شخصية من بلدي/المربية والشاعرة غزالة حديري

by wisam-mo | 1 يناير, 2015 1:54 م

images[1]

هناك كثير من الشعراء قد تبلوروا في البيئة الجديدة وانسجموا في المجتمع الذي هاجروا إليه أو ولدوا فيه . حتى أنهم غدوا من تاريخه الأدبي ويعدون من أعلامه , وعلى مر السنين وسحر الليالي نسوا أوطانهم الأولى – أو على الأقل – خفت أشواقهم .

ولكن الظاهرة الواضحة والحقيقة وضوح الشمس في شعر الشاعرة الفلسطينية غزالة مجيد حديري تدفق ذكرياتها وفوران شعرها نحو وطنها الأم (فلسطين) طوال إقامتها في مهجرها صمود وتصدي .
نقتطف من قصيدة (فلسطين) بعضاً من أبياتها .
أســــرنا في الشتات وكـم يعـــاني أســــيرٌ تـســتباح بـه الصعاب
فلـــســــطين الحبيبة ضاع عمري وكم أظمأ يخدعني الســــراب
إلــى الأرض التي في الفكر تحيـا وفي الأضلاع يســتقر العذاب
يقــول النــــاس ذا وطـنـي وأهلي ويحدوني اذا ســــرت اغتراب
وأضحى من قرانا مـــســــتــراح لأقـــوام بهـــم تحنـى الرقــاب
تعـــاتبنــا الديـــار وفــي زمـــانٍ بـه للعرب ضــــعف واجتناب
وبعض من أبيات قصيدة (الأقصى) :
أقصى البلاد وأنت القرب من كبدي لو مزقوا الروح من ظلم ومـن حمم
يـا موطن العز لا ســـطر بدونـكم يــســجل اليوم في التاريخ والأمــم
تبقى العروبة فيكم صخرة شـرفتّ يا مهبط الوحي في المعراج لن نضم
ومن قصيدة (صمود وتصدي)بعضاً من أبياتها :
من الحجارة قـــد زيدت صلابتنـا صخر البطولة في الأوطان مذ خلقا
أخرجت من خافقي حقــداً أفجـره فكــان دربـــك للعلـــياء متســــــــــــــــــــقـا
دلال وعدٌ و في الأوطان مرقـــده والفجر مذ أشرقت لم يعرف لغسقا
دلال أنشودةٌ للعــــز قـــد فتحـت للحق بابـــا ًو كان المجـد منغلقــــــــا
عطشى إلى الأرض والأشواك مركبها وثوب خولــة للأحــرار معتنقــــــــــــــــــــا
المربية والشاعرة غزالة مجيد حديري مواليد مدينة حماة عام 1950م والدتها عائشة محمد قشقوش متزوجة من السيد أحمد الآغا عام 1982م
لها من الأبناء أربعة هم طارق وعائشة وريم وحسام . ولحسها المرهف لها شرف تربية أبناء زوجها من زوجته الأولى – خالد – غادة – ميادة – لينا – راية آغا .
*-حصلت على شهادة التعليم الابتدائي في مدرسة بيسان التابعة لوكالة الغوث الدولية الأونروا في مخيم العائدين أما الاعدادية في ثانوية خديجة الكبرى . بعد ذلك انتسبت إلى دار معلمات الابتدائية نظام الأربع سنوات في حماة عام 1965م . تخرجت عام 1969م . حصلت خلالها على الثانوية العامة مع أهلية التعليم الابتدائي وانتسبت إلى قسم اللغة العربية بجامع دمشق . حالت ظروفها دون اتمام الشهادة الجامعية من أهم أسبابها وفاة والدتها ومسؤولية الوظيفة والأهل .
*-درست في مدارس مدينة حماة منذ التخرج إلى نهاية خدمتها للتقاعد عام 2010م . تخللها الاعارة إلى المملكة العربية السعودية مدة عامين 1979 – 1980م وكانت في مدرسة ذات النطاقين الابتدائية الخدمة الأطول في تعليمها .
*-أجمل ما تحفظه من طفولتها حفظها وهي صغيرة أهزوجة (من سجن عكا طلعت جنازة) حفظتها من دموع والدتها الكريمة الأمية ولا زالت تذكر أنستها معلمة العربي السيدة حميدة عرابي وهي تسجل لهم في الصف السابع بيت الشعر :
لا تلم كفي إذا السيف بنا صح مني العزم والدهر أبى
*-كذلك تذكر المعلمة الأم ازدهار برحوش في دار معلمات وهي تطلب منها ألا تلفظ اسم بيت الشعر قبل تقطيعه من قبل زميلاتها لأنها كانت تلفظ اسم بيت الشعر بمجرد قراءته وكما أنها كانت تطلب منها أن تقرأ أوراق الاختبار والاجابة على الشعب الأخرى .
*-أما الُمدرَّسة التي كانت تعشقها فقد وجدت فيها من يشجعها ويلهما في كتابة الشعر تستحق الذكر المعلمة الفاضلة اتحاد عبد الرحمن سفاف حيث تأثرت بها وبقيت معها حتى التقاعد عام 2010م .
*-أما أحب القصائد إلى قلبها هي رثاء أخيها أحمد الحديري المحامي والقاضي حيث تقول :
أغدوا إلــى دار الأحبة علـهــا تروي حنيني للعزيز فأنظم
كـــل المكـاتب بعـد كم أمية يامن تجود له الحروف وتألم

