ليلة النصف من شعبان

by tone | 4 يونيو, 2015 5:47 م

11390306_1654492714779908_7458537057818963045_n[1]

ليلة النصف من شعبان .. هذه الليلة المباركة التي يعيشها المسلمون كل عام لها وقع طيب وخاص في مدينة حماة، وتتميز بها عن باقي المحافظات بأنها حلوة، بسيطة،

خفيفة، طيبة، وتدل على قدرة وابداع البغجاتي (الحلواني) في ذلك الزمان حين أوجد تلك الحلوى التي نسميها (حلاوة المحيا) والتي لها خصوصيتها لمدينة حماة، وحكايتها تتلخص كالآتي:
بعد صوم نهار النصف من شعبان يفطر الصائمون المسلمون ويحيون هذه الليلة المباركة بأناشيد ومدائح نبوية شريفة، وكانت توزع حلاوة المحيا لتطيب فم الصائمون في هذه الليلة استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يترفع به الصائم عن كل ملذات الدنيا وإقامة الصلوات والدعاء طيلة الشهر الكريم. 
أما ما كنت أشاهده من سطح منزلنا القريب من جامع “الشيخ” بحي (باب قبلي) في هذه الليلة من خمسينيات القرن الماضي بعد صلاة العشاء:
كانت توضع طاولة ذات أرجل قصيرة ويضع في وسطها مزهرية تضم أنواع الورد الجوري تقدمة من أبناء الحي لأن البيوت كانت عربية وكلها تزرع بأنواع متعددة من الزهور، ويبدأ الاحتفال بليلة النصف من شعبان بقراءة آيات من الذكر الحكيم، واذكر إلى الأن ذلك الصوت الجميل الساحر دون مكبر للصوت وكل أبناء الحي جلوساً على السجاد أو البسط.
وتوزع بعض قطع الحلوة على الأخوة الموجودين وفي هذه الأثناء تبدأ فرقة الإنشاد المدائح النبوية الشريفة وكل الأسطح ملآى بالنساء والأطفال حتى منتصف الليل، أضف لهذا المشهد الديني كانت كافة المحال التي تبيع حلاوة المحيا تزين أماكنها بأعلام الوطن والعبارات الدينية وصورة الكعبة المشرفة المصنوعة من السجاد معلقة على الجدران.
بعد زمن تطورت حلاوة المحيا وأصبحت محشية وإلى جانبها (الغريبة) و (البشمينا) وكان والدي لا يقطع هذه المناسبة من أكل حلاوة المحيا والبشمينا والغربية سنوياً دون انقطاع حتى أثناء خطوبتي وذهابي لبيت خطيبتي حملت معي هذه الحلاوة الطيبة، كم كانت دهشتهم كبيرة، فقلت لهم هكذا عودنا والدي أن نتناول حلاوة المحيا سنوياً بهذه المناسبة، صادف ذلك عندهم زوار من حمص فحمل الضيوف معهم بعضاً من حلاوة المحيا وهم في غاية السعادة لأنهم لا يعرفونها، قلت لهم إنها حموية بامتياز.
أكرم ميخائيل إسحاق

Endnotes:
  1. [Image]: http://kfarbou-magazine.com/wp-content/uploads/11390306_1654492714779908_7458537057818963045_n.jpg

Source URL: https://kfarbou-magazine.com/issue/9308