الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

بين الأمس واليوم

DSCF4381نسخ [640x480]

طبيعة الحياة تفرض على الإنسان أموراً كثيرة منها ما هو حسن وما هو غير مقبول وإن كان مقبول لغيرنا فإنه ليس من الضروري أن يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا ولا تتقبله طبيعتنا وأخلاقيتنا . لا شك بأنه خلال السنوات الأخيرة تسارعت مسيرة التطور والتحديث وهذا الأمر ليس بغريب عن الحياة البشرية والسؤال الذي يطرح نفسه هل كل ما تنتجه

هذه الحضارة من تكنولوجيا تستفيد منه كل البشرية لنأخذ بعض الأمور التي تناسب طبيعتنا وحياتنا العملية ولا ننسى عادات أجدادنا الأصيلة لتبقى ذاكرة طيبة للأجيال اللاحقة . كيف كانت الحالة النفسية والاجتماعية أكثر هدوءً وتألقاً بين أفراد المجتمع . إن شبابنا اليوم لباسه خارج عن المألوف إذا ما نظرنا للكتابة على صدر الكنزات أو ستر الجلد نجده لا يهتم ليما هو مكتوب وخاصة وجود كلمات تخدش الحياء وهو لا يعلم . عودة سريعة للباس الستينات وما قبل نجد اللباس يعطي الشباب هيئة الرجولة وبعيدة عن الخلاعة . وهناك أمر آخر الحلاقة . كنا نشاهد بعض الأشخاص يحلقون رؤوسهم على الصفر ولكن من هم ولأي سبب لأن بعض المصالح الشاقة كالعتال وحفار أساسات المنزل ولكثرة الغيار والتعرق يستحسن حلق شعر رأسه كاملاً لأجل النظافة أم اليوم شبابنا لأجل الموضة التي أتتنا من الخارج يحلق بعض الشباب شعر رأسه ويترك البعض بشكل يخدش النظر إليه ناهيك عن البنطال الذي بدء يضع عليه أعلام دول لا يعرف مدى علاقتنا بهذه الدول ومنهم من يضع قطعة قماش بشكل / رقعه / كأنه من العصر الحجري ويلبسه في كل المناسبات متفاخراً بأن بنطاله كاحت ممزق .
الأمر الآخر الطعام والأهم : كانت جداتنا وأمهاتنا تقوم بصنع الخبز في المنزل وتربية الأطفال الذين يبلغ عددهم معدل وسطي / 5 أو 6 / أطفال والكل يرضع من ثديها وهي بكامل عافيتها وصحتها ولا زلت أذكر بعض المأكولات من صنع جدتي ووالدتي السمك بكافة أنواعه دون تزمر أما الآن الإعلان الدعائي يقول : / لا تعذب مرتك وتدخل الرائحة على الدار / خذ السمك مقلي مطبوخ جاهز على الدار / سمكة جيدة وشهية وأسعار مناسبة للدعاية .
ناهيك عن تحضير مونة الشتاء من باذنجان وملوخية ودبس الرمان والعنب الحصرم وغيره الكثير .
أما الآن ولأسباب الحياة المعيشية والخاصة لا تنجب المرأة أكثر من ثلاثة أولاد ولا تستطيع ارضاعهم والبعض منهن تريد الولادة بالعمل الجراحي القيصرية كي لا تشعر بألم الولادة مما يفقدها حنانها إن أعظم لحظات في حياة كل أنثى هي تلك اللحظات : يقول الشاعر ابن حماد يصف علة زمانه :
لا أشـــــــتكي زمني هذا فأظلمه وإنما أشـــــتكي من أهل ذا الزمن
ويقول شاعر آخر :
ما كان في ماضي الزمان محرماً للناس في هذا الزمــــــــــــــان مباح
صـــــــــاغوا نعوت فضائلٍ لعيوبهم فتعذَر التَّمييز والإصــــــــــــــــــلاح
فالفتك مَنُّ ُ ,. والخداع سياسة وغنى اللصــــــوص براعة ونجاحُ
والعُري ظرف والفســـــــــــاد تمدُن والكِذْب لطف , والرَّيــــاء صلاحُ
خير الكلام لو عاش شاعرنا إلى زماننا هذا ماذا كان يقول ؟.
أكرم ميخائيل اسحاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *