قبلة

by tone | 6 مارس, 2015 1:13 ص

546832_103754536470010_41985585_n[1]

غيوم داكنة تجمعت في الفضاء الرحب معلنة قدوم مواسم الشتاء بطقوسه المتقلبة ..

أغلقت سعاد باب منزلها الخشبي بعد أن أمنت دجاجاتها وسدت عليها بإحكام بدأت قطرات المطر تنقر زجاج النافذة الوحيدة حين تنبه حمدان وصاح بملء فيه :سعاد سعاد
خطرت سعاد أمامه حمامة بيضاء داعبت خصلات شعرها نسيمات فصل جديد , نعم حمدان ما تريد ؟ حاول حمدان أن يجيبها لكن الكلمات لم تساعده فقد كان لا حاجة له إلا لوجودها بجانبه مدت إليه يداً من نور أضاع فجأة خياله بينما راحت عيناه ترمقان هذا القد الممشوق والطول الفارع كأن يراها للمرة الأولى
أحست سعاد بخواطر حمدان واقتربت منه تداعب جبهته المتغضنة بأصابع من حرير وهي تقول : وأخيراً يا حمدان………. كان البؤس يعتصر عينيه كبرتقالة أسقطها الصقيع
أحست سعاد بدمعتين دافئتين تسللتا بين أصابعها حين أعاد سؤالها ..وأخيراً يا حمدان … رفع يده نحو أصابعها ودون أن ينظر إليها .. تمتم … طاروا ….. طاروا…. طارت العصافير
حملقت فيه …ركعت أمامه .. تلمست جسده النحيل ..فقد بدا كشجرة صفصاف أتعبتها الريح .. مسحت سعاد بأطراف كمها دمعتيه ودون أن تدري ضمته إليها وراحت شفتاها … تعبران المسافة الباقية نحو شفتيه الرقيقتين
كان المطر غزيراً ينهمر .. ينهمر غزيراً…..

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/546832_103754536470010_41985585_n1.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/8845