أرمل السعادة
أرمل السعادة..
—————————————————
قذَفتْني أُمّيْ
من سجْن الرحْمِ
إلى سجْنٍ
تتقطَّعُ فيهِ الأَرحامْ
طردتْني
بمخاضِ ولادتِها
من ليلٍ
يقطنُهُ الدفءُ
إلى ليلٍ مسكونٍ
بأنينِ الأيتامْ
وبكيتُ
ككلِّ المولودينْ
وخلافَ المولودينَ بقيتُ
ـ وبعدَ ثلاثينَ خريفاً ـ
عرياناً…
أبكي…
أتضوَّرُ عطفاً وحنينْ
………
ظلمَتْني أمُي…
لفَّتْني بقماطٍ… وثَقتْني
بِمهادْ
وانْهالتْ
بالحزنِ عليَّ…
اخْتلطتْ
أنَّاتُ المحكومِ عليهِ
بصوتٍ منْبعثٍ
من سوطِ الجلاَّّدْ
عُهْرُ الدنيا
فضَّ بكارةَ روحيْ…
أورثَني الخزْيَ
بهذا الزمنِ الآبقِ
من طهرٍ مبثوثٍ
بين حنايايَ
إلى عالمِ طهرٍ مذبوحِ
………
وامْتدَّتْ
خارطةُ الأوهامِ…
انْهارتْ مملكةُ الأحلامِ
وصارتْ مُدنُ الروحِ
خلاءْ
ووقفتُ على أطلالِ حياتي
أَتأمَّلُ
زيفَ الأشياءْ
وكبوتُ مراراً
وشربتُ مَراراْ
واسْتغفرتُ
الموتَ كثيراً
حين فشلتُ بقتْليْ
واستصْدرتُ
الموتَ قراراْ
……..
وأَبي الراقدُ
في ميْتتِهِ
أَتُراهُ يذكرُ نهرَ عذابي
النابعَ ـ عبْرَ عقودٍ ـ
من نطْفتِهِ ؟
———————————-