فإننا لا نستحق العيش فيكي
يا أطهر المدن وسيدة الياسمين
أين نحن من مخترعي الأبجدية
من الشعب الأول أين نحن يا إخوتي السوريين
أين نحن من الشعب الذي أذهل العالم
و حرر الأرض و انتصر في تشرين
لا أدري من أين أتتني الرؤيا
بأنك يا شآم إلى حضن الله سوف تعودين
و تعودي أحلى و أجمل وكما كنتي من قبل
أجمل نساء العالم من غير تزيين
و أسأل الله أن يحفظك من شعبك الكافر
و يحفظ عذريتك يا معبر الأنبياء البارّين
ختاماً دموعي أهديكي يا دمشق اغسلي بها قدميكي
فالغالية أنت افعلي ما تشائين.

طارق العايق 31/7/2014

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/10153179_641976799216662_7669368591424182048_n.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/7653