*-أول قصيدة نظمتها عندما كانت في زيارة لمدينة أفاميا الأثرية عام 1980م وتقول عنها مع سكانها وأميرتها الحالمة :
خمر الحنين إلـى عينيك أسكرنـــا وسالف العصر من خديك أبكانا
لو حلـّـق المجــد دهــراً فوق مسكنكم لما اســـــــــــتراح وبات الدهــــر ظمآنا
أحبت القراءة والمطالعة في كل أدب وعلم وشعر يصل إليها عبر مكتبة المدرسة أو صديقة ,
كان لوفاة والدتها في العشرين من عمرها وموت والدها بعد أربع سنوات منن أمها الأثر الكبير في كتابتها للشعر حيث طبع على غالب شعرها الحزن والألم والفراق لأنها فقدت أخيها الأول وهي في الثلاثين وأختها في الأربعين ثم تلتها أختها الثانية وكان لوفاة أخيها أبو ماجد الأثر الأكبر لأنها كانت تعتبره الأخ والأب لها معاً .
*-أما ديوانها الأول بعنوان { الصافي من عذب القوافي } يضم / 60 / قصيدة شعرية صدر عام 2010م والديوان الثاني بعنوان { الساكنون في الأحداق } الذي يضم كذلك حوالي /60/ قصيدة صدر عام 2014م .والديوان الثالث الذي اختار له ابنها حسام عنوان { سليل الغزلان } بقصائد تقارب /60/ قصيدة وصدر في شهر آب 2014م . الدواوين الثلاثة طَبعت عدداً منها بمجهودها الشخصي وقد أهدتها لزهور حياتها أولادها وأهلها ومعارفها . وهذه بعضاً من أبيات قصيدة الأقحوان :
أمير حين ترجو مكرمات وصبٌ مثلما تمشي الطيوب
بك الأيام تنقلنا لمجدٍ سحائبه عطاءٌ لا يخيب
والأرض لكنفيه سحرٌ كنجم الفرقدي فلا يغيب
وإلى الأحبة تقول :
عشقت بك الدنى وبدأت ألقى بك الأحلام في وضح اليقين
وازهاري إلى ريّاك عطشـــــــــــــــــــــــى وجودك من ينابيـــــــــع الحنين
وإلى زهرات حبتها عائشة وريم ورانية أنشدت :
أمن ريحان فارس أم نخيل عرافي الهوى ألق الإهاب
أما العزيزة على قلبها مديرتها اتحاد سفاف تقول :
غُبارك من ذرانا لا يشق وروحك في مدى الأيام عشق
وأشرب مرَّ كأس من سواكم وأنهل إن قربتم ما يرَّق
وإلى فلسطين الحبيبة الغالية أنشدت :
إذا يوماً صدقنا في النوايا بنصر الله تفرقنا الرحاب
أما أمنيتها وحلمها أن يعود وطنها الحبيب على يد قائدٍ عربي مجيد وأن تعود حضارتنا العربية وعزّنا ومنعتنا القوية وتحلم بحياة سعيدة كريمة لولديها طارق وحسام حيث تختم لهما بالقول :
همام للحمى ما عاد يشدو على الأفنان إذ غاب الحســـــام
ولا للضوء قنديل وتهنـــــــــــــــا مصابيح الدجى صارت ظلام
أريد لك الدروب بكل خطوٍ دساتيرا برفقتكم تقــــــــــــــــــــــــام
موائدنا بعزٍ في حماكــــــــــم تطيب بها المكارم والزمـــــــــــــــام
وفي الختام : لا حظت وأنا أخط ما أسمع من كلام جميل من السيدة الشاعرة غزالة مجيد حديري أنها تتمنى ومن خلال منبر جريدة الفداء أن يسمع صوتها وشعرها المعنيين والمهتمين بالأدب والشعر والثقافة في هذا البلد الطيب المعطاء لكي تكمل رسالتها في نشر دواوينها رسمياً عن طريق اتحاد فرع كتاب العرب
أكرم ميخائيل إسحاق

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/images44.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/8311