الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

شخصيتان من بلدي :محمد رئيف الملقي -و السيدة عاتكة يوسف منعم

images

 

1– محمد رئيف الملقي 1907-1988

 

 

ولد في مدينة حماة ونشأ يتيم الأب وفقد جميع إخوته في عمر مبكر باستثناء أخيه الأكبر الذي تابع معه جزءاً من حياته ولكن سرعان ما فقده وهو في أول شبابه,تابع حياته وحيداً لأم متقدمة بالسن, ثم تزوج ورزق خمسة عشر ولداً.

تعلم في مدارس مدينة حماة ونال شهادة الحقوق من معهد الحقوق بدمشق,وتأثر بأستاذه المناضل الرئيس فارس بيك الخوري خلقاً وعلماً ووطنية أصبح بعدها محامياً لامعاً سرعان ما ذاع صيته بفضل مقدرته القضائية وقوته الخطابيةعاصر الحكم العثماني في طفولته وأول شبابه وقارع الحكم الفرنسي فكان من أبرز العناصر القيادية في حركة الكتلة الوطنية في مدينة حماة بزعامة المناضل الدكتور توفيق الشيشكلي فكان الساعد الأيمن له,كان يذكي بأسلوبه الخطابي المميز وبإقدامه,روح الوطنية والشجاعة لدى ثوار حماة وتفانى بالنضال والكفاح,وقام شخصياً بنقل السلاح للثوار من الأردن وكان على اتصال مستمر وتنسيق مع فصائل الثوار في كل المحافظات السورية,تعرض للسجن بسبب مواقفه الوطنية بعد الاستقلال وجلاء الفرنسيين فأضحى الزعيم الوطني الشعبي في محافظة حماة,وهذه المكانة أهلته لأن يكون نائباً عن مدينة حماة في مجلس النواب لعدة دورات ونائباً في مجلس الأمة في الجمهورية العربية المتحدة.‏

بقي مخلصاً لوطنه وتعاطف مع الطبقات الفقيرة بكل أمانة وتواضع مما أثار الخصومة مع الإقطاع الذين كانت لهم سيطرة اجتماعية لا يستهان بها,ونشأت في خضم هذه الخصومة عناصر شابة جديدة أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن مصالح الطبقات الفقيرة والكادحة.‏

من خلال نشاطه الفعال ومقدراته المتدفقة في مجلس النواب في المقترحات والمشاريع والاعتراضات والاشتراك في اللجان النيابية ورئاستها اكتسب مكانة مرموقة أهلته لأن يشغل منصبي وزير المعارف ووزير الاقتصاد,فاستطاع أن يضاعف ميزانية وزارة المعارف عدة أضعاف مما أتاح له التوسع في بناء المدارس وزيادة عدد الوظائف وإرسال البعثات العلمية والتوسع في مجالات كثيرة.‏

قرّب الشعراء والأدباء مثل عمر أبي ريشة وغيره وشجع المواهب الجديدة مثل الشاعر سليمان العيسى الذي لاحظ موهبته الشعرية المبكرة عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية فشجعه مادياً ومعنوياً,امتد نشاطه السياسي الواسع إلى كل المحافظات السورية فكان على صلة وثيقة مع معظم الرجالات والزعامات الوطنية فيها وحتى خارج القطر مع كثير من السياسيين في الأردن ولبنان ومصر وكثير من الشعراء والأدباء مثل طه حسين,وتابع مسيرته الوطنية فكان من أشد المتحمسين للوحدة بين سورية ومصر ومن أشد المعارضين للانفصال.‏

بقي حتى نهاية حياته مخلصاً وفياً لقضايا أمته وتمتع بمكانة اجتماعية وسياسة كبيرة عند كل الفئات والطبقات وعند وفاته شيعته مدينة حماة بكل فئاتها وطوائفها..رجلاً متواضعاً مقداماً جسوراً مناضلاً مخلصاً وفياً,شهدت له بذلك هذه الجموع الغفيرة التي شاركت بالتشييع والعزاء.‏

دفن في مدينة حماة مسقط رأسه عام 1988.‏

2– السيدة عاتكة يوسف منعم

 

عملها في غاية اللطف والإنسانية, فطبعها الأصيل جعل منها ملاك رحمة هذا ليس مجازاً إنما هي حقيقة لمسها الكثير من أبناء حماة مدينة وريفاً.

السيدة عاتكة يوسف منعم تولد عام 1924 في بلدة يبرود من منطقة القلمون تزوجت من المرحوم رشيد دبيس ولها ثلاثة أبناء.‏

درست الابتدائية حتى الصف الخامس في يبرود, ثم أتمت دراستها في مدرسة القبالة بجامعة دمشق ( دار التوليد) مدة أربع سنوات, بعد تخرجها تم تعيينها في دار التوليد لمدة سنتين.‏

بعد ذلك انتقلت إلى مدينة حماة, حيث تم تعيينها في مديرية الصحة, حيث تنقلت مابين المشفى الوطني القديم ومستوصف الحوارنة.‏

كان في ذلك الوقت الطبيب المسؤول هو المرحوم موفق بغدادي, ثم عملت في مستوصف رعاية الطفولة, وكان الطبيب المشرف الدكتور نزار برازي, وأمضت آخر أيامها الوظيفية في المستوصف العمالي في شارع 8 آذار.‏

السيدة عاتكة ليست مجرد موظفة وحسب بل كانت معروفة لدى أهل مدينة حماة بعملها الإنساني كونها قابلة لاترد من يطرق منزلها ليلاً ونهاراً.. صيفاً شتاءً ولاترد طالب عون في مكان بعيد بعد منتصف الليل لأنها واثقة من أن عملها هذا هو واجب وخدمة إنسانية, كانت إذا وجدت صاحب المنزل ضعيفاً مادياً تبارك وتهنئ بالمولود وتخرج بكامل سعادتها لقيام الحامل بالسلامة.‏

اضطرت في معظم الأحيان ـ منقادة بعاطفتها أن تركب الدراجة النارية خلف طالبها شتاءً لتقوم بواجبها وذلك لندرة وسائط النقل في ذلك الوقت.‏

تذكر مدرسيها بكل محبة: الدكتور نظمي بيك القباني والدكتور منير شورى والدكتور شفيق البابا كذلك لاتنسى زميلاتها في المهنة القابلة المرحومة مارس سلوم, والمرحومة صفية الأصفر.‏

ومن منهن على قيد الحياة القابلة أمل النعسان والقابلة اصطبار عرابي والقابلة عائشة حداد.‏

السيدة عاتكة قدمت كل ماتستطيع في سبيل تخفيف الآلام عن النساء الحوامل, ولها في هذا المجال الأيادي البيضاء في العمل الإنساني, أمد الله بعمر كل من يخدم هذا الوطن الحبيب!‏

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *