شخصية من بلدي / لوريس راغب درغام 1913 /1987

by wisam-mo | 1 مارس, 2015 10:21 ص

16[1]

10428033_1614549842107529_98263187897429091_n[2]

يلقب الغرب سياسياً السيدة مارغريت تاتشار رئيسة الوزراء البريطانية بالمرأة الحديدية، أما نحن في الشرق فنلقب المرأة التي تبني جيلاً وتعلم وتقدم لوطنها كل التضحيات بألقاب تتناسب ومكانتها في المجتمع.
‏الآنسة لوريس درغام لقبها المجتمع بـ / ست لوريس/ نظراً لرزانتها واستقامتها في عملها الوطني والخير في مدينتها حماة فكانت/ ست لوريس خير من حمل هذا اللقب والعمل الإنساني فاستحقت بجدارة لقبها / ست لوريس / فمن هي هذه المرأة الحموية الناشطة في المجتمع؟‏‏
ـ لوريس بنت راغب درغام والدتها وديعة تولد حماة حي المدينة عام 1913.‏‏

ـ نشأت الآنسة لوريس درغام في بيت عربي شرقي أصيل تلقت فيه تربية سليمة تحافظ على عاداتها وتقاليدها النقية وسارت على درب محبة الله والوطن وعمل الخير ومساعدة الفقير والضعيف.‏‏
ـ انتسبت منذ مطلع شبابها إلى جمعية نور الهدى الأرثوذكسية لتربية الأيتام والأعمال الخيرية وكرست حياتها كلها للعمل الخيري إلى جانب عملها الرسمي, حيث كانت تدرس مادة الفنون النسوية في ثانوية الفنون للبنات بحماة, وهذا ما كان منعكساً على أساس منزلها الجميل في حي المدينة حارة الدهان من أعمال يدوية (سنارة ـ سيلان ـ تطريز ـ فيليه) أضفى لمسة سحرية تدل على ذوق رفيع, ومما يميز ست لوريس أنها مدى حياتها كلها كانت تلف شعرها بشبكة ( كعكة ) ما يزيدها احتراماً ووقاراً) , وحسن حديثها ولفظها للغة العربية حيث تسيطر على محدثها باحترام وتقدير.‏‏
ـ تسلمت رئاسة الجمعية في خمسينات القرن الماضي وعملت على تنظيم أعمال الجمعية من خلال رقم / شهرها/ لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووضعها تحت إشراف الوزارة.‏‏
ـ عملت على افتتاح حضانة وروضة باسم روضة / نور الهدى/ بهدف رعاية أطفال الأمهات العاملات خلال فترة عملهن من جهة ولتأمين دخل مادي إضافي يرفد الجمعية من جهة أخرى.‏‏
كما عملت على إشراك الجمعية بالنشاطات الثقافية والفنية التي كانت تقام في المناسبات القومية والوطنية كعيد الجلاء وعيد الأم وعيد الطفل العربي, كي تكون جمعيتها بكامل هيئتها عضواً فعالاً في خدمة المجتمع وهذا هدفها الأساسي والنبيل.‏‏
ـ حصلت الجمعية على قطعة أرض في حي باب النهر/بالقرب من مسلخ حماة القديم عند القناطر/ كتقدمة من السيد محافظ حماة آنذاك حيث أقيم عليها بناء المقر الحالي للجمعية بعد أن عملت جاهدة بالتعاون مع بقية عضوات مجلس الإدارة من خلال جمع التبرعات المادية والعينية من المحسنين ومن خلال نشاطات الجمعية المختلفة كتنظيم رحلات نسائية داخل وخارج القطر وإقامة المعارض والاشتراك بمهرجان القطن الذي كان يقام سنوياً في مدينة حلب حيث حصلت الجمعية في فترة ترأسها للجمعية على جوائز مختلفة.‏‏
ـ في عام 1963 اكتمل بناء المقر الحالي الذي يضم دار المعيشة للأيتام يتألف من طابقين وصالة مسرح وحديقة واسعة.‏‏
ـ بعدها عملت على إنشاء روضة لتصنيع السجاد الصوفي اليدوي في مقر الجمعية القديم لتعلم مهنة محترمة لبعض اليتيمات اللواتي لم يكملن دراستهن ولبعض السيدات ممن يبحثن عن عمل ولكن لم يكتب النجاح لهذا المشروع.‏‏
بالرغم من كل الصعوبات والعقبات التي واجهتها في مسيرة حياتها بقيت على اندفاعها وتفانيها في خدمة الفقراء والأيتام انطلاقاً من ثقتها وإيمانها بعملها الإنساني المستقيم في سبيل المجتمع.‏‏
ـ عام 1987 وافتها المنية حيث شاركت في تشييعها كافة الجمعيات الخيرية والمنظمات الاجتماعية بموكب مهيب دليل الوفاء لمن يعمل في خدمة الوطن والوطن وفيّ لهذه الشخصيات الوطنية.
أكرم ميخائيل إسحاق‏‏

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/161.jpg
  2. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/10428033_1614549842107529_98263187897429091_n.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/8814