الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

مسرح الاطفال والناشئة بين النواقص والمعوقات في ايران

 

للاطفال شخصية مستقلة وكاملة بحد ذاتها وهم يبدأون خلال مراحل نموهم وبمقتضى اعمارهم بالتعرف على الكثير من المفاهيم التي يألفها الكبار كالحزن والفرح والحب والعشق والموت والكراهية والعفو والاعتداء والخيانة واللطف والمروءة.

من هذا المنطلق فان الاهتمام بأدب الاطفال والناشئة، بالمسرح الذين يتضمن مضامين طفولية «سواء كان مكتوبا او معروضا» بامكانه مساعدة الطفل في شق طريقه في الحياة بصورة سليمة وهو يعتبر من الاساليب الفاعلة في تعليم السلوكيات وطريقة التكلم.

وبالاضافة الى تصحيح نظرة المجتمع للاطفال والناشئة فان خبراء العلوم التربوية يرون ان بامكان الادب المسرحي الذي يخاطب هذه الشريحة من المجتمع المساعدة على تطوير قابلياتهم باعتباره من المجالات المؤثرة والفاعلة.

ان التأثير التعليمي والتربوي والاخلاقي للمسرح على حياة الطفل الاجتماعية يحفزه على السعي الى تعلم مختلف المفاهيم من خلال اداء الحركات على المسرح «اي التمثيل».

ويرى هؤلاء الخبراء ايضا انه رغم مضي مائة عام على ظهور المسرح المعاصر في ايران فان تأثيره كفن على العلاقات الاجتماعية ونفسية وثقافة المجتمع ما يزال غير ملموس بسبب فقدان النشاطات المسرحية للتخطيط والتنظيم الجيد.

وخلال السنوات المائة الماضية واجه هذا المسرح ولعدة اسباب تحديات جدية من حيث سلبية او ايجابية المضمون، او من ناحية التقنيات، ما يتطلب دراسة علمية يمكن عن طريقها التعرف على الاضرار الناجمة عن امر كهذا.

ان عدم وجود التنسيق في مختلف انواع النشاطات المسرحية ادى الى بقاء الطاقات الفنية والتقنية الكامنة للناشطين في هذا الحقل مجهولة، ولهذا نجد في الوقت الحاضر ان نتاجات الادب المسرحي وعلى الاخص ما يتعلق منها بالاطفال والناشئة هي من القلة بحيث ان عددها اقل من عدد اصابع اليد وهي ليست اعمالا جديرة بالملاحظة.

كما ان فقدان التخطيط في مسرح الاطفال والناشئة باعتباره حقلا مستقلا واللبنة الاساسية للمسرح كان من وجهة نظر الخبراء السبب في ضعف قواعد الفن المسرحي في البلاد بحيث انه رغم مضي كل هذه الاعوام الا ان الكثير من القابليات الكامنة في هذا المجال بقيت مجهولة ولم تخرج الى حيز الفعل، ويعزى ذلك الى ما يلي: عدم الاهتمام بأذواق ونوع المتلقي خاصة في مسرح الاطفال والناشئة، والنشاطات المتوازية في قطاع المسرح، وفقدان قانون ينظم النشاطات المسرحية في البلاد، والعجز في الميزانية، وفقدان الارتباط التقني العلمي بالمسرح العالمي الحديث خاصة في مجال الاطفال والناشئة، وعدم تنظيم سوق العمل للناشطين في مجال المسرح، وسوء الادارة وضعف التعليم.

ورغم اقامة ?? دورة من مهرجان مسرح الاطفال والناشئة في ايران، الا ان المؤلفين المسرحيين لم يوفقوا بعد الى ابراز امكانياتهم بالصورة التي تليق بمكانة ثقافة وفنون الاطفال في ايران.

ويعتقد الخبراء ان الركود الموجود في مجال مسرح الطفل يعود الى اسباب عديدة منها فقدان التخطيط، عدم ادراك التأثير العلاجي والتعليمي والتربوي للمسرح وعدم الاهتمام باجراء البحوث، فقدان صالات العرض الاختصاصية للعروض المسرحية التي تخاطب الاطفال، والعجز في الميزانية الخاصة بمسرح الاطفال والناشئة، علما ان هذا المجال المسرحي بحاجة الى اهتمام جدي من قبل المسؤولين عن الشؤون الثقافية والفنية في البلاد.

وان اقامة المهرجانات الخاصة بمسرح الاطفال والناشئة والسعي الى تحويل هذه المهرجانات الى مهرجانات دولية من شأنه ايجاد تحول، وتعريف الاطفال والمجتمع بهذا النوع من النشاطات الفنية كما يعمل على تبادل الافكار الجديدة في هذا المجال.

ويرى الخبراء ايضا ان المشاكل المالية التي عانى منها قطاع مسرح الاطفال والناشئة، قد اثر بشدة على كمية ونوعية النتاجات في هذا القطاع بحيث ان الكثير من الاعمال المعروضة لم تنل الرضا الكافي من ناحية النوعية.

كما يرى الخبراء التربويون انه فيما يعاني الكثير من الاطفال والناشئة في زمننا الحالي من الفقر الاقتصادي والثقافي والتربوي وفيما يزداد عدد اطفال الشوارع والاطفال العاملين الذين يمكن مشاهدتهم في زوايا المدن، وفيما تنشر الصحف والمجلات يوميا قصصا لصغار مورست ضدهم مختلف اعمال القتل والاعتداء والعنف بشكل مباشر، وبالنظر الى الارتفاع الملحوظ في مستوى المعرفة لجيل الاطفال والناشئة الحالي قياسا بالاجيال السابقة، فان كل ذلك يوضح ضرورة الاهتمام بمسرح الاطفال والناشئة باعتباره امرا فاعلا ومؤثرا، وضمه الى في الحقول التعليمية والتربوية والاخلاقية كما يؤكد ضرورة اهتمام المسؤولين بهذا القطاع الثقافي. من جهة اخرى يعتقد خبراء مسرح الاطفال والناشئة ان استخدام الادب المسرحي الخاص بالطفل والناشئ من شأنه تبيان كل شيء من وجهة نظر الطفل، عن طريق عرض الاعمال المسرحية بأسلوب وضمن اطار خاص، يمكن من خلاله ايصال مفاهيم مختلفة لا يمكن للعلوم الاخرى بيانها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *