الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

شخصية من بلدي / الشرطي أحمد مصطفى الجابي

// شخصية من بلدي //
{ الشرطي أحمد مصطفى الجابي } الملقب أبو صطيف

أعرفه معرفة جيدة كونه يسكن بقرب عملي وعلاقتي به قوية رغم فرق العمر إلا أنه كان يسعدني بحركاته أثناء حديثه . حيث كان ينفعل وحديثه جدي جداً لا يعرف المزاح لذلك كان يقول لي تعجبني يا سيد أكرم أنت تعرف ماذا أريد أن أقول وتفهم عليّ ليس كأبناء هذا الجيل أيامنا شيء وأيامكم شيء آخر الله يعين هذا الجيل .
*- حدثني السيد أحمد مصطفى الجابي الملقب / أبو صطيف / وهو في سلك الشرطة قديم جداً منذ الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي وهو رجل عصامي وجديّ في التعامل وهو يعتز ويفتخر بأنه عمل في هذا السلك ولم ينل أي عقوبة طيلة فترة خدمته وقيامه بعمله كرجل شرطة وخدم في معظم محافظات القطر العربي السوري مفاخراً بذلك .
*- قال لي مرة / يا سيد أكرم / وهذه عبارته يحدث الكل بهذه الكلمة / يا سيد / وهو يعتبرها نوعاً من الاحترام رغم تقدمه بالعمر .
*- قلت له تفضل أبو صطيف بالحديث وأنا أسمعك . قال – حيث كنت واقفاً لتنظيم السير عند مفارق ثلاث قبل جامع الحسنين إلى الشرق مسافة مائة متر قبل أن يوسع الشارع عام 1984 أمام منشرة السلق والطريق المؤدي إلى شارع التجهيز / الأن السيدة عائشة / والشارع المؤدي إلى شارع الحسنين حي المدينة .في تلك الأثناء يقول العم أبو صطيف وأنا واقفاً في ذلك المكان باعتزاز كشرطي أنظم السير .مرت من أمامي سيارة سوداء عرفت من بداخلها وكان سيادة المطران اغناطيوس حريكة . وقفت باحترام وحييته كشرطي يقوم بعمله رفع يده سيادة المطران اغناطيوس وبعد أن سارت السيارة أمتار عادت وكان جالساً في المقعد الخلفي وفتح النافذة وقال لي / أي أبو صطيف / تقدم يا بني من أنت فقلت له أنا الشرطي أحمد مصطفى الجابي . سلم عليّ يداً بيد وقال لي الساعة الثانية بعد انتهاء الدوام أريد أن أراك في دار المطرانية – لماذا يا سيد قال المطران حريكة أريد أن أراك وفعلاً ذهبت إليه وحين دخلت دار المطرانية وهي بناء عربي قديم وحديث بعض الشيء ويوجد فيه الزهور والشجر إنه منظر جميل بحق . وجدت بأن الكل يعلم بقدومي مرحبين عليّ .. قلت في نفسي هذا شيء كبير ودعاني لتناول الغداء معه وهو يسمعني بعض الكلمات الطيبة وأضاف أن تجلس على مائدة الغداء ويسعدني ذلك وأضاف قائلاً / أبو صطيف / أنا أجلس مع هذا الرجل الوطني معه على مائدة الغداء هذا شرف لي وكان اهتمامه كبير بي .
*- خرجت من دار المطرانية وأنا في غاية السعادة وقلت في نفسي هذا أعظم تكريم من رجل عظيم يقدر العمل ولن أنسى ما حييت ذلك
هذا الحديث كان بعد تقاعده في أواخر الثمانينات من القرن الماضي .
*-هذا الرجل الملقب أبو صطيف أعرفه جيداً وكان رجلاً عصامي لو أن سيادة المطران اغناطيوس حريكة قدم له شيء غير مائدة الطعام مثلاً بعض النقود لكان رفضها لكن الرجلان بوطنيهما لا يعرفان قيمة الرجال إلا بالحب والاخلاص للوطن ووضع اليد باليد هي التكريم للرجال والرجال وحدهم يعرفون قيمة هذا السلام .
أكرم ميخائيل إسحاق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توفي في ثمانينات القرن الماضي عن عمر ناهز السبعون عاماً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *