اﻷب اسكندر الترك وحوار هادف قوامه الوطن والإنسان

by wisam-mo | 30 أبريل, 2015 7:24 م

11124696_1607507226131478_1656061359_nنسخ [640x480][1]

اﻷب اسكندر الترك وحوار هادف قوامه الوطن والإنسان
…………………………………………….
* الترك:المحبة ﻻ تسقط أبداً..كل من يحب الله ﻻبد أن يحب أخاه الإنسان.
* الترك:جميعنا مسؤول عن حل الأزمة بصدق النوايا وصدق اﻷفعال.
* الترك:الهجرة خطيئة بحق الوطن والمواطن..خطيئة بحق الله والإنسان..

…………………………………………….
ضيفنا اليوم اﻷب اسكندر بديع الترك وكيل مطرانية السريان الكاثوليك في حماة وهو نموذج متميز للمحبة والتعايش في سورية، عرف بشخصيته الودودة والمثقفة، وحظي باحترام ومحبة الشارع السوري بشكل عام والحموي بشكل خاص على اختلاف المذاهب واﻷطياف، وهو مواطن سوري من جذور أنطاكية، مجاز في الطب البيطري من جامعة البعث في حماة وفي اللاهوت من الجامعة الانطونية في لبنان، متزوج وأب ل23 مليون سوري على اﻷقل كما قال لي معبراً عن انتمائه السوري وحبه للآخر.
أهلاً بك اﻷب اسكندر الترك، أحب أن أبدأ حوارنا بالسؤال التالي وهو سؤال نعيشه وينطلق من واقعنا:
………………………………

11158039_1607507272798140_183136345_nنسخ [640x480][2]

1 – كإنسان ورجل دين ماذا تحدثنا عن الواقع الذي يعيشه الوطن وبرأيك مالذي جعلنا نصل إلى هذه المرحلة؟
…………….………….
* عندما تبحر السفينة ﻻبد أن تواجه في مسيرتها أمواج وأنواء وتقلبات وعواصف وهذا طبيعي أحياناً وﻻبد أن تتجاوزه لتصل إلى هدفها وتتابع مسيرتها وماتعيشه اليوم هي عوائق أمام سفينة حضارية عمر مسيرتها عشرة آلاف سنة تجاوزت الكثير من اﻵﻻم واﻷمواج وانتصرت على كثير من المعوقات ورسمت لنفسها إشعاعها الخاص ضمن شمس اﻹنسانية ولهذا لن ندخل في تفاصيل اﻷزمة ومسبباتها فقد قيل في ذلك الكثير ولكن ننظر إلى الهدف وهو استمرار هذه المسيرة ومن يثبت نظره على الهدف ﻻبد أن يتابع الطريق رغم كل شيء.
………………………
2 – ولكن سورية اليوم مستهدفة إنساناً وتاريخا ودينا وحضارة ولابد لكل منا من دور، أمام هذه الهجمة الشرسة ماهو دور رجال الدين؟
………………………
* أي وطن يرتكز في بناء دولته على مرتكزات ثلاث: اﻷرض وثرواتها، الاقتصاد والتكنولوجيا وحركتها، الشعب وسيرورته، ونحن كرجال دين نمثل ضمير هذا الشعب ومرآته الصافية التي يرى نفسه من خلالها بمصداقية قد تكون مؤلمة أحياناً ومعذية أحياناً ولهذا نعمل على بناء الإنسان ﻷن الإنسان هو أساس الحياة، فاﻷرض والتكنولوجيا هي مهام إدارية وسياسية يضطلع بها القيمون على هذا اﻷمر، أما نحن كرجال إيمان ورجال الإنسان فنعمل على تعزيز ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته وبعلاقته اﻷفقية مع اﻵخرين وبعلاقته العمودية مع الله وانعكاس هذين البعدين على وجوده وفاعليته ورسالته في بناء الحياة وإعمار الوطن ومتابعة الدور الحضاري للإنسان في سورية.
………………………………..
3 – انطلاقاً ومتابعة للسؤال السابق، اليوم يعيش الإنسان والوطن حرباً ظالمة ومهينة ﻹنسانيتنا وقيمنا ومبادئنا، برأيك كيف يمكن نقل وطننا وإنسانه من هذه الحالة إلى حالة أفضل؟
………………………….
* ﻻ شك أن مانعيشه الآن من ألم في هذه اﻷزمة هو حرب، حرب خارجية وإن بمفردات داخلية أو بممرات داخلية، فالجسد في تعامله مع الواقع يتعرض لكثير من مسببات اﻷمراض الخارجية ولكنه ﻻ يمرض إﻻ إذا ضعفت مناعته بسبب ما أو تراخى في تحصين ذاته أمام اﻷمراض الخارجية، ولهذا ودون تحليل سياسي أرى أننا جميعاً مسؤول عما وصلنا إليه من أصغر مواطن إلى أكبر مسؤول، فكما يقولون في كرة القدم:((ﻻ يستطيع خصمك أن يلعب إلا في المساحة التي تتركها له)). وبما أننا كلنا ساهمنا بشكل أو بآخر، بمعرفة أو بغير معرفة، بإرادة أو بغير إرادة فيما وصلنا إليه، هذا يعني أنه بيدنا جميعاً كمواطنين على اختلاف مواقعهم ودورهم، جميعنا مسؤول عن حل الأزمة بصدق النوايا وصدق اﻷفعال وبالتواضع والغفران وبتغليب الإيثار على اﻷنانية ومصلحة الوطن على المصلحة الفردية الضيقة. ولهذا ﻻ ننكر تكالب المصالح الاستعمارية على بلدنا وعلى وجودنا وﻻ ننكر مؤمرات وتقاطع مصالح قوى كبرى في العالم ولكن علينا أﻻ نسمح بتحميل أسباب اﻷزمة للآخرين فقط ونقف مكتوفي اﻷيدي نلطم الوجوه وننوح بل نعتبر أنفسنا بشكل أو بآخر أخطأنا، تراخينا، علينا أن ننهض ونقوم من موتنا بالمسامحة والغفران وبتجاوز الآﻻم وتوحيد القوى لإعادة التناغم إلى جسد الوطن، فالمرض تعريفاً:((هو فقدان التناغم بين أعضاء الجسد حتى ولو كان كل عضو سليم أما الصحة فهي العكس)). لذلك علينا أن نعيد التناغم بين كل أبناء الوطن وتعزيز العيش المشترك بل التجانس بين مكونات الشعب السوري فالوطن أنا وأنت وليس إما أنا أو أنت.

11178533_1607507342798133_96526968_nنسخ [640x480][3]

…………………….
4 – اﻷب اسكندر الترك أنت من الشخصيات التي حظيت باحترام ومودة الإنسان السوري بشكل عام والحموي بشكل خاص حيث كنت أخا وأبا للجميع دون التمييز ما بين طائفة أو انتماء، أمام الحرب التي تسعى لبث الفتن ونشر الطائفية وتشتيت الوحدة الوطنية وتﻻحم الصف السوري، كيف تقف وما هو سلاحك للدفاع عن الإنسان والوطن؟
………..………………….
* ربما من أهم ميزات حضارتنا في سورية أنها تحترم اﻵخر بكل مايحمل من أفكار ومعتقدات فمثلاً وجد رقيم في أوغاريت عمره خمسة آلاف سنة يقول بما معناه:((لن أحمل السيف في وجهك وإن كنت تؤمن بما لا أعرفه وأنا أؤمن بما لا تعرفه، وإذا كنت ﻻ أعرف إيمانك فلماذا أختلف مع ﻻ أعرفه فلذلك أحترمه)). فتأملي هذا الاحترام للاختﻻف لدرجة أنه ما قبل اﻷديان كان لكل قرية إله خاص بل لكل حي أحياناً ويجمعهم إله اﻵلهة ومع ذلك لم يختلفوا بل تعاونوا وتعاضدوا لبناء حضارتهم العريقة. فإذا كان هذا حال أجدادنا فكيف نكون نحن؟!.. وإذا كانت الحضارة قد بنيت على ميزة تعددية المكونات فلماذا لا نحافظ على هذه الميزة؟!.. وإذا كانت اﻷديان جميعها تعمل على ارتقاء الإنسان وتحقيق سعادته في محيطه ومع أقرانه فكيف نسمح لبعضهم أن يحول هذه اﻷديان إلى صراع ألم وحزن وموت؟!.. إذا كانت اﻷديان كما يقول بوذا:((هو العلاقة الطيبة مع الكون والكائنات))، فكيف نسمح بتشويه هذه العﻻقة؟!.. وإذا كان حال الديانات الوضعية هكذا فكيف باﻷديان السماوية ((اليهودية والمسيحية والإسلامية))؟!.. كل اﻷديان تدعو للخير والسلام وكما يقول القدّيس جريجورس:((الله سبحانه مركز الدائرة والبشر أنصاف اﻷقطار فكلما اقتربوا من المركز اقتربوا من بعضهم بعضاً والعكس صحيح)). ولهذا سﻻحنا في مواجهة الفتنة هو التمسك بحبل الإيمان والعﻻقة مع اﻵخر ((اﻷخ بحذف الراء)) والاتكاء على موروث حضاري عريق يضعنا أمام مسؤولية الحفاظ على بعضنا بعضاً كبنيان مرصوص للبناء ﻻ للهدم وللخير لا للشر وللسلام وليس الحرب تلك هي حضارتنا ذاك هو إيماننا تلك هي رسالتنا.
هذا على المستوى السوري وبشكل عام أما على المستوى الحموي فأنطلق من الاتكاء على وفاء الحمويين للمعشر فهم ﻻ ينسون علاقات طيبة بين أجدادهم ويشعرون بمسؤولية فطرية بضرورة الحفاظ عليها إضافة إلى روابط اﻷخوة سواء بالجيرة أو ((بالرضاعة وقد كانت منتشرة في حماة وتركت إرثا طيباً للأخوة بين الحمويين على اختﻻف انتماءاتهم الدينية و الفكرية والمجتمعية)). كذلك ثقتهم بشخص ((اﻷبونا)) وبأنه أب لهم جميعاً يحبهم، يشد من أزرهم، يقف معهم في الصعاب، يشاركهم العيش والملح، اﻷلم واﻷمل، ويسير بهم نحو سعادة عائلته الإنسانية التي لا تحدها حدود وﻻ تعكرها أزمة، وما رأيناه في استقبال أهالي الشيخ عنبر غبطة أبينا البطريرك في آذار الماضي يؤكد وبجﻻء عمق هذه اﻷخوة وقوة العيش المشترك والوفاء للمعشر الطيب بين أبناء شعبنا السوري الطيب عموماً.

11186274_1607507186131482_2041309717_nنسخ [640x480][4]

………………………..
5 – أمام حالة التعب واليأس والحزن العميق التي يعيشها المواطن السوري نظراً لما ألم به وبوطنه ماذا تقول له؟
…………….…………………..
* أنطلق من إيماني بالقيامة، فالقيامة أعادت للتﻻميذ الذين عاشوا خوفاً ويأسا وظلمة، أعادت لهم القيامة ذاك الرجاء بما أنه ما من ليل إلا وراءه شمس مشرقة وما من موت إلا وبعده قيامة، ومن ثقتي بالله بأنه لا يضيع قرابين الإنسان في التقرب له، كذلك لن يضيع قرابين هذا الشعب التي قدمت خلال اﻷزمة، لن يضيع دموع أمهات ثكالى وأطفال يتامى وأحباء فقدوا أحباءهم وجرحى تركت الحرب أثارها على أجسادهم فالله العادل ﻻبد سيكافئ هذا الشعب بقيامة حتمية وبغد أفضل للأجيال القادمة ولي ثقة أن الطريق ستنتهي كما يشتهي الطفل الخلي ويحلم، حتى التاريخ يفرز هذا الرجاء فينا بأنه ما من شعب آمن بقضيته إلا وانتصر، وما من شعب صبر على محنته إلا وتجاوزها، فثقتي بالله وبالتاريخ تعطيني تلك القوة ﻷحمل شعلة الرجاء رغم كل اﻷلم، وأن أرى في كل محنة منحة وفي كل بلية عطية، فأشد اﻷيدي المسترخية وأوجه العيون اليائسة إلى شمس ﻻبد آتية، شمس السلام والفرح المشعة بأنوار الإيمان والرجاء والمحبة.
……………………………….
6 – في ظل ما يعانيه الوطن من حروب وآﻻم نشطت حركة الهجرة إلى الخارج بحثا عن واقع أفضل، لكل من يرحل عن وطنه دون اضطرار قاهر لذلك بماذا تتوجه؟
…….…………………………
* الوطن ليس فندقا نسكنه إن كانت خدماته عالية ونتركه ونهجره عندما تسوء خدماته، فنحن لا نسكن في وطن بل الوطن يسكننا ويعمل فينا لنثبت فيه، وأمي ليست أجمل النساء لكنها أمي، ووطني ليس أجمل اﻷوطان لكنه وطني، فكيف إذا كان هذا الوطن سورية وهو اﻷجمل حقاً وهو وطن كل إنسان متحضر، ((مارناتا:أي تعال يارب))، سيأتي اﻷتي ولن يبطئ ومن يصبر إلى المنتهى يخلص ولو سأل كل إنسان نفسه لماذا خلقه الله في هذه اﻷرض وفي هذا الزمان ﻻبد أن له حكمة خاصة ربما لم نفهمها بعد، وﻻبد أن لنا رسالة خاصة علينا أن نفهمها ونعمل لتحقيقها، ولهذا إن لم يكن هناك خطر على الوجود، على الحياة فالهجرة خطيئة بحق الوطن والمواطن، بل خطيئة بحق الله والإنسان، وأنا هنا ﻻ أدين كل الذين تركوا أرض الوطن، ولكن لا نبرر لكل شخص بحجة أن لكل إنسان ظروفه وفي الحقيقة ليس كل الظروف مبررة، فبعضهم ترك أرضه ﻷصغر اﻷسباب، بل أدعو إلى وقفة ضمير صادقة أمام مرآة الانتماء والمواطنة ونسأل أنفسنا من أنا، إلى ما أنتمي وما هي رسالتي التي اختارني الله ﻷجلها وبعد ذلك فليفعل كل منا ما يرى..
…………………………..
7 – عبر صفحتي على الفيس بوك وجهت دعوة للمصالحة بين الأهل واﻷخوة على اختلاف الطوائف والانتماءات للعودة إلى حضن الوطن والمشاركة في بنائه وللوقوف يدا واحدة في وجه أعدائه الحقيقيين.
الآن أتوجه بدعوتي إليك لتكون إلى جانبي في طريق المصالحة فما هي إجابتك على دعوتي؟
…..…………………………
* المصالحة ليست فقط إزالة الخصومة بين طرفين أو أكثر بل هي العودة إلى الصﻻح وفعل كل ما هو صالح، هي منهج حياة ضروري ومطلوب لكي ﻻ تنتقل آثار هذه اﻷزمة إلى اﻷجيال القادمة، هي مصالحة تنتقل من المصارحة وتلتقي مع الغفران لتتابع بإرادة طي الماضي والسير نحو المستقبل من خلال سعي الحاضر وكما قال السيد المسيح له المجد:((طوبى للساعين إلى السلام)). وكل من يحب الله ﻻبد أن يحب أخاه الإنسان فكما يقول الإنجيلي حنا بما معناه:((كيف نستطيع أن نحب الله الذي ﻻ نراه ونكره أخانا الإنسان الذي نراه)). فالمصالحة ليست حلا مؤقتاً ﻷزمة عابرة بل هو مسيرة محبة وسلام وإعادة بناء الإنسان وقد ذكرت مرة أن طفلاً أعطيته خريطة سورية ليلونها لكن بعض اﻷشرار مزقوها، فقلت له حاول أن تعيد لصقها وفعلاً فاجأني بسرعة إعادة لصقها، سألته عن سبب هذه السرعة فقال لي:خلف الخريطة صورة إنسان، أعدت لصق الإنسان فعادت خارطة الوطن صحيحة سليمة. ولهذا بالمصالحة نعيد بناء الجسور والتواصل بين أعضاء الجسد لتكتمل صورة الإنسان عندها يتعافى الوطن وتعمر البلاد.
فيدي ممدودة لك ولكل إنسان ولكل مسعى للخير والرحمة والسلام وكما قلت في صيحة أعلمها للأطفال باللغة المحكية:((إيدي ممدودة ﻻقيها..بالمحبة نبنيها/حضارة جدي وجدك..إنت وأنامنحميها/سورية يا أم الكل..ولدنا وراح نبقى فيها/بعلم وأخلاق بتعمر..وبالمحبة نحليها)).وهذه دعوة دائمة ومتجددة.
(( إيدي وإيدك حطها هون..بمحبتنا نبني الكون/وطني اﻷغلى..يحلى ويعلا/يالله نسامح وننسى مبارح..ونرسم حمام وزيتون)).
……………………………
8 – كانت لديك تجربة سابقة في كتابة القصة وقد حصلت على إحدى الجوائز، حبذا لو تحدثنا عن هذه التجربة، وهل مازالت مستمرة؟ كذلك هل من الممكن أن تكتب قصصاً تنطلق من واقع اﻷزمة؟
………………………………..
* الإنسان هو هو فأنا في بدايتي كان لي زاوية أسبوعية في صفحة الطﻻئع اسمها قطار الحكايات وقد نلت في عام 1983 جائزة أدب الطفل على مستوى القطر في مهرجان الرقة اﻷدبي، وفي عام 1984 الجائزة الثالثة ﻻتحاد كتاب العرب في سورية، وأيضاً نلت ﻷربع مرات جائزة القصة في المهرجانات اﻷدبية السورية ثالثة وثانية ومرتين أولى والتجربة مستمرة ولكن بعد تكرسي للخدمة الكهنوتية أخذت الهواية اﻷدبية اتجاهات جديدة من خلال الوعظ ومن خلال عملي في التعليم المسيحي للأطفال ومن خلال المحاضرات وأصبحت الكتابة أقل نشرا ولكنها مازالت موجودة بأشكال شتى فاﻷرضية اﻷدبية مع اللاهوت ساهمت في حملي لرسالة جديدة فأنا أعمل في مجال تربية الطفل وأنا أمين سر اللجنة السورية للتعليم المسيحي وممثل سورية في الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط ومدرس ومحاضر في معهد اللاهوت وفي العديد من الفعاليات الكنسية والمجتمعية اﻷهلية وفي المراكز الثقافية وأنا أدين لكل من ساهم في بناء اﻹنسان واﻷدب وأعمل على رد الدين والشكر لهم وللوطن بكتابات تنطلق من هذه اﻷزمة لتعزز الرجاء والثقة بالإنسان وباﻷوطان وهذا واجبي كإنسان وكمواطن وكرجل إيمان.
……………………………….

11186317_1607507142798153_242808952_nنسخ [640x480][5]

9 – هل من رسالة تتوجه بها إلى إنسان الوطن العربي بشكل عام خاصة وأن التوتر منتشر على اﻷراضي العربية، وإلى الإنسان السوري بشكل خاص؟
……………………………………
* المحبة ﻻ تسقط أبداً قولي للقديس بولص في رسالته إلى أهله كورنتوس، المحبة تترفق وتتأنى وتعمل للخير فالرسالة هي رسالة محبة إلى كل إنسان، محبة كل أبناء الوطن العربي حتى لو اختلف الظروف والسياسات، ﻻ يمكننا إلا أن نبتهل إلى الله تعالى أن نعمر بلادنا باﻷمان والسلام فالخير حين يتحقق ﻷي عضو في الجسد ينعم الجسد كله بالخير. ((وإذ أن العراق لجرح..لمس ألمه في اليمن)). ولهذا لن نسمح لسياسات عابرة أن تدمر روابط أخوة وعروبة أصيلة في ضميرنا ويجب أن ﻻ ننسى أن في كل البلاد أبناء لنا، فإن أحببنا الخير ﻷبنائنا أحببنا الخير لكل البلاد، وما غيوم التوتر التي تعكر سماء بلادنا هذه اﻷيام إلا عﻻمات مخاض لوﻻدة إنسان جديد وغد أفضل وعﻻقات أكثر وضوحاً تحقق الخير والرفاه لكل إنسان في الوطن العربي بل لكل إنسان في العالم، دعوة المحبة هي:أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم هي دعوة السيد المسيح ((له المجد)) لنا جميعاً وهي دعوة دائمة مستمرة متجددة.

وأختم بالشكر لله وللوطن ولكل من يعمل ﻷجل الخير والسلام من أصحاب الإرادة الطيبة، أسأل الله الرحمة للشهداء ((فما من حب أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه فداء ﻷحبائه)).وأسأل الباري الشافي المعافي أسأله للجرحى الشفاء وللمحزونيين العزاء ولليائسين وللمكروبين ثبات الرجاء ولكل الذين في ضيق فرجا وفرحا ولكل اﻷطفال، بل لكل اﻷجيال السﻻمة وتحقيق اﻷحلام والعيش بسعادة وأمان. حفظ الله سورية شعباً وجيشا وقائدا وسلمتم ويسلم البلد.

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11124696_1607507226131478_1656061359_nنسخ-640x480.jpg
  2. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11158039_1607507272798140_183136345_nنسخ-640x480.jpg
  3. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11178533_1607507342798133_96526968_nنسخ-640x480.jpg
  4. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11186274_1607507186131482_2041309717_nنسخ-640x480.jpg
  5. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11186317_1607507142798153_242808952_nنسخ-640x480.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/9116