الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

بلدتي كما كانت في طفولتي

بلدتي كما كانت في طفولتي
د. وليد السعيد أبو العمايم
عضو هيئة كبار العلماء بأكاديمية البحث العلمي

4_877272359

نوسا البحر! وفي السادس والعشرين من شهر يناير من عام 1984 ولدت هناك في تلك القرية النيلية (حيث انها تطل علي فرع دمياط لنهر النيل) الصغيرة الحجم الكبيرة المقام. لقد كانت قرية شبه مثالية فقد كان ينتاب أهلها الحب والود والوئام حيث كان يعيش الفقراء بجوار الأغنياء والأقلية المسيحية بين الأكثرية المسلمة. لقد كان الأيمان عنصر أمان لتلك القرية. لقد عشت في بيت ريفي بسيط بين أبي وأمي وجدتي وولديها الاخرين وعمتي المطلقة وعمتي الآنسة. إن أركان البيت كانت تعج بالحب والسؤدد وكان هذا هو مجتمعي الصغير. وفي المجتمع الكبير كان لنا أقارب عدة كنا نزورهم أنا وأبي رحمه الله قبل أن تكون قيمة الود كبيضة الديك فقد كانت جدتي لها نسب عريق. والآن سنسرد بعضا من خصائص المجتمع في تلك المرحلة (مرحلة الطفولة):
أولا: الشعور القوي بالانتماء للروابط الاجتماعية التقليدية مثل الأسرة
فقد كان الانتماء للأسرة شديدا فلا نجد أحدا يسب أباه أو امه أو احد اقربائة كما هو الحال اليوم
أو يتنصل منهم لمصلحة شخصية
ثانيا: الأسرة الأبوية الممتدة
فقد كان رب الأسرة حريصا علي أن يجتمع مع أولاده جميعا كل يوم ليوطد بينهم الحب ويحل مشاكلهم وقد تعلم الصغار تغليب رأي الأب حتى ولو بغير اقتناع محبة له واحتراما
ثالثا: المعرفة الشخصية للفرد
ومن شدة تآلفهم انه لم يكن بينهم شخص مجهول فقد كانوا يعيشون في المجتمع كأسنان المشط لا يتخلف احدهم عن الآخر
رابعا: التجانس
فقد كان الأفراد يعيشون في المجتمع كأنهم أفراد فرقة موسيقية متجانسة قلوبهم وأرواحهم
خامسا: الفقر
فقد كان يجمع معظم أهل القرية ذلك الداء العضال وهو الفقر وقد أدي ذلك إلي بعض حالات الانتحار خاصة بين النساء
سادسا: اتسام الشخصية بالمحافظة
فقد كان الارتباط الديني قويا وكذلك الأخلاقي وذلك بفضل الله ثم الشيخ عبد العليم رضوان إمام المسجد الكبير بالقرية
سابعا: الزواج المبكر وارتفاع المواليد
وذلك لانتشار الأمية بين أهل القرية
ثامنا: الطبيعة الزراعية
فقد كانت بلدتي تشتهر بزراعة القطن والأرز والقمح وكانت بها بورصة لبيع القطن
وللحديث بقية

waleedabouelamaim@gmail.com

التعليقات: 1

  • يقول رئيس التحرير:

    غنى كبير أن يطل من مصر الحبيبة باحث وأكاديمي في البحث العلمي.. رائع ويرفد المجلة بكتاباته الراقية أهلا بك د.وليد السعيد ابو العمايم أشرقت المجلة بكتاباتك يا هلا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *