الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

لقاء مع الأستاذ محمد خوجة الكاتب والمخرج المخضرم والمحب لعمله المسرحي

12016684_1691173714445141_1677146831_n

لقاء مع الأستاذ محمد خوجة الكاتب والمخرج المخضرم والمحب لعمله المسرحي

بداية أثناء العروض عندما كان في المرحلة الاعدادية شاهد عدة عروض مسرحية عبر نادي الفارابي في المركز الثقافي وهذه المسرحيات تنتمي إلى المسرح الكلاسيكي فأسرني هذا الوجه للعمل المسرحي الذي يتفرج على خشبة المسرح مما أدى إلى علاقة جديدة خلافاً لكل الفنون الأخرى من سينما وفن تشكيلي وغيرهم .

*- وهو الحوار الحميمي الذي يتم بين الممثل على خشبة المسرح والمتلقي في الصالة . وهذا الأمر غير متوفر في السينما والتلفاز .

*- ملاحظة لأول مرة مسرحيات : غوما للمؤلف مصطفى محمود / إخراج الفنان سمير الحكيم / . ومسرحية الكراكي للمؤلف فارس واكيم وإخراج الفنان سمير الحكيم كذلك .

*- ويقول الأستاذ المخرج محمد خوجه قد اكتشفت بأن المسرح هو أكثر الفنون صدامية واستفزازية للواقع إذ أنه يثير الكثير من الأسئلة الهامة والملحة سواءً على الصعيد الإنساني ( كفرد كإنسان أو كشعوب ) إذ أنه لا يركن أن يواجه الواقع بالتسطح وعدم الجدية في مرأة هذا الواقع الذي نحياه .

*- وكانت ولادة أول نص مسرحي بعد أن قرأت كثيراً وشاهدت عروضاً كثيرة وهو في الصف الثالث الاعدادي حيث كان عنوان النص ( وأشرقت شمس ) العمل الأول ورغم بساطته وتكنيك هذا العمل إلا أن يبقى شاهداً على محاولة جدية بقراءة الواقع بكافة أبعاده الفكرية والسياسية والاقتصادية . فأصبحت المطالعة بالنسبة له تدخل طور العادة شيئاً فشيئاً . وخلال هذه الفترة الطويلة حتى عام 1990م كانت هناك محاولات في كتابة القصة القصيرة والشعر إلى أن كتب النص المفصلي ( الرقص على حد السيف ) وهذا النص يتكأ على النص القرآني وهي حكاية ( موسى والخضر في سورة الكهف ) وتم البناء الفكري والدرامي لعرض مآسي متفرقة من هذا الكوكب الذي نعيش ونحيا فيه . إذ كان يسكنه هاجس أن يكتب نصاً مخالفاً للنصوص السائدة إذ أكثر ما يستفزه هي النصوص التيتعالج القضايا المؤرقة بشكل سطحي .

*- فكتب بعدها ( أنشودة النواعير ) وهي ملحمة تاريخية عن حياة المجاهد البطل سعيد العاص في هذا النص البعيد عن الانفعالية والشكل الحميمي لابن البلد قدم جثة سعيد العاص تحاكم من عدة دول بعد استشهاده عام 1936م .

*- في جبل الخضر المطل على بيت المقدس في فلسطين المحتلة .

*- في مسرحية ( لقاء حار جداً ) ودون أي قصد منه تناول الأستاذ محمد أزمة ذات بُعد إنساني مُؤلم معتمد على شكل وتكنيك مسرح العبث أو اللامعقول في هذا النص وعبر مجموعة النقاد والأدباء بأن الشكل المسرحي لدى الأستاذ محمد تطور كثيراً سواءً على صعيد البناء الدرامي أو الشكل الحكائي السائد في مسرح العبث .

*- في مسرحية ( الانتحار ) وهي للكاتب الايطالي ماريوفراتي : هو نص جداً بسيط وقليل الصفحات ولكنه يحمل عمق في تفجير الازمات التي تعصف بالمجتمعات السكونية الخارجة من أتون حربٍ ما ( ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية وخسارتها للحرب ) لقد أخذ الاستاذ المخرج محمد هذا النص وقام بإعادته من جديد والاعداد هنا هي عملية تأليف جديد توازي النص الأصلي وربما تتفوق عليه . هذا ما حصل عندما قدم هذا العمل في مهرجان حماة المسرحي الثامن عام 1996م . وكان يدير الندوة ( الدكتور الوزير السابق رياض عصمت ) وكانت جميع الآراء الموجودة منها الشاعر حسان عزت والكاتب الناقد المسرحي عبد الفتاح قلعجي بأن الإعداد الجديد الذي قام به الاستاذ المخرج محمد ربما فاق قليلاً النص الأصلي ولكنه فجر في هذا النص كوامن وأزمات النص ( الإعداد ) أو الاخراج لأن العمل من إعداد وإخراج وعمل الأستاذ محمد خوجه .

وعندما سألته عن التطور الذي طرأ على العمل المسرحي من خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة ولغاية عام 2015م أجاب :

*- عام 1996م قام بدورة عمل مسرحي في الاخراج المسرحي في مدينة دمشق وكان المشرف على هذه الدورة الدكتور عجاج سليم .

*- هذه الدورة كانت عبارة عن مفتاح في ولوج عالم الاخراج وكان السبب هو غياب المخرج المبدع في مدينة حماة وربما كان يسكنني بأن هذه الدورة تضيف أشياء على صعيد كتابتي للنص المسرحي فعالم الاخراج وتنوع المدارس بهذا العالم المذهل قدم لي فقرأت الكثير من ستاكلافسكي إلى بيتربروك وهذا الثراء المدهش في تناول أي نص عبر مخيلة تصل إلى فضاءات متنوعة وبانوراميه تغني أي نص بلغة بصرية راقية وهاجسها الحداثة التي نحن بأمس الحاجة إليها على صعيد الشكل والمضمون . وهكذا قدم مسرحية ( لقاء حار جداً ) وهي تنتمي لمسرح العبث إذ أنه لم يكون بحاجة لمحاكاة الغرب في مسرحية ( العبث ) وإنما شكل ومضمون العمل ذهب به إلى هذه المدرسة المعقدة والبسيطة على صعيد الشكل والمضمون فقدم عالم المادة بكل جبروته ( رأس المال ) عندما يستحق الإنسان وبطريقة وحشية دون أن يرف له جفن فقدم شكلاً بصرياً يترجم ما ذهب إليه إذ أنه كان في عمق المسرح مقصلة وكأنها تغتال أرواحنا قيل أن تغتال أجسادنا .

وتجربة مسرحية ( غابة عديدان الثقاب ) الجديدة أخذ فكرة هذه المسرحية من خبر صحفي نشرته إحدى الصحف الرسمية وهذا الخبر يعدم مواطن أمريكي يموت ولا يملك أهله أجور دفنه فتبرعت إحدى الشركات العملاقة في الولايات المتحدة الأمريكية بأن تغطي نفقات أجور الدفن والعزاء . إذ يقول الخبر تقوم الشركة ( بحمل النعش المصنع في إحدى الشركات التابعة للشركة ( س ) ويحمل بسيارة المصنعة بإحدى الشركات ( س ) ويصلى عليه في الكاتدرائية التي قامت الشركة ( س ) بترميمها ويقدم النبيذ المنتج في الشركات ( س ) وهكذا تتأكد بأن هذا المجتمع غير إنساني وهو يمسك بمقاليد السلطة في الولايات المتحدة الامريكية . إن هذا الشكل الذي يبتز حتى الأموات رغم أنه مات جاكسون وهو عاطل عن العمل وكان مهمش لدرجة الاقصاء الإنساني . إن هذا العمل بفضح البنية السلطوية في الولايات المتحدة الامريكية إذا أنها تعامل بعض أفراد شعبها بهذه الطريقة فما أدراك بشعوب العالم الثالث ونحن طبعاً منهم .

وسألته لم التحول نحو الدراما ؟ أجاب : إن الدراما هي الأكثر شيوعاً وانتشاراً إذ أنها تدخل جميع البيوت بلا استئذان وبالتالي فهي تخاطب أكبر شريحة إنسانية وهكذا يصبح الخطاب الدرامي الانساني هو الأكثر حضوراً في حياتنا العادية والثقافية ولن أخفي عنك بأن الدراما لها سطوة السحر على المواطن سواء كان مثقفاً أو بسيطاً وكلما كانت الدراما أكثر عمقاً في تفجير الكوامن البشرية وطرح الأزمات الانسانية كانت المصداقية أكثر وفي النهاية أتمنى بأن يجد قلمي في كتابته الدراما مساحة في ساحة العراك والتنافس التجاري في سوق الانتاج الفني لأن الدراما المعاصرة هي المرآة عن الواقع الذي نعيشه .

          لقاء أكرم ميخائيل إسحاق 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *